ان القارئ لتاريخ شعبنا الواقف على احوالنا المطلع على تجاربنا المعتبر باحداثنا يجد ان قضية الحقوقوالحريات السياسية تشكل محور الصراع بيننا وبين نظامنا , فنحن نعيش الاثار الوخيمة من ممارسة الكبت وقتل الحياة فينا فانالمجتمعات تموت بفقدانها الحريات السياسية وحرية التعبير وتحدث بذلك حالة من الركودفى حركة النهضة , وينعكس كل ذلك سلبا على الحياة فى كل جوانبها ونواحيها , وتفسدبذلك احوال الناس , وينضب معين الفكر وتهاجر الادمغة وتبرز الجريمة والامراضوالافات الاجتماعية الاخرى , ويمكن لاراذل القوم اولئك الانتهازيين الذين يفقدونالاصالة , و الذين لا يحسنون الا ممارسة العهر السياسي فليس فى قاموسهم اى معنىللشرف فضلا على الرجولة ان يدمرو بلدنا الحبيب . فهم يسعون ليل نهار لتدمير اليمن . بالله عليكم هل نضرتم بتمعن من الذي يدمر اليمن ؟ انها السلطة و القابعيين على الكراسي و ما الاحداث الاخيرة الا دليل على ذلك . التشبث بالحكم على حساب كل الوطن على حساب كل اليمن حتى و ان دخلنا في صراعات و حروب و اقتالات اهليه فان السلطه لا يهمها هذا بل انهم جعلو هذه الاحداث سبب لامتصاص ما تبقى ثروات اليمن بحجة انهم يدافعو على الوحده.
لو ان الحكام و اعوانه تنازلو بجزء بسيط لصالح شعبهم و لصالح ابناء جلدتهم لحلت المشاكل و عاش الشعب بسلام لكنهم مصرين على امتصاص اليمن الى اخر رمق و بالاخير من رضي او يشرب ماء البحر حسب مفهمومهم و تعبيرهم تجاه ابناء شعبهم .
فمن المفترض ان يتعامل الحكام مع معارضية او مواطنية المقهورين بانه مسئول عليهم و يجب رفع الظلم عليهم كما اشترى سيدنا عمر بن الخطاب المظلمة من العجوز التي بات يساهرها و يعد لها الطعام طوال الليل . و على السلطة ان تسمع انيين المظلوميين و الجياع بدلا من اتخام المطبليين و المنافقين بثروتنا .
يقول موسيلينى متحدثا على سوق النخاسة ومستنقع الجيف والاقلام الرخيصة ممن يحسبون على المثقفين : على ان افعل ما اريد ولا اعجز ان اجد استاذا جامعيا (مرتزقا وما اكثرهم ) يؤلف نظرية علمية يسند بها ما افعل . وصدق من قال فيهم : اذا كان راس الحكم فى العهر داعرا فشيمة اهل الحكم كلهم العهر
فمن طبائع السلطة المستبدة
كما يقول الدكتور فؤاد النجار أنها تصطنع ما يمكن تسميته بـ(المجرة السلطوية) - - حيث يصبح الحاكم مركز هذه المجرة السلطوية، فالكل يدور حوله ممجداً ومسبحاً، مباركاً ومؤيداً ومن خلال ذلك يصبح أي حاكم محور المجرة الوطنية، فالكل يدور في فلكه، وهو الذي لا يتحرك إلا حول ذاته الطاغية، وأهوائه المستكبرة، ويصبح مطلوباً من الجميع أن يتحركوا لحركة الزعيم وأن يسكنوا لسكونه، يضحكون إذا ما تبسم، ويقهقهون إذا ضحك، يحزنون إذا تجهم، ويبكون إذا تألم، إذا لف داروا، وإذا ارتفع طاروا، وإذا تحرك ساروا، وإذا جلس خاروا، وما دام أنه مركز المجرة فهو قبلة الوجوه وملتقى الأقطار، الكل يرغبه ويرهبه، يرجون ذهبه ويخافون لهبه، يقصده الجميع وينشدونه كأنه الكعبة، ويتزاحمون بالمناكب للوصول إليه وتقبيل الأرض بين يديه، وربما تقبيل تراب نعاله)