من منكم يعلم أن الفضول رائدا في الأدب الساخر
رغم ما عاناه ضيف صفحاتي هذه هو وعائلته من ظلم وطغيان
والده الشيخ المناضل عبدالوهاب الذبحاني قبع في سجون الإمامة عشرين عام ثم أعدم بعدها
لكننا نرى ولده هنا يرد على إذاعة المملكة المتوكلية حينها بقصيدة ساخرة حين أعلنت أنها سوف تقود حربا ضروسا
بأي سلاح سوف تقودون حربكم
يخاطب حكومة الإمام
قال ساخرا:
باللحى باللحى نبيد قواهم
وبالمساويك ننزل الطائرات
فمساويككم أشد وأقوى
ولحاكم من أبهر المعجزات
أنتم لا تملكون طائرات ولا صواريخ فحاربوهم باللحى والمساويك
عبدالله عبد الوهاب نعمان
الصحفي والكاتب مؤسس صحيفة الفضول التي كانت تصدر في عدن
الفضول الأديب والشاعر الفصيح والشعبي والغنائي والملحن والسياسي المناضل
أحبه شعبه عشقة أولئك البسطاء الذين غنى لهم وصرخ بهمومهم وترجم أحاسيسهم
في السوم والشواجب فنراه يتألم لضياع العروبة وفساد الدولة ونجده هنا يمسك شريم الراعيات ويصطبح مع بنات صبر وهن يطوفين حول المدينة مزينات بحرس الشقر والريحان
إذن المسألة أشد تعقيدا مما نتصور
نحن أمام شخصية فذة من طراز رفيع
فهل أقدم وأتجرأ وأحاول أن أقتحم هاجس الرجل وهو يتأمل وادي الضباب ويستمع إلى خريره ويتغنى ببلابل حدائقه وجناته
المشكلة تكمن في أن أدب الفضول لم يحظى بدراسة كافية كغيره من الأدباء بل إنه لم يجمع كل كتاباته في دوواين عدا ديوان الفيروره حسب علمي المتواضع
وكما قال المقالح (إن الكثير لا يتذكر من الفضول سوى الهديل الجميل الذي يتردد عذبا من أجمل حنجرة يمنية)يقصد أيوب
يقول أيوب حينما التقاه في سبع وستين (أخذ يقرأ لي قصائده وأنا مأخوذ بروعة قصائده وأنا أردد بعد كل مقطع يا سلام )
(أرجم أرجم من هذين الأغاني)
قال أيوب (وذات يوم أسمعته أغنية صنعانية تقول
(يا أخو القمر شلوك قبال عيني
مازاد وقف دمعي ولا حنيني)
فقال له ارجم ارجم من هذين الأغاني اللي ما ينفعيش
إيش هذا الكلام يا اخو القمر شلوك قبال عيني وانا جالس ابكي
وأعطاه كلمات بنفس الوزن تقول (طال الفراق وانا إليك مشتاق
صابر وصبري ياحبيبي قد ضاق)
أظما وتسقيني الحياة أشواق
(إنظر كتاب الظمأ العاطفي لمحيي الدين علي سعيد)
وبعد
فإن الفضول أسس مدرسة فريدة ذات لون خاص ومذاق رائع ليست خاصة به وحدة وإنما اتسعت لتكون عنوانا لتعز بأجمعها
سأحاول بجهدكم جميعا أن نتلمس جوانب هذه المدرسة
ربما إن وجد طموح تصدر بكتاب عن المنتدى
أنتظركم
http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي