الإهداء إلى الطفلة الثائرة أفنان بنت الشهيد قائد اليوسفي
هتفت (أفنانُ) تَشْفِي مُهَجَا
كَفْكَفَتْ دَمْعًا فَسَالَتْ أدْمُــــعِـــــي وحَــــكَـــتْ شَهْدًا وَلَسْتُ المُدَّعِي
يا تُرَى أين أنا فـــي عهــدِ مَـــنْ ليت شِــعــــري أبِــحـُــلْمٍ أم أعِي
كيف أحكي قصةً يعــــــجزُ عــنْ سَــــرْدِهَا فَــيْــضُ أديــبٍ إلْمَعِـي
طفلةٌ تهتفُ بالحمدِ وقــــــــــــــدْ قِيلَ فـــي مــوت أبيها وَدِّعِي ؟!!
كان شــهــمــــاً وأبِيّاً بطـــــــــلا وقــــــدِ اسْــتُـــشْــهِدَ رَمْزُ الوَرَعِ
رغــــــــم يُتْمٍ هي لم تبكي أسَـى ما تَـــــوارَتْ فـــي جحيمِ الجَزَعِ
هـــتفت (أفنانُ) تَشْفِي مُــهَــجــاً فَــشَـفَـتْـنِـي ثــم مَنْ حَوْلِي مَعِي
حــــينَ نَادَتْ أبَتِي تَسْمَعُنِي ؟؟؟؟ آهُ كَـــــــمْ أبْكَتْ فَأرْخَتْ وَجَـــعِي
وَدَّعَـــــتْ والدها ثــــم انْــثَــنَــتْ تَـنْــسِــفُ الباطـــلَ أذكَـــتْ وَلَعِي
هَـــــــــــزَّنِي منطقُها حين سَرىَ فــــي ثَـنَـايَا وخَـبَـايَــا أضْـــلُـعِي
منطقٌ عـــــذبٌ تســامــا وارتقى يا لِعِـــــــزٍّ رغـــمَ هولِ المَصْرَعِِ
هـــــا أنا اســـمـــعُ مــنــها كَلِمًا وَقْـــعٌـــهَا فَــــاقَ دَوِّي الـمـدفـعِ
أرسلتها حِـــمَـــمًا لا تَــنْــثَــنِـــي عَــــرَّتِ (المحروقَ) دُون الفزعِ
ورمتْ (قيرانَ) و(الصوفي) ولم تَنْسَ رِجْــسًــا (عَـوْبَـلِـيَّ) المنبعِ
فَلَهَا اللهُ عـــلى صـــبـــــرٍ أمَــــا قـَـلَّ فـــي وَضْـــعٍ كَهَذَا مَنْ يَعِي
ربما طَـــيْـــفُ أبــيـها زَارَهَـــــا قـال : كُـفِّــي عـــنْ نَحِيبٍ وَدَعِي
قال : يا بِـنْـتَـاهُ إِنِـي لَـمْ أمُـــــتْ رغـمَ جُرْحِي و فِـــرَاقِي فاسمعي
وطـــنــي الأغلى حَــرِيٌّ بالفداء وهــــوَ عِنْدِي فــي المقامِ الأرْفَعِ
أنا فـــــي الجنة لـــــو أبْصَرْتِنِي لَـتَـمَـنَّـيْـتِـي بَــأنْ تَـأتِـي مَــعِـــي
فَانْصُبِ الرَّايَةَ في الساحةِ كَــــيْ تَسْعَدَ الـــــرُّوحُ وَ يَهْنَا مَضْجَعِي
///***///
كَفْكَفَتْ دَمْــــعاً أقَالوا : كَفْكِفِي ؟ إِيْــــــه يَا (أفنانُ بِنْتُ اليوسفي)
مـــــــــن يرى (قائدَ) في إقْدَامِه قال في حُزْنٍ : أيَا عَيْنُ اذْرِفِي
آه يا (أفنانُ) كَــــــــــــــمْ أبْكَيْتِنَا أعَرَفْتِي أمْ تُـــرَى لَــــــمْ تَعْرِفِي
رحــــــــــــمَ الله أباً حَــــازَ المُنَا بُــــــورِكَتْ أمُّكِ فِي ذَا المَوْقِفِ
أنتِ مـــــــنْ يهتفُ بالحقِّ ضُحَا لــــمْ تُوارِي الـرَّأيَ أو تَسْتَنْكِفِ
أنتِ مـــــــنْ عَلَّمتِنَا العِزَّةَ لَــــــمْ تَخْشَ في السَّاحِ هُرَاءَ المُرْجِفِ
يا ابْنَتَ الإسلامِ هـــــــــذا شَرَفٌ بُـورِكـتْ يُمْنَاكِ : بِنْتُ المُصْحَفِ
عَلِمِينِي كيف أمضي قُـــــــــدُمَا لا يـــراني الناسُ كالمُسْتَضْعَفِ
عَلِّمِينَا الصــــــــبرَ والجُرْأةَ فِي زَجْــرِ طاغوتِ وَ شُدِّي واهْتِفِي
خَــــبِّرِي (المحروق) أنَّا إنْ بَدَا سَــــوْفَ نُـــرْدِيــهِ وَلَمَّا نَــكْتَفِي
عَظَّمَ الله لكِ الأجْــــــــــــــــــــــرَ وَأوْلاكِ إلَهُ الــكـــونِ مِــــــنْ لُطْفٍ خَفِي
الشاعر فؤاد سيف الشرعبي – الجمعة 14 شعبان 1432هـ - 15/7/2011م