علمتني الثورة أن الأحلام تغدو واقعا إذا استيقظنا لأجلها ..
وأن المستحيل يغدو ممكنا إذا آمنا بأنفسنا وقدراتنا ..
وأن الحرية سوف نراها عندما نؤمن بها !
علمتني الثورة أن الظالم يسقط مهما علا في سماء الطغيان ..
وأن المستبد يصرعه استعباده لكل حر نبيل ..
وأن الطاغية لا دين له ولا جنسية ولا عقيدة ولا انتماء ولا طائفة ولا وطن ..
وأن ظلام الاستبداد سوف ينقشع عند أول تكبيرة في محراب التحرير !
علمتني الثورة أن للجميع دور فيها .. فلا احتكار للثورة من فئة دون أخرى ..
فالشباب محرك الثورة وعمودها الفقري ..
والعجائز بركة الثورة ..
والأطفال بسمة الثورة ..
ولا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو خائف يكسوه الخذلان !
علمتني الثورة أننا نستحق الحرية إذا شعرنا بآلام الاستبداد ..
ونستحق الحياة الكريمة إذا رفضنا الظلم والفساد والاستعباد ..
ونستحق التحرير إذا كسرنا حواجز الخوف والضعف وأوهام الحياد !
علمتني الثورة أن الشعوب اليقظة تتقدم الأحزاب والجماعات والتنظيمات الخاملة بآلاف السنوات الثورية ..
وأن الجماهير الجريئة تعلم أن باب الحرية تفتحه قطرات حمراء على أجساد أرادت الحياة ..
وأن الشعوب التي يسكنها الخوف هي شريان حياة للطاغية المستبد ..
وأن تكامل جميع شرائح المجتمع أولى علامات نجاح الثورة !
علمتني الثورة أن ظاهرها الجوع والفقر والوظيفة ..
وباطنها أشواق الحرية والبحث عن كرامة مهدورة وعزة مفقودة ..
وأن العدل إذا غاب حكم الغاب ..
وأن الدستور المحرّف يسقط بسقوط الطاغية !
علمتني الثورة أن شعارات الأحزاب والتنظيمات تزول وتختفي ..
ولا يبقى إلا شعار الحرية وزوال الاستبداد ..
لا شعار يعلو فوق شعار الحرية .. ولا تنظيم يتقدم الصفوف ..
ولا رمز يظهر فوق الأكتاف .. فالكل رموز ..
ولا فضل لمواطن على آخر إلا بما قدمه للثورة !
علمتني الثورة أن قلاع الظلم وحصون الاستبداد سوف تنهار أمام سلاح الإرادة ..
وأن جحافل المخبرين والأمن والبلطجية غثاء كغثاء السيل سوف يجرفهم تيار الشعب الهادر ..
وأن أجهزة الأمن المنتشرة في أرجاء الوطن ما هي إلا أوكار للفئران تأوي إليها إذا زأرت الأسود ..
وأن الجيش صمام أمان حقيقي إلا إذا تم إعداده وتسليحه لقهر الشعب وتدمير الوطن
علمتني الثورة أن الحرية تنتزع من نيوب الظلمة والطغاة ولن تأتي على أنغام الراحة والدعة والسكون ..
وأن الحلم مهما كان حجمه سوف يتحقق إذا وجد قلوبا صادقة وعزائم فتية وشبابا نذروا أنفسهم له ..
وأن الذين يهتفون اليوم بحياة الطاغية خوفا و نفاقا سوف يندمون إذا هتف الشعب بحياة الوطن ..
وأن القيد سوف ينكسر إذا الشعب يوما أراد الحياة .. والشعب أراد.. والقيد سوف ينكسر بإذن الله !