والتعاسه والشقاء والأحلام والحب والألم مصطلحات نتوهم بأننا نعرف معانيها الحقيقيه
بينما نحن نجهل الكثير عنها
فلو نظرنا لأول مصطلح أو أخرها لو جدناهما شبيهان لبعض في المعنى مختلفان في اللغه
ولو تأملنا حالنا وقررنا يقينا أننا نعرف ماذا يعني الألم وما تعني التعاسه لأبتعدنا عنهما بعد المشرقين
لكننا أصحاب فهم قاصر وأدراك قليل
لذلك دائما مانقع بنفس الخطاء والنتيجه تكون ألم !
أنا والحزن أصدقاء منذو الطفوله وهذا ليس غريب عني بل أني حينما أكون حزينا أحسب ذاك الحزن لون من ألوان السعاده فهو تكفير وتطهير لنفسي الأماره
لكني هذه الأيام بالذات تركبني موجة حزن من رأسي حتى أخمص قدمي وحاولت جاهدا أن أبتعد عن جميع المسببات قاطعت قنوات الفتنه والفيس بك وأخبار الصحف حتى نفسي قاطعتها بل أخاصمها لو سولت لي بالحديث عن السياسه
كنت في البدايه متحمسا بل كنت كتلة من نشاط أتابعهم أول بأول ليس هذا فحسب بل أرسلت روحي لتحوم فوق رؤسهم وتقبل تلك الجباه الطاهره التي خرجت تنشد وطن جميل ويمن حديث
بداء الزخم الثوري وبدأت بشارات النصر فتحولت ساحات الحريه لميادين حشر للمرتزقه وقطاع الطرق
وبدأو يتهافتون عليها كالذباب وأصبح من كان مسيئا بالأمس قاطع للطريق ناهبا للمال العام مرحب به بين أولئك
المساكين
فمن يستطيع أن ينكر بأن ساحات الحريه تحولت الى ساحات تطهير وتكفير للمعاصي والذنوب بحق الوطن والمواطنين
وعليه فإن من كان بألامس مسيئاّ ما عليه سوى السعي والطواف بأحدى الساحات وسيغفر له الوطن كل ما أقترفه بحق الغلابه والمساكين والثوره تجب ما قبلها
نعم أولئك المساكين الذين كان يرحبون بموتهم البطي لهم ولثورتهم بقولهم حيا بك حيا بك
والأهم من هذا كله هو أني كنت أتمنى أن نصوم رمضان في ضل يمن حديث كما ينشدون
لكن يبدوا أنه لن يكتب له النجاح مادام تجار الوطن ومرتزقة الأحزاب قد تدخلو فيه وبقوه وأحكموا قبضتهم
وأصبحوا يساومون عليه ويتجارون به فوطن يعرض للبيع لا يستحق أن يسمى وطن
وسأورد لكم سبباّ واحدا يجعلني مقتنعا حد التحدى بأنه لن يكتب النجاح للثوره في وضعها الراهن وهذا الأقتناع نتيجه لسببين أثنين الأول قوى خارجيه وقريبه جدا لا تتمنى لنا النجاح أبدا وستسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قوه لأجهاض الثوره وأفشالها وسحقها لأن في نجاح ثورتنا تعاستهم وفي تعاسة ثورتنا سعادتهم
والسبب الثاني وجود تجار الأراضي والعقارات وهؤلاء مدمنون على البيع لكن هذه المره البيع سيكون بالجمله يعني بيع وطن بالكليه
وبوجود هؤلاء لن ننجح أبدا ألا أن يثور الشعب عن بكرة أبيه ويخرجون أولئك المعتكفون على عبادة الرئيس ويرتدون عن دينه ويدخلون دين الثوار عندها سنكتب النجاح بأحرف من ضوء الشمس فوق جبين الوطن ليس هذا فحسب بل سنقطع كل يد أثامه أتت من الخارج لتفسد علينا فرحتنا
وبين هذا وذاك نتذكر أخوان لنا يعانون الأمرين ويتجرعون خيبة الدهر طبعا ليس من اليوم فهم فقراء بالفطره لكن اليوم أشتد عليهم البأس من كل مكان وأتتهم المحن من كل صوب
فكيف بالله عليكم سنهنأ صومنا وكيف سيتقبل الله منا وهم يتضورون جوعا ويتمزقون ألما
والآن هل علمتم لماذا أنا حزين ؟ّ
لأن حزني بحجم وطن وقلبي لا يتسع لأحزاني فكيف بأحزان اليمن !
توفيق الجابري