[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الاثنين الفائت شهدت مدينة السياحة العلاجية بمحافظة الضالع (دمت) حادثة اختطاف شاب في العقد الثاني من العمر من قبل مجموعة مسلحة اقتادته إلى الضالع وأودعته في بدروم مظلم تحت الأرض لمدة ثلاثة أيام متتالية دونما ذنب يذكر سوى التحقيق معه حول الخطب والمحاضرات التي يلقيها في مسجد القرية والجهة التي تدفعه إلى التحريض ضد سياسات الحكومة والحزتالحاكم وهي تهم قال انه لم يتطرق لها البتة من قريب أو بعيد.
احمد صالح صالح القرضاني وهو من أهالي قرية العكرة مديرية دمت بالضالع قال لـ "الصحوة نت" أنه وأثناء عودته مساء الاثنين الماضي من دمت إلى المنزل كان قد توقف في مفرق النادرة بمدينة دمت بانتظار سيارة معروفة تقله إلى القرية حيث توقفت له فجأة سيارة لا ند كروزر (صالون لون بيج) يستقلها أربعة أشخاص أحدهم ناداه باسمه طالبا منه الصعود معهم كونهم سيتجهون إلى القرية ، لكنهم وبمجرد أن تأكدوا من صعوده السيارة انطلقوا به في الاتجاه المعاكس لطريق القرية الأمر الذي أثار تساؤله عن السر في ذلك فأخبروه أنهم سيذهبون به إلى دمت باعتباره شاهدا في قضية تخصهم ومن ثم يعيدونه إلى القرية.
تجاوز السيارة مدينة دمت باتجاه قعطبة أثار تخوف القرضاني فعلا مما يخبئونه له فبادر إلى طلب توقف السيارة وإنزاله فقالوا له أنهم تلقون اتصالا من الجهة التي سيقول شهادته لديها النزول إلى قعطبة وأنهم سيعدونه فور الإدلاء بشهادته لديهم وحينا أخرج هاتفه الجوال محاولا الاتصال بأسرته لإخبارها عن تأخره وذهابه مع المجموعة انتزعوا منه هاتفه النقال وإغلاقه على الفور ليتأكد له بعدها أن وراء الأمر شيء آخر وليس الشهادة كما يقولون لتستمر الرحلة إلى مدينة الضالع وهناك سلكوا به طريقا فرعيه مسافة تتراوح من 3 – 5 دقائق حيث حاول الاشتباك معهم وخاصة سائق السيارة محاولا حرف السيارة عن مسارها بهدف انقلابها بهم جميعا ليعلم به الناس ولكنهم كانوا أكثر تحوطا لذلك إذ نزل أحدهم ليركب إلى جوار الباب بحيث يصير واحد عن يمينه والآخر عن يساره بعد أن كانوا قد أقعدوه في مقعد وسط الخلفي حتى لا يحاول الإفلات منهم أو القيام بأي شيء، مؤكدا انه وحال وصوله الضالع قاموا بإدخاله عمارة من دورين وجد بها ثلاثة أشخاص هم الذين أدخلوه بدورهم إلى بدروم ليس فيه أي نافذة ولكنه كان مفروشا بالسجاد وهناك أودعوه في غرفة يقع إلى جوارها حمام حيث تم احتجازه فيها ثلاثة أيام متتالية كان يتم التحقيق معه في أوقات متقطعة عن الخطب التي يلقيها في مسجد القرية عن الفساد وغيره على الرغم من تأكيده لهم عدم تطرقه في يوم من الأيام إلى السياسة ؛ ناهيك عن ذكر الحكومة أو الحزتالحاكم بشي من هذا القبيل الذي يزعمونه وإنما أمور شرعيه فقط لكنهم كانوا يصرون على سؤاله عمن يدفعه وسيقومون بإطلاق سراحه وأنصب جل أسألتهم وتركيزهم على أن يعترف بالجهة التي تقف وراءه وتدفعه إلى النيل من سياسات الحكومة والتهجم عليها في خطبة مقابل الإفراج عنه فورا إن هو اعترف .
ووصف القرضاني "للصحوة نت" مشهد خروجه من العمارة التي اعتقل بقوله : "اوصلوا السيارة إلى باب العمارة مباشرة ثم ربطوا عيوني عند الباب بالكوت وأدخلوني إياها كالشخص النائم ثم تحركت السيارة مسافة ليست بالهينة بعدها طلبوا مني النزول بصورة سريعة في الشارع لتنطلق السيارة بسرعة البرق حتى لا أتمكن من التقاط رقم لوحتها المعدنية لأجد نفسي مباشرة أمام مطعم أوسان السياحي وسط مدينة الضالع الساعة الثانية ظهر الخميس الماضي " وتابع ولأنه لم يكن في جيبي سوى 500 ريال فقط كنت قد تحوطها لدمت فقط دون أن أدري أنها ستطول بي المسافة لأصل إلى الضالع التي لم يدر في خلدي أن اقصدها .. فقمت
بالاتصال بمدرس من أبناء مدينة الضالع يعمل في مدرسة القرية ليستضيفني حتى مساء الخميس حتى تصل أسرتي بعد أن تواصلت معهم وأعلمتهم بالحادثة".
من جانبها هرعت أسرة المختطف الصغير إلى الضالع لمعرفة مصير ابنها الغائب عن المنزل منذ أيام والاطمئنان على صحته ثم قامت بإبلاغ الجهات المختصة بواقعة الاختطاف التي تعرض لها ابنهم على يد مجهولين ؛ وتسجيل أقواله من قبل البحث الجنائي بالضالع
ونوه احمد القرضاني إلى أن الخاطفين وكل من ألتقاهم في مكان احتجازه كانوا جميعهم يرتدون ثيابا مدنية ، كما أن المكان الذي اعتقلوه فيه لم تظهر عليه أي علامة تؤكد أن مقر رسمي ؛ فيما انه أيضا لم يلحظ طوال فترة اعتقاله أي دليل يشير إلى كونه منزلا مأهولا بالسكان رغم الأثاث الذي ستهطاع مشاهدته لحظتي الدخول والخروج ، وعن نوعية الطعام الذي كان يقدمه له الخاطفون، قال القرضاني أن الفول في وجبتي الصباح والعشاء هو ما كان يقدمونه له فيما الأرز الجاف مصحوبا بقليل من الطماطم ( السحاوق ) في الغداء.
القرضاني وهو شاب في العقد الثاني من العمر وغير متزوج يحتفظ بعلاقات جيدة مع كافة أبناء قريته ومحيطه الاجتماعي وليس له أي خصوم كما أنه ليس بالشخص المهم إلى تلك الدرجة التي تعرضه للاختطاف والترويع والمسائلة عن أنشطته السياسية خاصة وانه لم يمض على اعتلائه منبر المسجد سوى عام ونصف فقط وفق تأكيداته. وناشد وزارة حقوق الإنسان وكافة المنظمات الإنسانية والمهتمين الضغط على السلطات للكشف عن الجهة التي تقف وراء عملية اختطافه وترويع أسرته، مؤكدا احتفاظه بحقه القانوني في مقاضاة الأشخاص الذين نفذوا عملية اختطافه والجهة التي تقف ورائهم.