أيها الشباب .. ونحن نتابع تقديم الاستقالات والالتحاق بركب ثورتكم ودعمكم من قِبَل الوزراء والسفراء والنواب والمسؤولين التنفيذيين والإعلاميين والقادة العسكريين وغيرهم ، فإن دَلَّ ذلك على شيءٍ ، فإنما يدل على مشروعية ثورتكم ، وعدالة قضيتكم ، وعظمة خطوتكم الشجاعة ، ومعلناً عن قرب بزوغ فجركم وتحقيق أهدافكم وطموحاتكم في بناء يمن التنمية والكرامة والحقوق والحريات ، يمن سيادة الدستور والقانون ، يمن المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص ، يمن العدالة والديمقراطية والرخاء ، ومن حقكم ـ وحقنا معكم ـ أن نحلم جميعاً بذلك فكل المقومات البشرية والجغرافية مهيأة لذلك زيدوا عليها ثرواتنا وموقع يمننا ورصيد حضارتنا.
أيها الشباب .. في ظل هذا الكم الهائل الضخم من المنضمين إليكم والداعمين لثورتكم ، ومنهم أناس لم يتوقع أحد خطوتهم ، أوصيكم بعدة أمور ، فناقشوها بينكم ، فإن وجدتموها صالحة فاستفيدوا منها ، وإن كانت غير ذلك فالتمسوا لي سبعين عذراً أدناه حبي لكم وولعي بثورتكم .. هذه الوصايا هي:
1. استمروا في اعتصاماتكم واحشدوا لها المزيد وأضعاف أضعاف أضعافها من إخوانكم شباب اليمن [ ذكوراً وإناثاً ] وادعوا إليها آباءكم وأمهاتكم وأهاليكم وكافة أبناء مدنكم وأريافكم فساعة الحسم أوشكت ، والنصر صبر ساعة كما يقولون ، والصامد من سينتصر ، والمستعجل أو من يصيبه الملل والركون والاسترخاء هو من ـ لا سمح الله ـ سيندم.
2. نظموا أنفسكم أكثر وأكثر ، وتلاحموا مع إخوانكم الذين يشاركونكم اعتصاماتكم من بدايتها ، من الشباب المستقلين وشباب اللقاء المشترك وكافة الأحزاب الأخرى والشرفاء من شباب المؤتمر الشعبي العام الذين قدموا استقالاتهم مبكراً ، واعملوا على أن تبقى ثورتكم بحجم طموحات اليمن كلها ، وآمال شباب الوطن ، ومناطق اليمن وقبائلها ومكوناتها ، لا يحتكرها حزب ولا تنظيم ولا حركة ولا جهة أيَّاً كانت.
3. حافظوا على مقومات ثورتكم ، وفي مقدمتها: السلمية والوحدوية والأخوة وواحدية الأهداف والغايات ففيها سر قوتكم ومصدر انتصاركم.
4. رَحِّبوا بكل من ينضم إليكم ويدعم ثورتكم وينصر قضيتكم ، وشجعوه ، ومدوا إليه يد التعزيز والتشجيع ، ولا داعي لفتح الملفات القديمة مع من اختلفتم معه سابقاً ، فهدفكم اللحظة إسقاط النظام الفاسد الفاشل وأجهزته القمعية ، ولا تصغوا لمن يريد أن يصفي بكم وبثورتكم خلافات قديمة مصلحية أو أيدلوجية أو غيرها ، فباب التوبة للجميع مفتوحة ، والثورة تَجُبُّ ما قبلها ، وأبطال الثورات وقادتها لا يعرفون الحقد والضغينة ، وإذا تحققت أهدافكم بأقل الخسائر فذاك ما يتمناه الجميع.
5. لا تتمادوا في الخوف ممن فاجأتهم هذه الجموع من الاستقالات والمنضمين إليكم ، فبدأوا ينشرون الأراجيف ترهيباً وتخويفاً ـ وأغلبها بحسن نية وسلامة مقصد ـ وليكن ردكم على ذلك ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) امتثالاً لقول الله تبارك وتعالى:{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُم ْفَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم } ، ومع هذه الثقة التي أدعوكم للتحلي بها ، والشجاعة التي يجب أن تكونوا بها ، أدعوكم بأضعافها لتكونوا حذرين ـ وبأعلى مستويات الجاهزية ـ من أي غدرٍ يخطط لكم ويحاول أن ينقضَّ عليكم ، فلقد علمتنا تجارب الثورات أن أفاعي الأنظمة الفاسدة لا تموت بمجرد قطع رأسها ، ولكن تبقى أذنابها حيَّة تنتظر الفرصة للانقضاض على فريستها ، وكم من ثورة أجْهِضَت ووئدت بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من النصر ، فإياكم والاسترخاء الآن ، فثورتكم في منعطفٍ خطيرٍ جداً جداً ، كما ينبغي أن تكونوا ـ وبمنتهى الفطنة ـ من أي التفافٍ على ثورتكم لتجييرها باتجاه حزبٍ أو جماعة أو حركة ، بل اعملوا على أن تكون لكل اليمنيين وبحجم مساحة وطننا الحبيب الكبير.
* حبيبكم: شوقي القاضي 21 مارس 2011
