مرافعة في محراب الغفران " رائعة من روائع الدكتور عبدالملك اليوسفي

مرافعة في محراب الغفران "
. شعر: د. عبد الملك اليوسفي

لكل أسرة مهددة بالانهيار تحت معاول الشك والغيرة كتبت هذه القصيدة
وأملي أن تضاف أسر جديدة لتلك الأسرة التي أسهمت هذه القصيدة في استقرارها ورجوع المياه إلى مجاريها





***
الشك يُطلِق باتهاماتي عنانه
ومحاكم التفتيش في عينيكِ تطعن في الديانة
تتلو صحيفة الاتهام
تقِرُّ .. تجزم بالإدانة
عيناكِ مقصلة وجلادٌ يحاصرني بحكمٍٍ بالخيانة
-*-
الشك يبذر في سفوح الصمت أسباب العناءْ
حيران .. يسرق من شفاه البـَـوْح ألحان الهناءْ
مجنونُ .. ينذر كائنات الحب عندكِ بالفناءْ
لتصير قربانا .. وقد كانت قرابين الغرام لها فداءْ
و أنا الضحية قبل حبكِ .. قبل ساعات الهناءْ
-*-
أنا ياأميرة عرش قلبي لم أخنْ يوماً
و ما ظلَّتْ أحاسيسي ونبضي عن صراطِـك
لم أنس يوم تجدُّد الذِّكرى
وقلبي في مقامِك
يتلو عهود البيعة الكبرى وأسفار السدانة
-*-
نبضي وحبكِ توأمانْ
متلازمانْ
متمسكانْ
بكِ غير أن النبض فانْ
-*-
أنا يا أميرة عرش قلبي مثلما اعتدتِي عليَّ
أنا لم أخُنْ يوماً .. ولم أرتدَّ عن حبي المصانْ
ما كان مني نحو من سميتِ إلا نزوةً
ما كان إلا رغبةً مذعورةً
ما كان إلا دهشةًً حمقى .. وأسرابَ الدخانْ
عبِثتْ بوعيي حينما استسلمْتُ للرغبات
تعْصِف بي
تُمزِّق في سرابِ الموج أشرعتي
وقد أطلقْتُ للغيِّ العنانْ
-*-
أنا لست وحدي مذنباً
فلقد جنيتِ عليَّ ثم حكمتِ أني كنتُ جانْ
-*-
خُطِّي اعترافكِ
ذكِّري عينيكِ ما اقترفت حماقتكِ البريئةْ
ما أذنبَتْه و ما جنَتْه عليكِ ثرثرة اللسانْ
ما كان حين أصاب صمتي سهمُها
إذ أنتِ من مدَّتْ لها بالكأس
سـمَّـتني
يغازل خمرُها عطشي
وصَبْبتِ أوَّل رشفةٍ من خمرها
أدنيتِ فتنتها تداعب ثورةَ الرغباتِ .. تعصف بي
ونثرتِ باروداً على جسدي .. وأشعلتِ الفـتيلْ
فمن القـتيلْ ؟
أ أُدان ؟ .. أُقتـَـل من قوانين الكهانةْ ؟
وأنا الذي ما كنتُ إلا فارساً أرخى عنانهْ
أنا مثلما اعتادتْ معلمتي بلوغ العشق ما خنتُ الأمانةْ
ما كنتُ ممن يستبيح محارم الياقوت يختلس الجُمانةْ
-*-
خُطي اعترافكِ أنكِ الجاني عليكِ
خطي اعترافكِ وامنحي قلبي الأمانْ
وأنا سأعلن توبتي
عما جنته غرائز الجسد المدانْ
و لِيَ الشَّقاءُ
لِيَ الفناء
لِيَ الهوانْ
إن حاد قلبي عن هواكِ
إذا قسوتُ عليكِ يا معشوقتي
أو شاب إيماني بحبك شائبٌ
أو إن تغشَّى القلب ران