مزوج الثنتين (1) إعداد / مهيوب القدسي

قلما ينشر الحب أجنحته المظللة.. وينثر عبق عطره الشذي على بيت تتعدد فيه الزوجات.
وقلما تمد السعادة بساطها المخضل بندى المحبة على ذلك البيت الذي يخيم فيه القلق النفسي وتعشعش في أجوائه الكآبة الرتيبة.
ذلك لان كلاً من القاطنين فيه يبحث عن السعادة. ويتمناها لنفسه دون الآخرين.
كما ينشد الاستقرار النفسي والعاطفي مع إلفه وشريك عمره الذي يميل إليه قلبه. من مثل قول أحدهم في هذا النص الغنائي :
أنت الفؤاد . وأنت الحشا والاكباد
وانت المراد. من بعد مأكل الزاد.
وحري بنا أن نشير قبل الغوص في أعماق هذه القضية الإنسانية. إلى أن سردنا لوقائعها إنما هو استقراء واستغوار لمعاني ومضامين نصوص أغنية الريف في محافظة تعز إن لم نحدد منطقة بحد ذاتها.
على أن أغنياتنا الريفية الناجمة عن معاناة ذويها وقائليها هي كما أكدنا ونؤكد أنها ليست من تأليف شعراء وإنماهي نصوص منفردة نسمي كل بيت منفرد منه نصاً بحد ذاته نظراً لمايتضمنه من معان فلسفية. وفرادة تغني عن قصيدة متكاملة.
نؤكد على أن أغنياتنا جاءت نتاجاً لفلسفة حياة. وإفرازاً لمعايشات واقعية وحقيقية بغض النظر عن اصطباغ بعض نصوصها بصبغة الخيال الإبداعي. من مثل قولهم :
هاتوا مفاتيح قلبي وانظروا مابه
سبعة مراكب مرسين خارج ابوابه.
أو اقسام نصوص أخرى بالمبالغة من مثل قولهم:
ياساهر الليل إذا جاك المطر بالليل..
لاتحسب إنه مطر هو دمع عيني سيل
ومع ذلك فإنه من النادر أن يأتي نص غنائي لايحمل في طي أحرفه إشارة إلى معاناة حقيقية.
والحقيقة أن كل نصوص الأغنية الريفية إبداعات فنية، وتلك هي السمة البارزة في أغنية الريف.
لذلك نقول انه عندما تجتذبنا بعض النصوص الغنائية نعمد إلى محاولة تسليط الضوء على بعض جوانب تلك الإبداعات، وترجمتها بأسلوب منطقي يصور خلاصة تلك الإبداعات الجمالية المرتكزة على المنظور الواقعي السطحي.، متوخين صياغة مواضيعها في قالب ايحائي جمالي. «نقول صياغة مواضيعها، وليس نصوصها، لان النص أمانة» وإلى جانب الصياغة يجب مراعاة الصدق في التعبير.
لتأتي الصورة بعد ذلك بخلفيتها الظلالية عميقة الدلالة، واضحة القسمات والرؤية من مثل هذه الصورة.
واضجري يااماه. واضيق حالي
دنيا نفس واني تدرصه لي
وانهدتي واشارده من الجوف
على الذي لابه حياء ولاخوف
فمن خلال مثل هذه النصوص المنبعثة عن نفسية ممزقة نحس أن وراء كلماتها وعباراتها تختفي صورة لمعاناة حقيقية لم تبرزها المرأة الريفية، بل اكتفت بالإشارة إلى ماتعانيه من ضجر وضيق.
على الرغم من اتساع الدنيا ورحابة الكون ونص آخر يقول :
فكدتني زلجتني تهاديد
لك المرض والموت بليلة العيد
ليت الحبيب يقتل وتأكله الطير
ولاقبال عيني يهاوي الغير
بحسب علمنا أن المرأة إذا أحبت لايمكن لها أن تكره. إلا إذا كان هناك شيء في الأمر غير عادي. وإذن هناك اختلال واهتزاز في الكيان الأسري. ويكاد يزلزل عرش تلك الأسرة، فمن خلال النصين الأخيرين الناضحين بحرارة الكراهية من قبل المرأة نخمن أن الغيرة هي السبب المباشر لهذا التذمر، فماذا عن الزوج ؟ فقد يكون هو سبب الغيرة.
أو بمعنى أوضح. تصرفاته مع زوجته هي التي أدت إلى ضغينتها وإبداء كراهيتها. يقول الزوج:
أما المليح قاهو مليح ظاهر
أماأنت ياالخيبه عقش العكابر
يتضح أن اضطراب الزوجة حدث بعد أن عمد زوجها إلى البحث عن السعادة لدى امرأة أخرى.
وتلك السعادة التي ينشدها الزوج جعلته يسأم الحياة ويملها مع زوجته المشار إليها.فيختلق الأعذار ويحاول أن يبرز فيها عيوبا وإن كانت وهمية. ليبرر بها موقفه. كما يلجأ أحيانا إلى مخاطبتها بجفوة تشي بأنانيته وغروره كالنص السابق.
ومثل هذا التجريح أو مثل تلك العبارات لاتصلح أن يخاطب بها زوج زوجته مهما بلغ به الحقد أو اشتدت بينهما حبال الكراهية، فتلك العبارات جارحة، وكان ينبغي له مخاطبتها بعبارات خلقية وإن أتت بصوت عال، فذلك أقل أثراً على جرح شعورها وكبريائها كإنسانة محبة قبل أن تكون زوجة طيعة. وفي الوقت ذاته تقديساً للحظات والأيام اللواتي عاشاها معاً وهما ينعمان بالسعادة الوارفة الظلال، وكان من واجبه على أقل تقدير أن يخاطبها كهذا الذي قال :
حبيبي ماناش حبيبك افهم
شندي بديلك وانت تشوف وتعلم
حبيبي ماعادناش حبيبك
لاعادنا بختك ولانصيبك
لذلك فالمرأة معذورة إذا انفجرت فيها براكين الضغينة، وقسوة مقابل قسوة ، ومعاملة بالمثال كما يقولون.
وإنها الغيرة لأن في غنائها الآتي دلالة على أنها فقدت حلاوة العيش، فلم تعد تطعم لذة للمأكل ولاتستسيغ المشرب بعد أن علمت بخبر زوجها الذي راح يخطب امرأة أخرى ليتزوجها ،أو تعلم بعد أن يتزوج إذا كان بعيداً عنها :
يامرة القهوة وعادني اسكب
لمااعلموني ان الحبيب يخطب
يامرة القهوة والبن محوج
لمااعلموني ان الحبيب تزوج
الجميل في نصوص المرأة أنها في قمة غيظها تصف الزوج بالحبيب.. وهذا دليل على نقاء سريرتها لولا الغيرة، ومع ذلك فكل مايشغل فكرها ويهدهد عواطفها إنما هو مجرد انفعالات ثائرة عاطفية سببها الغيرة.. فالله يكون في عونها.

