غابت الحكمة اليمانيه في يمننا الحبيب من خلال الخطوة الأخيره التي أقدم عليها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم حيث صوتت كتلته البرلمانيه على قانون الإنتخابات الذي دخل في خانة الإلغاء حسب إدعاء المعارضه بعد إتفاق فبراير بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم في لجنة الحوار الوطني وبهذة الخطوة بدأت الأجواء مسمومه وتلبدت سماء السياسه بالغيوم السوداء وبات الجميع يخشى من عواقب العواصف التي تكاد تذهب بمستقبل اليمن نحو المجهول بعد أن كانت الأمال عادت عندما جلس معظم الأطراف على طاولة الحوار وكان من أولوياتهم ضم بقية الإطراف للبدء بحوار وطني شامل لحل كافة مشاكل البلاد إلا أنه سرعان ماتبخرت تلك الأمال وعادت الأيادي على القلوب خوفاً من ماهو قادم فهاهو الحزب الحاكم يشحن قواة الجيش والأمن إستعداداً لقمع أي عمل سلمي تنوي له المعارضه بعد إصراره على أن الإنتخابات هي المشكله الوحيده في اليمن ولابد من إقامتها وهاهي المعارضه على مايبدوا عاكفة لإنتاج أليه تستطيع من خلالها النزول إلى الشارع والإحتكام إليه بعد أن فشلت مساعيها عن طريق الحوار وأصرارها على أن الإنتخابات ليست هي المشكله الوحيده وأن البلد مضطرب ويعاني من عدة إشكالات يجب حلها من خلال حوار وطني شامل جاد ومسؤول بعيداُ عن الحلول الترقيعيه والمعالجات الأنيه وكلا الخطوتين تبدوا للعيان خطيره فهناك حافلتين احداهما محملة بالحزب الحاكم وأنصاره والأخرى بأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم توشكان أن تصطدمان ببعض في خط مزدوج فأن حدث هذا فإن الضحايا حتماً سيكون عددهم كثير وسيكون عدد الناجيين من الحادث لا يعدون بالأصابع.
إنها لحضاتً صعبه تعيشها المعارضه اليمنيه هذه الأيام فلقد وضعها الحزب الحاكم في مأزق حرج وأصبح ليس لديها سوى خيارين أما ان تكون أو لا تكون ولو خفت نجمها في هذه المرحله فقد يكون إلى الأبد. فبعد إختيارها للنضال السلمي الذي اصبح غير مجدي في نظر الكثيرين وأصبح لابد لها من إتخاذ مساراً أخر في النضال للوقوف في وجه لغة الإستعلاء التي يتحدث بها الحزب الحاكم الذي ظهر للعيان وكأنه واثقاً من نفسه وأنه قادراً على أقامة إنتخابات منفردا في ضل هذه الأجواء المسمومه.
مغامرة شديده أيضاً أقدم عليها الحزب الحاكم في اليمن قد تكون سبباً في إلتقاء خصومة في خندق واحد فلا نستبعد أن يكون التنسيق بين المشترك والحراك الجنوبي والحوثيين هو الوسيلة الوحيده التي يستطيع بها هؤلاء رص الصفوف ومواجهة عنجهية الحاكم بعد أن كان كل واحداً منهما يقترب من الأخر بحذر شديد وبهذا سيكون الحزب الحاكم قد ضيق على نفسه الخناق ووضع نفسه في عنق زجاجه وقد يكون أول من يطلب النجده في حالة دخول البلد في فوضى عارمه فيا ترى على من سيضيق الخناق ومن سيكون أول من يطلب النجده وهذا ما ستبديه لنا الأشهر القليلة القادمه ونسأل الله أن يهدي الجميع ويجنب اليمن شر المشاكل والفتن