في اول زيارة له الى ايطاليا اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي ان صفحة جديدة بين بلاده والدولة المستعمرة السابقة لبلاده قد فتحت بعد اعتذار ايطاليا عن ماضيها الاستعماري وتقديم خمسة مليارات دولار على سبيل التعويض لليبيا.
وقال القذافي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني "ان ايطاليا الان دولة استعمارية سابقة والوحيدة التي لا يمكننا انتقادها على هذا الماضي".
من جانبه اعلن برلسكوني ان بلاده قد "طوت صفحة مؤلمة مع ليبيا" وانه والقذافي قد اتفقا على قيام ليبيا تزويد بلاده بكميات اكبر من النفط ومنح الشركات الايطالية الافضلية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في ليبيا.
ورغم الجو الاحتفالي الذي هيأته الحكومة الايطالية لزيارة القذافي الا انه ظهرت بعض الاصوات المعارضة لزيارة القذافي بسبب سجل الاخيرة في مجال حقوق الانسان.
فقد تظاهر مئات المحتجين في احدى الساحات الرئيسية في العاصمة روما احتجاجا على انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا حسب رأيهم.
كما رفض نواب اليسار القاء القذافي كلمة في القاعة الرئيسية لمجلس الشيوخ الايطالي مما اضطر الحكومة الى اعداد قاعة بديلة يخاطب فيها القذافي اعضاء مجلس الشيوخ.
ويواجه القذافي احتجاجات عند اللقاء بطلبة جامعة روما يوم الخميس.
كما يلتقي القذافي الجالية الايطالية التي تم طردها من ليبيا عقب وصول القذافي الى السلطة عام 1969 والبلغ عددها 20 الفا بينما رفضت الجالية اليهودية التي تم طردها من ليبيا الاجتماع بالقذافي يوم السبت.
يشار إلى أن إيطاليا التي استعمرت ليبيا لنحو ثلاثين عاما أصبحت الآن أكبر شريك تجاري لليبيا.
ويرافق الزعيم الليبي وفد من رجال الأعمال يتطلعون إلى تعزيز استثماراتهم في قطاع الصناعة الإيطالي.
وقد التقى القذافي فور وصوله إلى روما بالرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو.
ومن المتوقع أن تركز المباحثات أيضا على قضية الهجرة غير الشرعية حيث تعد السواحل الإيطالية الوجهة الأولى لقوارب تهريب اللاجئين التي تنطلق من السواحل الليبية.
ويقول مراسل بي بي سي في روما، ديفيد ويلي، إن السلطات الإيطالية تفرض إجراءات أمنية مشددة خلال زيارة القذافي.
وينوي الطلبة الجامعيون ذوو التوجهات اليسارية الذين يناهضون سياسة برلسكوني الرامية إلى اعتراض قوارب المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الإيطالية وإعادتهم إلى بلدانهم بالقوة تنظيم مظاهرات احتجاجية.
ومن المتوقع أن يستقبل القذافي زواره في خيمته التي نصبت في متنزه تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي.
ومن المقرر أن يخاطب القذافي مجموعة من النساء تنتمين إلى قطاعات الأعمال والسياسة والثقافة ويبلغ عددهن 700 داخل قاعة مخصصة لإحياء حفلات موسيقية.
وكان الزعيم الليبي قد نظم لقاء مماثلا عام 2007 في باريس مع ألف سيدة قيل لهن إن القذافي يرغب في "إنقاذ النساء الأوروبيات".
ومن المقرر أن يعود القذافي الذي تحتضن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي إلى إيطاليا في الشهر المقبل لحضور اجتماعات مجموعة الثماني.
فارس4444
عدد الرسائل : 11322 العمر : 39 الدولة : اليمـن الجـديـد تاريخ التسجيل : 02/11/2008