اولا ً اشكرك كثيرا ًعلى المواضيع الشييقه

والشكر موصول لـ الكاتب مهيوب

بس انت كنك ناوي تعمل الثانيه
او الثنتين مع بعض بليله واحده

مشكورررررررررررررررررر اخي عزيز على الصرح الرئع
وتقبل مروري

الاخ عزيز الكريمي اشكرك كثيرا لنشر ابحاثي

مشكور كثير الشكر لك وللكاتب

مزوج الثنتين (1) إعداد / مهيوب القدسي 191997657

ما اجمل ان نجمع تراث بلدنا
جزيل الشكر للكاتب الذي جمع هذه الألوان التراثيه والشكر للناقل حيث اتاح لناان نبحر في هذه الروائع.

شكرا لمن لك اخي لنشر الموضوع والشكور موصول للكاتب الكبير الاخ مهيوب القدسي الذي افتقدناه بعد ان غيبت صحيفة الثقافية التي كانت تصدر عن صحفة الجمورية وكم انا سعيد بانظمام لهذا المنتدى يا استاذ مهيوب

أنت الفؤاد . وأنت الحشا والاكباد
وانت المراد. من بعد مأكل الزاد.

أشكرك يا عزيز الكريمي
أين الغيبة

» مزوج الثنتين من اعداد الاستاذ الكبير مهيوب ناصر القدسي
» مهاجل تموز 1- إعداد/ مهيوب القدسي
» الفرق بين المهجل والزَّامل إعداد/ مهيوب القدسي
» مزوج الثنتين
» رأس الخير (1) - مهيوب ناصر القدسي