أعاد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي هيبته وطمأن جماهيره العريضة بأن سر تألقه في اكتمال صفوفه وحضوره الجذاب في المباريات الكبيرة والتنافسية عندما أسقط الاتحاد من كرسي الصدارة وأهداها مؤقتاً للهلال، وذلك إثر الفوز المستحق الذي حققه أمس أمام غريمه الاتحاد بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة الدورية التي جمعت الفريقين على أرض ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي، وكان الأهلي السباق للتسجيل عن طريق المهاجم مالك معاذ في الدقيقة 41 بعد أن أهدر ضربة جزاء فيما عادل النتيجة اللاعب المتألق سلطان النمري في الدقيقة 54 من تسديدة قوية وقبل نهاية المباراة بست دقائق كان للمهاجم المشاغب حسن الراهب كلام آخر وقلب موازين المباراة والنتيجة لصالح فريقه من كرة رأسية ليرفع رصيد فريقه إلى 25 نقطة فيما توقف رصيد الاتحاد عند 40 نقطة وتراجع للمركز الثاني بفارق الأهداف عن المتصدر الهلال. وجاءت المباراة جيدة في مستواها الفني حيث كانت الكفة الأهلاوية هي الأرجح في الشوط الثاني فيما ارتقى المستوى والأداء في الحصة الزمنية الثانية بعد دخول قائد الاتحاد محمد نور وتبادل الفريقان الهجمات والاستحواذ على الكرة وقدما مباراة ممتعة ومثيرة تليق بسمعة ومكانة الفريقين وتعكس المستوى الحقيقي للدوري السعودي.
كانت معطيات الشوط الأول تسير في صالح الأهلي من خلال انضباطه التكتيكي والأكثر تنظيماً داخل الملعب وفرض سيطرته على مجريات اللعب وبادر إلى الهجوم وحاصر الاتحاد في ملعبه من خلال التحرك الإيجابي لرباعي الوسط هاريسون وصاحب العبد الله وتيسير والثقفي على الرغم من مبالغة الأخير في المراوغة والاحتفاظ بالكرة أكثر وتميز الأهلاويون أيضاً بتنويع الهجمات سواء من الأطراف بواسطة إبراهيم هزازي والجاسم ومالك من الجهة اليمنى الأهلاوية أو في الطرف الآخر عن طريق الحربي والثقفي والراهب وبمساندة من هاريسون مما مكنهم من نقل الكرة إلى ملعب الاتحاد إلا أنه عاب على الأهلاويين عدم التوفيق في النهاية السليمة للهجمة سوى للتسرع في التسجيل وكذلك التغطية الاتحادية الدفاعية الجيدة في حين كان الاتحاد أكثر انضباطاً في الجانب الدفاعي من خلال المنهجية التي اتبعها كالديرون الذي احتفظ باللاعب محمد نور بجانبه على دكة الاحتياط وغامر بمشاركة الصقري في خط الوسط والذي سدد كرة قوية في الدقيقة 16 ارتدت من يد منصور النجعي فيما ركز في هجومه على محاولات التوغل من العمق عن طريق عماد متعب والصبياني لكن تلك المحاولات لم يكن لها جدوى لقدرة الأهلي على عزل وسط الاتحاد في حين غاب الدور الهجومي لظهيري الجنب الاتحادي وخصوصاً من الجهة اليمنى الاتحادية التي كانت شبه مشلولة هجومياً.ومن كرة ثابتة تصل إلى رأس رضا تكر الذي لعبها رأسية هائلة تصدى لها منصور النجعي بإعجوبة في الدقيقة 20 كما صد كرة مماثلة من رأس المنتشري قبل أن يتوغل مالك معاذ بكرة مضادة ودخل منطقة الجزاء وتعرض لإعاقة واضحة من رضا تكر لم يتردد الحكم البلجيكي فيرست جوهان في احتساب ضربة جزاء وتصدى لها مالك معاذ ولعبها إلا أن براعة مبروك زايد تجلت في تحويل اتجاه الكرة لخارج الملعب في الدقيقة 30. إلا أن ضياع ضربة الجزاء لم تزد الأهلاويين إلا إصراراً على مواصلة الهجوم وكان الراهب يشكل قلقاً كبيراً للدفاعات الاتحادية ويحصل الأهلي على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء د(41) ينفذها هاريسون قوية تصدى لها مبروك زايد بيده ترتطم في القائم وتعود لتجد مالك معاذ المتحفز الذي وضعها بكل ثقة داخل المرمى هدفاً لفريقه ومعوضاً إهداره لضربة الجزاء.
ومع انطلاقة الحصة الزمنية الثانية زج كالديرون بقائد الفريق وصانع ألعابه محمد نور على حساب عدنان فلاتة وأعاد الصقري إلى موقعه الأصلي ظهير أيسر إلا أن الأهلي فاجأ الاتحاديين بالهجوم المبكر حيث مرر منصور الحربي كرة ذكية لم يحسن مالك معاذ استغلالها وصدها الحارس مبروك زايد بطرف يده بعيداً عن مرماه فيما تلاعب مالك بالدفاع في كرة أخرى وسددها قوية تمر أمام المرمى في الدقيقة 50. بعد ذلك عاد الاتحاديون لأجواء المباراة بقيادة مهندس ألعابه محمد نور وكان بينه وبين سلطان النمري والصقري تناغم عجيب خصوصاً في الكرة التي قادها الأخير وتبادلها مع النمري الذي توغل بها وسددها قوية في المرمى الأهلاوي محرزاً هدفاً هائلاً وتعادلاً لفريقه في الدقيقة 54 وألحقها بتسديدة أخرى قوية ترتد من القائم ويحولها الدفاع الأهلاوي ركنية. وارتفع رتم المباراة ومستواها الفني من خلال الأداء السريع وتبادل الهجمات وسط حماس وروح عالية من لاعبي الفريقين الذين استشعروا المسؤولية وأهمية لقاءات الديربي التي أعادت لجماهير الكرة المتعة الحقيقية وأن لقاء الفريقين لا يخضع لأي مقاييس فنية بل عنوانها المتعة والروح الرياضية. واشتدت حمى المباراة وكان الراهب رقماً صعباً في المباراة بمراوغاته وتحركاته الرهيبة التي كانت سبباً مباشراً في طرد المدافع رضا تكر في الدقيقة 62عندما أعاق الراهب وهو متجه ناحية منطقة الجزاء الاتحادية وحصوله على بطاقة صفراء ثانية، وزج كالديرون بالمدافع عبيد الشمراني على حساب عبد العزيز الصبياني واتبعه في الدقيقة 67بإخراج عماد متعب الغائب عن أجواء المباراة لوقوعه في كماشة الدفاع الأهلاوي ودخل بديلاً له المهاجم الواعد نايف هزازي إلا أنه لم يكن بأحسن حالٍ من سلفه فيما كان الوسط الاتحادي هو الأكثر نزعة هجومية. وفي ظل تبادل الهجمات كان الظهير الأيسر منصور الحربي له رؤية في قراءة المباراة عندما عكس كرة جميلة داخل الصندوق الاتحادي على رأس حسن الراهب الذي خطفها برأسه قبل أن تصل يد مبروك زايد وتابعها ليكملها في المرمى هدفاً قاتلاً في الدقيقة 84 ومتوجاً مجهوده الهائل في المباراة منذ البداية إلى النهاية.
