في بلد يرضع الأطفال فيه أصوات الرصاص مع حليب أمهاتهم ، تربت القبيلة على أحلامهم التي تختنق غالبا وهي في مهدها ، الأطفال يتسربون من الدراسة ليس لأن فيها ما يعيب لكن لأن أفق التعليم محدود
وغالبا ما يصاب الناس بالإحباط حين يرون مخرجات التعليم يتقاسمون الشارع ويلتحفون البؤس ، والكبار يذهبون للإغتراب بعد أن يبيعون كل مالديهم للحصول على تأشيرة يقضون عمرا طويلا قبل أن يجمعوا قيمتها بعدئذ ، والنساء تنتهك أحلامهن في صغرهن حين يضطر رب المنزل إلى تزويجهن في سن مبكرة نظرا للظروف الإقتصادية التي يعاني منها البلد ، والبعض منهن يلقين حتفهن في صراع مع الإنجاب نظرا لانعدام الصحة الإنجابية والوعي وانعدام الرعاية الصحية في أغلب المناطق الريفية مع العلم أن أكثر اليمنيين يعيشون في القرى ،
التعليم وصل إلى أدنى مستوياته لا توجد معاهد حكومية للإهتمام بالشباب وتعليمهم المهن المختلفة لا توجد مراكز أبحاث التعليم الجامعي أصبح محصورا على فئة قليلة من الناس الميسورين والقادرين على تعليم أبناءهم ، الوظائف حلم الكثيرين من الشباب اليمني في بلد تحكم فيه الواسطة والقبلية والرشاوي على الكفاءة والخبرة ،
الفساد ينخر في مؤسسات الدولة من أدناها إلى أعلاها لا يوجد نظام لاتوجد دولة كل مافي الأمر سلطة يحكمها الرئيس اليمني هو وأفراد عشيرته وبعض القبائل الذي يتقوى بهم لأنهم يمتلكون الكثير من الأتباع هؤلاء هم الذين اتكأ عليهم الرئيس لتقوية مركزه وكرسي رئاسته
الأطفال سيكبرون غدا وهم ينوؤون برجولة أثقلتهم ولا يزالون في عمر الزهور مشبعون بثقافة العنف فاقدون لكل ما من شأنه نهضة البلد أو الرقي فيه لا يوجد طموح سوى أحلام هزمها الواقع المرير وانتقام من هذه الحياة التي أشبعتهم قهرا وفقرا وألما ،،
والعاطلون يلجأ بعضهم إلى التسول أو الهجرة غير المشروعة لدول الجوار ليلقون أصناف العذاب والقهر ، ومابقي من الطلاب يتعاملون مع واقعهم كما هو لا يوجد ثقافة للتغيير ولا للرقي بفعل السياسة التي اتبعها
الرئيس وثقافة حزبه التي كرست مفهوم الجهل والخنوع والقبيلة
الجميع يلتهون بالقات يتخدرون به ليغرقوا في وهم وينتقلوا عبر خدره من واقع بملؤه الأسى والحرمان ، القات الذي يتناوله أغلب الشعب اليمني (مبودر) بمبيدات قاتله أقلها يصيب متعاطيه بالسرطان ويعوقه عن أي تفكير يساهم في نهضته أو نهضة البلد
الحكومة لا تسعى إلى القضاء على شجرة القات لأنها تساعد الناس على تجاهل المشكلات الكثيرة والفشل الناتج عن السياسات الحكومية والرئاسية الخاطئة
اليمن بلد تحكمه القبيلة وتسيطر عليه الفوضى لا يوجد أي أمل للتغيير في ظل النظام الحاكم والذي وصل إلى مرحلة الشيخوخة والديمقراطية والتغيير السلمي الذي ينادي به الرئيس يعلم الجميع أنها كذبة ممجوجة يروج لها هو وحزبه الحاكم
فالتزوير في الإتنخابات وسيطرة الرئيس وأفراد أسرته على مقاليد الحكم والجيش تسد الأفق أمام أي أمل مرتقب للتغيير
الثورات العربية في تونس ومصر هو الأمل الوحيد الذي ينظر إليه اليمنيون كمخرج للتغيير باعتبار أن أي تغيير من الحزب الحاكم لا يعدو عن كونه خطابات حماسية تذر الرماد على الأعين
***
الأرواح متعبة قلقة ترتقب الغد بلهفة وطموح ، والقلوب مرتجفة ، والجثث تتراكم على الشوارع والجرحى تنوء بهم المستشفيات
هذه هي حقيقة الرئيس الذي يعامل شعبه بكل هذه القسوة وكأنهم مخلوقات فضائية جاءت من كوكب آخر لتغزو الوطن ،سنة الطغاة الذين يرمون يكل الأعراف الإنسانية وتستولي عليهم السادية
تروقهم مناظر الجثث والقتل والخراب لكن الجميع يعلم أن التضحية طريق لا بد أن يعبروه ليحققوا آمالهم في وطن جعل منه الرئيس وحزبه الحاكم ساحة للقتل ، جنوب ملتهب نتيجة النهب والسلب الذي مارسه هو وشركاؤه خلال عشرين سنة من عمر الوحدة وشمال فقير ومناطقية حقيرة
طريق الحرية والكرامة ليس مفروشا بالورود
الدماء ضريبة النصر
لا بأس فالغاية هي وطن تشرق عليه شمس الحرية والكرامة
الغد سيكون أفضل بلا شك في رحيله من حياتنا وفكرنا ودمنا وتاريخنا
لا يشرفنا أن يحكمنا هؤلاء الأوغاد
***
صوته أصبح مرتجفا على غير العادة ، واليد التي تطلق النار بأوامرمنه مرتعشة ، والشعب ينتفض كأسد هصور جريح لن يدعه يفلت من عقابه يبدو أنه لن يفهم لكن الثقة بالله أولا وبقدرة الشعب ثانيا على إزاحته من عرشه قوية كقوة الشعب ، آن للأصوات الجريحة ولأنينها أن يعلو وللقيود التي كبلتهم أن تتحول إلى سهام يمزق ستائره التي يختفي خلفها ويحطم جدرانه التي بناها
بلاطجته والمغرر بهم سوف يستسلمون لهذه الإرادة الجبارة
آن لنا أن نتحد جميعا فهو وحده السبب في تفرقنا وشتاتنا
آن لنا أن نعي أن الوطن أكبر منه
فهو الإرهابي الوحيد
وهو الإنفصالي الوحيد
وهو الوحيد عدو الجميع