كتب / باسم الزريعي = صحيفة فداء الثورية = العدد الحادي عشر الجمعه 1/7/2011م
رغم كل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلد وغياب عدد من المواد الأساسية والخدمات الضرورية، إلا أنه لا يزال بعض المواطنين صامتين في منازلهم أو في أعمالهم دون أية ردة فعل وكأن الأمر لا يعنيهم. كنا نتوقع أن هذا التعنت والعناد من قبل بقايا النظام المتمثل في الحجز المتعمد للمشتقات والمواد البترولية وقطع المياه والكهرباء والغاز على جميع المحافظات سيقابل برد فعل قوي وحاسم من قبل الأخوة المواطنين الذين لا يزالون في بيوتهم، وسينضمون إلى ساحات التغيير والحرية كتعبير منهم لرفض هذه الأساليب التركيعية المفتعلة من قبل حفنة من فاقدي الشرعية وعديمي الضمير والإنسانية.
ارتفعت أسعار الوقود وصارت هناك سوق سوداء لبيع المواد بأسعار مضاعفة وانقطعت الكهرباء طوال اليوم والليلة، وانقطعت المياه لمدة أسابيع، وارتفعت أجور المواصلات، لكن لم يحدث شيء، ولا زالت «الفئة الصامتة» في البيوت تنتظر ظهور دابة الأرض.
لنتخيل الوضع كيف سيكون عندما يمتنع الناس عن شراء المواد بأكثر من سعرها المعروف، عندما يمتنع الناس عن الذهاب للسوق السوداء لشراء احتياجاتهم بأسعار مضاعفة، عندما يمتنع الناس عن ركوب وسائل المواصلات بسبب ارتفاع أجورها... عندما يلتزم الناس بروح التغيير السلمي، فيبدأون عصياناً مدنياً شاملاً.
نعرف أن شهر رمضان على الأبواب، لكن ما الذي بقي لم يفعله الثوار وهو باستطاعتهم فعله؟ لا شيء. لقد صبروا وناضلوا ورابطوا طوال خمسة أشهر ولا يزالون، لكن تعنت وغرور بقايا النظام يتطلب نزول الجميع والانضمام إلى الساحات قبل فوات الأوان، فالعقاب الآن صار جماعياً، والانتقام صار مذلاً.
لماذا ينتظر الناس أن يأتي الفرج عن طريق شباب الثورة في الساحات وهم يتفرجون؟ أليس لهم دور في تأخر الحسم الثوري بتخاذلهم عن مناصرة شباب الثورة قولاً وعملاً؟
الآن شارفت الثورة على النجاح، لم يتبق سوى القليل، وسوف يحصد النجاح الجميع، لأن الثورة هي ثورة الشعب بأكمله ولن يقطف ثمارها الثوار وحدهم.