كتب : باسم الزريعي - صحيفة فداء الثورية - العدد العاشر الجمعه 24 يونيو 2011م
منذ انطلاق هذه الثورة الشبابية الشعبية المباركة الى اليوم حققت إنجازات وأهداف كثيرة لعل آخرها رحيل رأس النظام بغض النظر عن كيفية الرحيل أو اتفاقنا معه من عدمه, ونقصد الرحيل من الحكم وليس من البلد.
فالثورة الشبابية المباركة وحدت الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وأذابت كل الفوارق المناطقية والجهوية والطائفية التي زرعها النظام البائد وسط الشعب على مر العقود الثلاثة الماضية, وجددت الروح الوطنية لدى أبناء الوطن وقوة تمسكهم واعتزازهم بانتمائهم للوطن الغالي, وهما أعظم إنجازات تحققت خلال الثورة وإن كانت دون سواها لكانت كافية.
لكن الثورة المباركة أرسلت رسالة قوية وصريحة للعالم أجمع تخبرهم بمدى مدنية وحضارية هذا الشعب العريق على مر العصور والأزمان, نافياً عن نفسه كل الصفات الدخيلة التي ألصقها علي صالح طوال فترة حكمه به كالقنبلة الموقوتة, وأنه شعب متخلف وقبلي ومتعصب وغيره.
لقد أكدت الثورة أن خروج الشعب بهذه الأعداد المليونية لإسقاط النظام بأسلوب حضاري سلمي وبصدور عارية أمام آلة القمع والعنف التي ظل يستخدمها النظام ضد الثوار لأكبر دليل عشق اليمنيين للحياة بكرامة وعزة وحرية مثل سائر بلدان العالم, وأن لديهم الروح القوية والإرادة والعزم لتحقيق ذلك بعد عون الله وتأييده وثقتهم بنصره, وكان لهم ما أرادوا وانتصرت الثورة وسقط النظام رغم الثمن الذي دفعه الثوار ولا يزالون يدفعونه.
لكل ثورة ثمن, ومقارنة بما كان متوقعاً في الثورة اليمنية فإن الثمن المدفوع بالواقع أقل من المتوقع بكثير وهو ثمن سنوات وعقود من الصمت والضعف والهوان, فلابد أن ندفع ثمن التحرر من الاستبداد والقهر الجاثم على صدورنا, ومن الفساد الممنهج الذي عطل كل نواحي الحياة في البلد.
انتصرت الثورة بعد شهور من الصبر والصمود والنضال, وها نحن على مقربة من ترجمة باقي أهداف الثورة المتمثلة بإعلان المرحلة الانتقالية بشكل صريح وتشكيل المجلس الانتقالي.
ٍقد يقول قائل إن ساحات الثورة لم تعد تمسك بزمام الأمور أو تتحكم بالأحداث في الوقت الراهن وهذا قد يكون صحيحاً, لكن من كان يظن بأن عرش النظام سينهدم ويذهب هباءً لولا خروج الشباب قبل شهور منادين بإسقاطه كاسرين حاجز الخوف والصمت الرهيب الذي ظل مسيطراً على الشعب اليمني؟
ٍلقد أسقط الشباب الثوار هذا النظام قبل رحيله بمراحل كثيرة, لقد سقط النظام وانتصرت الثورة يوم سقط أول شهيد لهذه الثورة على تراب الوطن.. سقط يوم أن تساقط أركان النظام أمام صمود وثبات وتضحيات هؤلاء الثوار.
انتصرت الثورة يومذاك وإن بقي النظام متشبثاً ومتربعاً على مسافة بضعة كيلو مترات يتحرك من خلالها دون سواها في منطقة السبعين, وإن كان راهن على سيناريوهات كثيرة لعل الحرب الأهلية كانت إحداها لكنه لم يفلح بعد أن عجز عن استخدام كل حلول وخدع البقاء وانكشف زيفه وكذبه أمام العالم أجمع.
هناك جهود سياسية مترافقة بشكلٍ متوازٍ كانت ولا زالت مع الثورة لا يمكن إغفال أو إنكار دورها, لكن يبقى للثوار في الساحات والميادين في ربوع الوطن الفضل الأول في إسقاط النظام ورحيل رأس النظام وهم من سيواصلون العمل على تخقيق بقية أهداف الثورة لإسقاط ما تبقى منه في سبيل الوصول الى الدولة المدنية الحديثة التي حلموا بها وخرجوا لإيجادها وإن غداً لناظره قريب.