الإضراب عن الطعام حتى إسقاط ومحاكمة النظام..
------------
بقلم / جلال الدوسري..26/11/2011م..
-----------------
الى مناضلي الثورة الشبابية الشعبية السلمية ,المرابطين في جميع ميادين وساحات التغيير والحرية التي تنتشر في معظم محافظات الجمهورية..
أحييكم بتحية السماء أيها العظماء ,وأترحم على أرواح الشهداء الذين كانوا أكرم الكرماء, حين قدموا أرواحهم رخيصة بشموخ وإباء, من أجل أن يعود لوطنهم العزة والكبرياء, التي طغى عليها الجبناء فأوصلوها الى حد الفناء بدون وازع من دين ولا ضمير ولا حياء..
وأسأل الله أن يمن على المصابين بتعجيل إتمام الشفاء,فقد كانوا كذلك كرماء ولم يبخلوا بالدماء..
أيها المناضلون الأحرار:
أشهر عديدة مضت منذ أن رأينا شمس ثورتكم أومضت, ولاتقولوا طالت ومددت ,فبطول مدتها نمت وربت,وحتى يأذن الله سترونها وقد أزهرت,
حينما تجدون كل مطالبكم الحقة وقد تحققت..ولعلكم قد لمستم كيف أن الجماهير خلال هذه المدة من غفوتها قد صحت,ويد بيد تكاتفت ,من أجل إحقاق الحق الى جانبكم وقفت,حتى وجدنا خفوت صوت الباطل وصوتكم ماخفت..
ونعلم جميعآ ماتخلل ثورتكم المجيدة من إرهاصات,حيث كان ومازالت هناك المحاولات والمحاولات,من من يحيكون المؤامرات ويدبرون المخططات الرامية الى إفشال ثورة الثورات,بإخمادها أو تحويلها الى مجرد أزمة من الأزمات..
أزهقت الأرواح وأريقت الدماء,وبصمود أسطوري وبالصبر والثبات تحديتم وواجهتم المشقة والعناء,ويكفي أنكم في ميادين الشرف وساحات الإباء تفترشون الأرض وتلتحفون السماء..
إحتجاجات بوقفات ومظاهرات,ثم إعتصامات ومسيرات نحو هدف واحد (من أجل أن تكون كريمة الحياة ،الشعب يريد إسقاط الطغاة...فإما النصر وإلا الممات)..
فكان التصدي والقمع من قبل السلطات في كل المراحل والحالات دون مبالاة أو حتى خوف من رب الأرض والسماوات..
بعد أيام ليست عديدة من بداية ثورتكم المجيدة,أستبشرتم خيرآ حتى بدى أن أيام ثورتكم سوف تكون سعيدة مع الأمل أن لاتكون مديدة , وذلك مع بداية مرحلة جديدة تمثلت بإعلان قرار أحزاب اللقاء المشترك العتيدة تأييدها وإنضمامها الى ثورتكم الفريدة..
وليعم التفاؤل بإقتراب موعد الحسم المراد ,المتمثل في عملية تطهير البلاد وتخليص العباد من نظام لم يكن منه على مدى سنين حكمه الطويلة سوى التسلط والاستبداد, الذي وصل أو كاد الى درجة الإستعباد,مع ماهو معلوم من الظلم والقهر وتفشي الجهل والفقر وإنتشار الفساد..
لكن الرياح أتت – مع الأسف – بعكس مايشتهي الثوار, حيث وجدنا قادة المشترك وقد عادوا في العلن ومن خلف ستار, وهم يلهثون خلف وهم الحوار الذي أستطاع أن يجرهم اليه – بجدارة وإقتدار – علي بن عفاش الثعلب المكار..حتى كان التوقيع على ماتسمى بمبادرة دول الجوار – المبادرة الخليجية – بالنسبة له بمثابة الإنتصار,كانت كذلك وقد رأينا في مأتم التوقيع ولا يبدوا على وجوه قادة المشترك إلا الذل والإنكسار..
- أيها الثوار الأنقياء الأتقياء الأخيار:
لاشك أن الله منذ البداية وعلى الدوام معكم , وهو بلا شك سوف ينصركم مادام بحبله اعتصامكم , فلاتجعلوا اليأس يصيبكم ولا الخذلان يحط من عزائمكم بل واصلوا مسيرتكم نحو تحقيق أهدافكم,لتهنأوا وتنعموا ولتهنأ وتنعم البلاد, ويهنأ وينعم العباد بكم ومعكم..
