مقتطفات من حوار تم إجراؤه مؤخراً مع (الوالد محمد بن محمد الحمدي الشقيق الأكبر للرئيس اليمني الأسبق المقدم إبراهيم الحمدي ) :
* ماذا عن قضية مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي التي لا تزال غامضة حتى الآن؟
- مقتله واضح.. في بيت الغشمي وفي وليمة خصصت لعبدالسلام مقبل بعد تعيينه وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، ودعوا إليها عبدالعزيز عبدالغني وآخرين، وكانت هذه الخطة ضمن ثلاث خطط للقضاء عليه: إما يقتلوه وهو في الطائرة أثناء ذهابه إلى عدن للتوقيع على الوحدة اليمنية، وإما يقصفوا البيت في الليلة السابقة لسفره، وإما عن طريق استدراجه إلى بيت الغشمي وكانت الثالثة أقرب الطرق، وقد جاءني العميد علي حمود الجايفي مع اثنين من الضباط إلى البيت وقت الظهر تماما مسرعين قائلين لي: أبلغ إبراهيم لا يذهب للغداء في بيت الغشمي فإنهم سيقتلونه هناك، والخبر كيت وكيت، المؤامرة جاهزة، انزعجت من الخبر وقمت اتصلت به إلى بيته فأجابتني زوجته وقالت خرج قبل قليل. فصحت بصوت عال: قد قتلوه؟! وصاح أولاده أيضا في البيت وبدأ العويل والبكاء مباشرة، وطلب مني هؤلاء الذين جاءوا إلى عندي كتمان الخبر، وقد هرعت مسرعا إلى بيت إبراهيم وقد انقضى الأمر وقتل إبراهيم..
* طيب وأخوه عبدالله؟
- عبدالله كان ذاهبا إلى ذمار، وصدفة بينما كان في عصر في سيارته لقي الغشمي هناك فقال له الغشمي: معكم أربع سيارات للواء خذ مفاتيحهن من الآنسي، فسار عبدالله يبحث عنه فقالوا له: هو في بيت الغشمي، وصل إلى بيت الغشمي فقالوا له عندنا عبدالعزيز عبدالغني وعبدالسلام مقبل تعال نتغدى جميعا وبعدها تأخذ المفاتيح وتمشي، فقال: تمام، فقالوا له: خلاص العساكر حقك يمشوا ويرجعوا بعدين. وجه المرافقين الذين معه بالانصراف ودخل منفردا، ودخل وكان يتكلم مع الحاضرين في الديوان، فجاء إليه الشيخ محمد الغشمي وقال له: تعال أكلمك، فخرج معه إلى الديوان الخارجي المنفصل عن البيت فلقوا محسن دحابة، فسأله دحابة إلى أين تذهب؟ وتمازحا معا لحظات، وروى لي محسن دحابة قائلا: بعدها بدقائق سمعت إطلاق نار، وبعدها بقليل أيضا رجع هؤلاء وصورهم مقلوبة، وأصر الغشمي على حضور إبراهيم، وحضر إبراهيم ومعه محمد الجنيد فاستقبله الغشمي بتحية عسكرية حتى "طلع الغبار" وبينما هما داخلان انفرد الغشمي ومن كان معه بالرئيس وأدخلوا محمد الجنيد عند عبدالعزيز عبدالغني وانصرف الغشمي وإبراهيم باتجاه الديوان الخارجي، وقد كان القتلة موجودين وجاهزين، ودخل الحمدي الديوان الخارجي ليتفاجأ بأخيه مقتولا أمامه ومضرجا بدمه، فقال له الحمدي: هذا آخر الوفاء يا غشمي بيننا؟! وكان الغشمي يذكر ذلك كثيرا لمقربيه ويتفاخر بذلك أمامهم، فعرض عليهم إبراهيم التنازل عن الرئاسة، وقالوا سأغادر الآن هاتوا لي طائرة وأنطلق الآن. فكان الغشمي قد وافق في البداية إلا أن علي عبدالله صالح استدرك الأمر قائلا للغشمي: "ها.. عادك بتخرجه من هانا، والله لا يقلب علينا اليمن" وسارع إلى إطلاق النار على إبراهيم بنفسه..
* طيب.. كيف استقبلتم الخبر بعد ذلك؟
- كما قلت لك.. كنا قد علمنا بالحادثة قبل وقوعها بقليل ولم نستطع استدراك الأمر، ولما طالت عودته عن المنزل أرسلنا بعده إلى منزل الغشمي نسأل عنه: فأفادوا هناك في بيت الغشمي بأن الرئيس قد خرج، وذهبوا إلى أكثر من مكان، فلم يجدوه.
* من الذي كن حاضرا أيضا إلى جانب من ذكرتهم سابقا؟
- والله لا ندري على وجه الدقة، ولكن حسبما نسمع كان موجوداً واحد اسمه الكود وقد قتل نفسه في الفرقة الأولى مدرع، والحاوري ومحمد يحيى الآنسي، وقد تغدوا جميعا بعد قتله وذهبوا.. وأنا أريد أن أضيف لك معلومة مهمة أن علي عبدالله صالح عندما أصيب بمرض "التيتانوس" في ظهره في حرب السبعين وأرسله إبراهيم الحمدي والفريق العمري إلى أسمرة للعلاج وكانوا يرسلون معه أسبوعيا ضابطين لمرافقته، أفاد أحدهم أن علي عبدالله صالح كان من ضمن اثنين رافقا الحمدي فالتقطته المخابرات الإسرائيلية من حينها وأصبح من عملائهم من يومها، ولم يرجع إلى تعز إلا وقد أصبح "تيس الضباط" بحكم الدعم المعنوي والمادي له، وتخيل خلال 33 عاما وهو مدعوم منهم.. محمد عبدالملك سافر مع علي صالح إلى زبيد ورجع كتب في صحيفة الشورى عن دقة حراسة الرئيس وكان من ضمن حراسته أربعة ضباط أردنيين.