اندورا دولة على الورق ممسوخة الهويه لا يستطيع المرء رؤيتها على الخريطه الا بميكرسكوب.
اراد الكثير من العرب المعتلون والسلطه في رام الله ان يتلفظ نتنياهو باسم الدوله الفلسطينيه ولم يخيب نتنياهو ظنهم فقد قال!
انه يوافق على دواه فلسطينيه.. ووافقه في الراي اوباما (حسين)لحل الدولتين.
فلماذا نحن غاضبون!!
دولة نتنياهو،واوباما (حسين)الفلسطينيه..لها فريق كرة قدم ولها علم طبعا،ونشيد وطني ولها وزراء وحاشيه، وبساط تشريفات..ومن حسن الحظ ان لهل حدودا،اجل!!
والاهم ان الدوله تتشرف برئيس عتيد،يرتدي بزة رسميه،ويجيد استقبال الوفود الرسميه والحديث امام وسائل الاعلام ،شئ جميل ابدعات روئسا اخر زمان.
للدوله التي نتحدث عنها كل تلك المواصفات لكنها بلا جيش ولاسياده على الارض والجو،ولاقرار مستقل ولا قدره سياديه على عقد اتفاقيات دوليه وليس لها سياسه خارجيه.
بعتبارها احدى ملحقات الدوله اليهوديه وتوابعها عند اللزوم ينظر اليها الاسرائيليون من وراء الجدار العازل.
الامر- ليس هما من نسج الخيال-فهناك بالفعل دوله من هذا الطراز..
عضو في منظمة الامم المتحدة بصفتها دولة مستقله مساحتها 181ميلامربعا .
انها دولة اندورا،وهي صغيرة الحجم ليس لها من مقومات الدوله الا اسمها وتقع في المطقه الحدوديه ما بين اسبانيا وفرنسا في مكان ما على جبال البرانس.
يمكن لاندورا ان تعلن غدا الحرب على اسبانيا او فرنسا ان شاءت لكن احدا لن يسمعها ، وان سمع مسؤول في دوله مجاورة فسيعتبر الامر طرفة او يكتفي بالابتسام ،فجيش اندورا هو بضع دوريات من الشرطه ليس اكثر ..
ويمكن لاندورا ايضا ان توعز لوزير خارجيتها باْن يعقد موتمرا صحافيا يعلن فيه ان بلاده هي الكثر سيادة بين الدول المحيطه،لكن الخبر لن يكون مغريا لوسائل الاعلام،وسيكون التصريح اشبه برقص بالضلام،
اندورا موجودة..ولكنها ليست موجودة ايضا..!
تشرق عليها الشمس لكنها خارج الخارطه الدوليه..!
يعيش فيها قوم ..لكنهم بلا حكايه معترف بها في وثائق المجتمع الدولي ،وبلا رواية حياة في التاريخ السياسي.. وحتى فريقها لكرة القدم لايستطيع ان يكون مهزوما او منتصرا لان احد لا يلعب مع فريق بلا هويه..!
(نموذج اندورا) هوما يراد تطبيقه على الحال الفلسطيني اليوم،الدوله الفلسطينيه العتيدة التي يتحدث عنها الاميركيون،ويبحث نتنياهو عن صيغة لها يمكن ان يوافق عليها ،ستكون نسخه عن اندورا مع تعديلات مقتضى الحال،وعلينا الانغضب كثير من نتنياهو فهو ليس صاحب الاختراع،فقد تبنى النموذج فلسطينيون-واقعيون جدا-قبل اعوام في وثائق اتفاق اوسلو قبلت المنظمه بنموذج اندورا ،كيان على اقل من22بالمائة من مساحة فلسطين التاريخيه لكن كيان مجزء مقطع الاوصال ،بلا جيش ولا اقتصاد مستقل (ولاهم يحزنون)..
لكن مثل اندورا طبعا،للدولة الفلسطينيه موءسسات وزراء وعلم ومباني حكوميه ونشيدوطني ..ولمزيد من السياده مسموح لها بفريق كرة قدم..
واليوم.. في حسابات اوباما (حسين)-الذي اعجب بطريقة تفكير نتنياهو في خطابه الاخير-ليس مهما شكل الدولة الفلسطينيه في مفهوم حل الدولتين ،يكفي ان تكون دولة قابله للحياة..
فاندورا ايضا قابله للحيلة لكن اية حياة هي تلك التي فتئ الصهاينة يقدمون الاقتراحات لشكلها (العظيم)مرة بحدود غزة اريحا،ومرة اخرى بحدود ترسمها المستوطنات،ومرة يجري البحث عن صيغة دولة بلا هوية،لا تملك من سيادتها الا اسمها..!
نموذج وجود شئي غير موجود،سيكون اسمه دولة اندورا الفلسطينيه..
والعوض على الله!!