اثر المدرسة على سوك الطلاب
الإنسان يصبح إنساناً فقط حين يتواجد في المجتمع من البشر , و لا مثلها أن الإنسان الفرد الذي يعيش منعزلاً عن المجتمع سيكون بمثابة أسطورة , كما أن الأطفال الذين يشنأون خارج المجتمع يصعب التعرف عليهم كبشر . مثل " طفل الغابة " wild body الذي عثر عليه في الصحراء الفرنسية وتولاه العالم ( إيبارد ) كان عارياً يمشي على أربع وتصدر منه أصوات مثل الحيوانات ويأكل مثلها وبعض من يحاول أن يمسك به .
وإن الإنسان وحده دون غيره يملك القدرة على الكلام ,وعلى تنظيم الخبرة فما يميز الإنسان عن غيره , الكلام , التفكير , الثقافة , إن التعليم و المجتمع يتطوران معاً ولا يمكن أن يكون مجتمع دون تعلم , وإن نوع التعليم , وإن التعليم الذي بقدمه المجتمع إلى طلابه يتوقف على طبيعة هذا المجتمع , كما أن محتوى التعليم يعتمد على التطوير التكنولوجي الذي وصل إليه هذا المجتمع ,إن سلوك الطالب الاجتماعي يتأثر في جميع مراحل حياته بما يحيط به من ثقافة وعادات اجتماعية وقد أوضحت ( راحل ميد ) في دارستها عن قبيلة ( الأرابيش ) أن ثقافة المجتمع هي الي تحدد سلوك الفرد بغض النظر عن جنسه أو سنه , وذلك فإن التطور النفسي للأطفال يختلف في المجتمعات البدائية عنه في المجتمعات الحديثة , ويعتبر التفاعل الاجتماعي مفهوما ً أساسياً في علم النفس الاجتماعي لأنه أهم عناصر العلاقات الاجتماعية , ونظر البعض إلى الجماعة على أنها وحدة شخصياً متفاعلة , كما أن الحب و المودة و التعاطف و الوفاق لها أهميتها في عملية التفاعل الاجتماعي , لتحقيق التفاعل الاجتماعي في المدرسة . يجب على المدرسة إشاعة جو من الحب و المودة بينه وبين تلاميذه , كذلك يجب على المدرس أن يتعرف ميول واتجاهات تلاميذه ويعمل على تنميتها , إن معاملة المدرس لطلابه هي أساس إقبال التلاميذ عليه وجمعهم له , أو نفورهم وخوفهم منه وابتعادهم عنه , وإن طرق المدرس في معاملة التلاميذ يمكن ان تعتبر مظهراً وظيفياً لشخصية وعلمه , ومهارته لا تتوافق على معرفته بالتلاميذ فحب , بل معرفته بهم كأفراد في فصله أيضاً , وعلى معرفته بكيفية مواجهة حاجاتهم الشخصية وتوجيه سلوكهم الوجهة التي تصلح لكل طالب منهم .
وجد الباحثون في دراستهم عدم فعالية قوة العقاب في التفاعل الاجتماعي وزيادة القدرة على إثارة الآخرين لها أثر أكبر على سلوكهم بدرجة واضحة ويعتقد غالبية المدرسين الذين تركوا أسلوب العقاب البدني وتهديد التلاميذ تكون أنسب الأماكن لتعزيز سلوك الطلاب بدون العقاب البدني .
يرى البعض ان الصراع التنافس على القمة غريزة في الجنس البشري بالتالي فإن المنافسة في الفصل ظاهرة صحية و الاتجاه الملائم من الناحية التربوية ألا نزدري المنافسة عموماً , أو نحاول القضاء عليها بالكف عن مكافأة المجيد أو تعطيل جهود المتفوق , فالاتجاه العملي هو أن تحول نزعات التنافس وجهات مثيرة , وأن تجنب إقحام الطلاب باستمرار في مواقف التنافس المقضي عليهم بالفشل فيها .
يوجد كثير من مشكلات السلوك في المدرسة , وسوء السلوك في الفصل يحتاج من المدرس إلى عناية خاصة , ومن المراجع أن قدراً كبيراً من التحسن يمكن أن يتحقق بزيادة معرفة المدرس المبادئ و الأساليب التي تنبع في معالجة هذا السلوك .
نلخص مهمة المدرس لتحقيق التكيف السوي عند الطلاب في أمرين :
هما التعليم و التوجيه ,ولا يمكن الفصل بين هذين الواجبين , ويجب على المدرسة تهيئة جو تسوده علاقات طيبة تساعد على تقديم التلاميذ وتحقيق توافقهم في شتى المجالات