- وهنا يشرفني أن أساهم في ثورتكم من خلال هذا المقترح الذي أتمنى أن يجد الإستحسان عندكم فتقوموا بالعمل به من ساعتكم..
أقترح على الثوار الأحرار في جميع ساحات وميادين الحرية والتغيير الإعلان والبدء في مرحلة جديدة من مراحل النضال الثوري السلمي في إطار التصعيد الثوري نحو إنجاز تحقيق الأهداف وعلى رأسها إسقاط ومحاكمة النظام ,وصولآ الى الهدف الأسمى المتمثل في بناء يمن جديد ..
هذه المرحلة تتمثل بالدخول في الاضراب المفتوح عن الطعام بشكل جماعي في جميع ساحات وميادين الحرية والتغيير , تحت شعار رئيسي هو ( الإضراب عن الطعام حتى إسقاط ومحاكمة النظام )..
وأرى أن تحدد ساعات معينة من النهار والليل على ثلاث أو أربع فترات بقدر ساعة أو ساعتين لكل فترة , يجلس خلالها الثوار أو يتمددون في صفوف متساوية متتالية كصفوف الصلاة , وبشكل صامت ترفع اللافتات ذات الشعارات الدالة على المرحلة , وأرى أن يكون منها الشعارات التالية:
1: الإضراب عن الطعام حتى إسقاط ومحاكمة كامل النظام..
2: الإضراب عن الطعام ولا الإستسلام..
3: نضرب عن الطعام والى شرع الله الإحتكام..
4: نموت من الجوع ولا نقبل الخضوع..
5: نموت من الجوع ولا عن ثورتنا رجوع..
6: لن نرجع عن ثورتنا حتى لو من الجوع متنا..
7: عن المأكل والمشرب أضربنا , ولن يقدر أحد يرجعنا..
8: إسقاط ومحاكمة النظام مطلبنا ,وبناء يمن جديد هدفنا..
9: لن نأكل ولن نشرب حتى يتحقق كل مطلب..
وغيرها من الشعارات التي قد تضيف الى ماسبق أو تنبثق منها..
ومع الإعلان والبدء في تنفيذ هذه المرحلة أدعوا الناشطين السياسيين والاعلاميين والحقوقيين الى القيام بدورهم بتسليط الأضواء بشكل كبير حتى تصل الرسالة الى مسمع ومرأى العالم أجمع حتى وإن كان قد سمع أناتنا وشاهد إزهاق أرواحنا وإراقة دماؤنا من قبل نظام مافتء يقمع بالرشاش والدبابة والصاروخ والمدفع ..
-أيها الثوار الأحرار:
أعلم أن العملية صعبة وفيها المشقة , الا أنني أعلم أكثر أنه لاشيء صعب ولا مستحيل عليكم , وقد واجهتم مرارآعنفوان الطاغية بصدوركم العارية..
-وبهذا لا أدعي أنني قد أتيت بجديد أحسبه لنفسي ,ولكن الإضراب عن الطعام وسيلة قديمة من وسائل النضال السلمي , أستخدمها مناضلون كثر حول العالم وإن بشكل فردي , سواء من أجل التحرر كما فعل المهاتما غاندي في الهند , أو احتجاجآ على فعل أو وضع غير مناسب وغير سليم كما يفعل من يسجن أو يظلم أويكبت..
وإن كانت ثورتكم قد تميزت بالكثير من المزايا عن غيرها من الثورات , فانكم بوسيلة الإضراب عن الطعام سوف تكتسبون ميزة جديدة وعظيمة , وسوف يحسب لثورتكم المجيدة أنها الثورة الأولى في التاريخ
التي ينفذ الثوار فيها إضرابآ عن الطعام بشكل جماعي..
كما أقترح أن تكون تسمية الجمعة القادمة: جمعة الإضراب عن الطعام حتى إسقاط ومحاكمة كامل النظام, أو جمعة نموت من الجوع ولا عن الثورة الرجوع..
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق والسداد
دمتم ودامت ثورتكم حتى تحقيق كل أهدافكم..
-------بالتزامن نشر هذا الموضوع في منتديات صوت اليمن-------
