عدد الرسائل : 3451 العمر : 46 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 12/05/2010
موضوع: الحاة السياسية في البلاد العربية السبت 15 مايو 2010 - 15:17
بسم الله الرحمن الرحيم
إن بلاد العرب هي شبه جزيرة لوقوعها بين ثلاثة أبحر غرباً والهندي جنوباًوالخليج شرقاً من المناطق السياسية ذات الأثر على الحياة الإجتماعية ففي اليمن حيث ملوك حمير من التبابعة وغيرهم والحيرة شرقاًحيث المناذرة والشمال حيث الغساسنة أما الوسط فهو نجد والحجاز وتهامة فإنه دائرة المجد وموضع طلوع الفجر فأرض حماها مولاها من سطوة الجبابرة وسياسة المتاجره فلم تصل إليها يد الأحباش الأوباش ولا يد الفوارس الأنجاس ولايد الروم ولا الرومان الأنكاس لأنها مشرق الأنوار ومكمن الأسرار فالبلاد اليمانية تداولتها ملوك حمير من التبابعه وغيرهم كما حكمها في فترات ملوك الأحباش مباشرة أحياناً وبواسطة أبنائهم أحياناًأخرى وقد عظم ملك اليمانيين أحياناً حتى غزوا الشرق ووصلت طلائع جنودهم إلى بلاد فارس متجاوزة أرض العراق إلى أعماق الشرق وآخر ملوكهم ذو نواس وهو صاحب الأخدود وكان يهودي العقيدة فكان آخر ملوك حمير في اليمن كما أن آخر ملوك التبابعه في اليمن كان أباكرب تبان بن أسعد الذي غزا المدينه ودخل مكة وكسا الكعبة المشرفة وعاد إلى اليمن وهلك بها
وأما المناذرة بالحيرةفإن ملوكهم وآخرهم النعمان بن المنذر كانوا تابعين في الغالب لملوك إيران وكذلك الحال بالنسبة للغساسنة بأرض الشام فإنهم تابعون في الغالب لملوك الروم مع العلم بأن ملوك الحيرة كملوك الشام أصلهم يمنيون نزحوا من اليمن بعد خراب سد مأرب بواسطة سيل العرم والأوس والخزرج بالمدينه النبويه وطيء بجبل طيءشمالاً كلهم من مهاجي اليمن بعد خراب سد مأرب الذي كان مصدر غناهم وثروتهم إذ أرسل الله تعالى عليهم سيل عرم بعما ظلموا قال تعالى (لقد كان لسبأ في مسكنهم آيةٌ جنتان عن يمين وشمال )إلى قوله تعالى (فأعرضوا ) أي عن طاعة الله ورسوله (فأرسلنا عليهم سيل العرم ) وأما العدنانيون وهم سكان مكة وماحولها من ديار تهامة والحجاز فجمل القول أن الحالة السياسية عندهم أن قبيلة جرهم التي إستوطنت مكة مع هاجر أم إسماعيل عليه السلام وعاشت زمناً في ظل حكم إسماعيل وأحفاده إلى أن إستولت على الحكم بمكة وإنتزعته من يد أبناء إسماعيل عليه السلام وبقى الحكم في جرهم إلى أن جارت وظلمت وإستحلت المحرم في مكة فسلط الله تعالى عليها كما هي سنته تعالى في الظالمين المعرضين عن طاعة الله ورسوله بني بكر من كنانة وغبشان خزاعة فأجلوهم عن مكة وهم يبكون فألتحقوا باليمن وديارهم الأولى وبعد مرور زمن طويل ومكة يحكمها بنو بكر وغبشان تغلبت غبشان خزاعة على بني بكر وإستقلوا بالولاية وتداولوها زمناً وكان آخر من ولى منهم حُليل بن حُبشية بن سلول الخزاعي فخطب ابنته حُبي قُصي بن كلاب فزوجه إياها فولدت له عبد الدار وعبد مناف وعبد العزى وعبداً وكبروا وكثر مالهم وعظم شرفهم ومات حُليل فرأى قصي أنه وأبنائه أولى بولاية الكعبة فكلم رجالاً من قريش وبني كنانة طالباً نصرتهم على إخراج خزاعة وبني بكر فأخرجوهم واستتب الأمر لقصي وبنيه بعد قتال شديد بينهم وبني خزاعة وبني بكر إنتهى بصلح وتحكيم عمرو بن عوف الكناني فكان قصي هو أول أمير من قريش على مكة المكرمة وكانت له الحجابة والسقايه والرفادة واللواء وبهذا حاز شرف مكة كلة وجمع قريش بين جميع قبائل قريش في مكه والحرم