االثورداخل أسوار الجامعة
تعلق الدراسة في جامعة تعز والطلاب يطلقون حملات التطهير والأمن يحاصركليتي الآداب والطب
وجدي السالمي"حديث المدينةالعدد 91"
في تعز أكثر من ثورة شبابية وأكثر من ساحة للحرية، طلاب الجامعة ــ الصامتة بين أحضان سورها ــ يبحثون عن وطن غاب عن مخيلتهم عقود ثلاثة.
الأسبوع الفائت كان الصراع بين طلاب الثورة وقرار الدراسة في أوجه رئاسية الجامعة تريد أن تحدث عطل في الثورة من خلال سلخ جزء مهم فيها ، هذا الجزء هم الطلاب حيث أصدرت قرارا باستئناف الدراسة جبرا في زمن اللاتعسف واللا إجبار أمام طلاب نطقوا بعد صمتٍ سلب أبسط حقوقهم الجامعية طيلة سنوات دراستهم .
الصوفي "رئيس الجامعة" يعلم جيداً ما هي عواقب قرار كهذا في زمن الثورة بين كتلة طلابية صلبة يتحطم عليها أي قرار يُغيًب تواجدهم في ساحة الحرية باستمرار أو يتعارض مع قرارهم الوحيد باختصار(ارحل). وكان عليه أن يترك الباب مغلقاً وينتظر سقوط النظام مع الطلاب الذين واجهوا القرار بعنفوان ثوري كأمواج البحر وزير الأسود، وهم يعبرون عن حقهم بعدم العودة الي الجامعة حتى يسقط النظام حيث ظهروا متمسكين بمطالبهم، عنيدين في عزيمتهم، متألقين في حماستهم، سخيين بتضحياتهم في مشاهد ثورية مذهلة .
المشهد الأول:
مشهد يفاجئ المبصر بل تتوقف عيناك وأنت تشاهد الطلاب يمطروا الأرض أقداماً مسرعة والكل يسابق الكل نحو صور الرئيس المصلوبة في أروقة الكليات لتمزيقها والتي كان الطلاب ينظرون لها شزراً بل تقبلوها منذ التحاقهم في الجامعة ــ قبل مرحلة اللاخوف ــ على مضض حسب تعبيرهم!
لا مكان للخوف في قلوب الأقلام، بل تم تكوين حملات أطلقوا عليها حملات التطهير وهي التي تولت مهمة تمزيق صور الرئيس في أغلب الكليات وأمام كلية الهندسة كان الرئيس يلوح بيده وهو مقيداً على لأفته تجاوزت 4أمتار طولاً ومثلها عرضاً ورجالات حملات التطهير متجهة نحو الصورة، حينها كان يخيل لي بأن الرئيس ينظر بنظارته السوداء يستنجد لإنقاذه من السقوط، كان المشهد خرافي أمام جرأة أكتسبها الطلاب من الثورة.
المشهد الثاني:
بعد قرار العودة الي الدراسة وإنهاء التعليق والذي وصفه الطلاب بالقرار الجاف والغير قابل للتطبيق نظَّم الطلاب الأحرار أكثر من مسيرة احتجاج منطلقها جامعة تعز ومستقرها ساحة الحرية وشعارها لا "دراسة ولا دوام حتى يسقط النظام" و" لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس" و"كيف أدرس كيف أدرس وأنا بالثورة أحرس".
لثلاثة أيام متواترة في أسبوع واحد .. 6كيلومترهي المسافة التي يقطعها الثوار من طلاب وطالبات الجامعة إلي ساحة الحرية كان بعض الطلاب يعرضوا على زميلاتهن بإلحاح ركوب الباصات لطول مسافة الطريق لكن واجهن برفض قاطع هذا العرض ومضين يهتفن لا دراسة ولا دوام حتى يسقط النظام.
بعد هذه المسيرات وأخرى مشابه نظمها طلاب وطالبات كلية الآداب يوم الأربعاء المنصرم إلي ساحة الحرية والتي جاءت بعد حصار طلاب الكلية ومنعهم من المشاركة في المسيرات من قبل العميد والأمن منذ بداية عمر الثورة.
قرار وحصار
خضع رئيس الجامعة مع نقابة هيئة التدريس لإرادة الطلاب الثورية وتم تعليق الدراسة مجدداً الي 7/5، لكن عميد كلية الآدب لم يخضع للقرار حيث أستخدم مختلف الوسائل القمعية مع الطلاب ففي صبيحة يوم السبت المنصرم أستخدام بلاطجة لحصار طلاب الآداب وقاموا برشقهم بالحجاره بل وصل الأمر إلى إعتقل طالبين من طلاب الكلية من قبل قوت الأمن حين كانوا الطلاب يهتفوا بإسقاط النظام أمام بوابة الكلية بعد منعهم من الدخول خشية من الاعتصام في ساحة الكلية بينما تم فتح الكلية لـ"البلاطجة" الذين قاموا برمي الطلاب بالأحجار وادى الي إصابة عدد منهم وبعدها واصل الطلاب مسيرتهم إلى ساحة الحرية وأثنا إتجاهم الي الساحة قام البلاطجة بمحاولة الإشتباك معهم مجدداً أمام بوابة إدارة الأمن فأضطر رجال الأمن من إطلاق الرصاص الحي بالهواء.
كما حاصرت قوات الأمن طلاب كلية الطب في رئاسة الجامعة القريبة من القصر الجمهوري ، وومنعتهم من الخروج في مسيرة الي ساحة الحرية هذا ويعتزم طلاب أداب تعز اليوم الأحد مواصلة الاعتصامات أمام بوابة حتى يتم توقيف الدراسة في كافة أقسام الكلية أسوة ببقية الكلية كان من المفترض التعليق الي حين تتحقق مطالب الثورة والتي هي نفسها مطالب طلاب الجامعات اليمنية.
قفلة
هذه الوقائع تدفع الجميع لإعادة النظر بكثير من الانطباعات السائدة حول واقع الجامعة التي عشتها وغيري من الطلاب على مدى 3 أعوم ونصف العام.
وكل هذه المشاهد توكد دور الطلاب في مختلف الجامعات اليمنية في هذه الثورة وصمودهم النادر وهذا يؤكد، في اليمن وغير اليمن، وبطلان تلك النظرة المستخفة بوعي الشباب والطلاب وقدراتيهم ، وتطلعاتهم.
