عدد الرسائل : 43 العمر : 42 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 12/03/2009
موضوع: فرضية واحتمالات الانفصال الثلاثاء 2 يونيو 2009 - 8:22
بما أن المشروع الوراثي يقصي المشروع الوطني، فإن المشكلة اليوم باتت تتركز في عدم وجود قيادة سياسية لديها رؤية ولديها مشروع اقتصادي وتنموي لليمن.
والقيادة السياسية اليمنية شأنها شأن أي قيادة سياسية عربية تقليدية، لديها مشروعان:
الأول يتمثل في جمع ثروة شخصية لرأس النظام.
والثاني يتمثل في توريث السلطة.
فالمشروع الوطني هنا مستلب ومغيب لحساب ولمصلحة المشروع الذاتي والأسري، ولو سألت أي حاكم عربي تقليدي وقلت له: كيف سيكون وضع هذا البلد الذي تحكمه بعد خمس أو عشر سنوات؟ لاختلط عليه الأمر، ولما وجد إلى الإجابة من سبيل، أي إن المسألة بالنسبة له غير مدركة من حيث الأساس.
إن حضور المشروع الأسري الوراثي وغياب المشروع الوطني سيدفع بأزمة اليمن الراهنة إلى مأزق غاية في الخطورة على النظام، وعلى اليمن، وعلى المنطقة والعالم.
وإذا لم يلتفت المشروع الأسري لمعطيات الواقع، ويقدم وبسرعة على معالجة الوضع فإن النتيجة ستكون تمزق اليمن إلى أكثر من كيان وذلك للأسباب التالية:
" إن حضور المشروع الأسري الوراثي وغياب المشروع الوطني سيدفع بأزمة اليمن الراهنة إلى مأزق غاية في الخطورة على النظام، وعلى اليمن، وعلى المنطقة والعالم. "
في المحافظات الجنوبية هناك نزعات استقلالية وانفصالية على أسس مناطقية، فحفيد سلطان منطقة أبْيَن طارق الفضلي يطالب اليوم بمحافظة أبين وثلاثة أرباع محافظة عدن وأجزاء من محافظات أخرى.
ومحافظة حضرموت لها نزعات استقلالية قديمة وكانت ترفض البقاء ضمن اليمن الجنوبية قبل الوحدة، وقد تم إحياء هذه المطالب اليوم.
ومؤخرا أعلنت المحافظات الصحراوية المكونة من محافظات جنوبية وشمالية وهي محافظات شبوة وحضرموت في الجنوب، ومأرب والجوف في الشمال عما سمته بحراك أبناء الصحراء، وطالبت بنسبة من عائدات النفط، كون هذه المحافظات هي المنتجة للنفط وتعتبر نفسها محرومة من عملية التنمية.
ويعتقد البعض أن هناك أيادٍ سعودية تهدف إلى إيجاد كيان تابع لها على حدودها الجنوبية، ليصد عنها موجات الهجرات البشرية من المحافظات الوسطى ذات الكثافة السكانية العالية.
وعليه أعتقد أنه في حالة انهيار الوضع في الجنوب ستنشأ فيه ثلاثة كيانات هي:
1. دويلة تشمل محافظة لحج وأجزاء صغيرة من محافظة عدن تسيطر عليها قبائل الضالع وردفان، وهي قبائل مكروهة من عموم أبناء الجنوب، كونهم كانوا وراء كل الأحداث والتصفيات التي شهدها الجنوب قبل الوحدة.
2. دويلة في محافظة أبين يحكمها آل الفضلي، وتضم إليها معظم أراضي محافظة عدن، وأجزاء من محافظة حضرموت، ولا يخفي آل الفضلي اليوم مطالبهم بأراضي السلطنة التي كان يحكمها أجدادهم.
3. دويلة تشمل محافظات الحزام الصحراوي، المحاذي للحدود السعودية، من حدود عمان شرقاً إلى حدود السعودية شمالاً وتشمل محافظتين شماليتين، وستكون تابعة وخاضعة للدولة السعودية.
إذا تحقق هذا الفرض، فستنجم عنه مشاكل حدودية بين تلك الدويلات، وستنشأ مشاكل بين كل من عمان والسعودية، حيث ترفض الأولى امتداد نفوذ الأخيرة إلى حدودها الجنوبية.
أما في الشمال فيعتبر الحوثي في حكم المستقل من الناحية الفعلية، إذ لم يعد للدولة وجود في أجزاء كبيرة من محافظة صعدة، وأجزاء أقل من محافظات عمران وحجة وصنعاء، ولا ينقص الحوثي سوى الاعتراف الدولي به، فهناك إمكانية قيام دويلة شيعية جنوب السعودية تكون عامل قلق مستمر لها في حالة انفلات الوضع، وفي حالة حدوث ذلك فمن المستحيل أن تقبل المحافظات الوسطى التي تتركز فيها الغالبية العظمى من سكان اليمن ببقاء النظام القائم.
ومن هنا أعتقد أن هذا الفرض غير قابل للتحقق على الأقل في ظل معطيات الظرف الراهن، كون هذا الفرض لا يضر بالنظام أو باليمن وحده وإنما سيمتد ضرره إلى المنطقة وإلى العالم أجمع بحكم الإفرازات والتداعيات السلبية التي بعضها غير مرئي الآن، والتي ستنجم عن "بلقنة" وتجزئة اليمن.
صادق الحكيمي
عدد الرسائل : 1337 العمر : 44 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 25/01/2009
كلام جميل جدا و يعطيك الف الف عافية لنقل هذا الموضع المميز يوجد هناك ملف كامل لمن اراد الاطلاع علية على مركز الجزيرة للدراسات التابع لقنات الجزيرة و الملف يتضمن : أولا: جوهر الأزمة ثانيا: بداية وتطور الأزمة ثالثا: حرب 1994 وتجذر الأزمة رابعا: بروز مشروع الانفصال خامسا: فرضية واحتمالات الانفصال سادسا: فرضية واحتمالات الإصلاح الخلاصة