قالت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية على لسان مراسلها في تل أبيب جوشوا ميتنيك إن الخطوة تعتبر إشارة بالغة الأهمية في ملف الحركة التي عرف عنها أنها المعرقل الأول لأي عملية سلام، وهي تقوم على أيديولوجية تعارض أي مفاوضات مع إسرائيل. ويقول ميتنيك إن الحركة -التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007- انتقدت عباس بشدة في أغسطس/آب الماضي لبدئه المفاوضات مع إسرائيل، التي توقفت منذ نهاية سبتمبر/أيلول نتيجة إصرار إسرائيل على استمرار عمليات التوطين.
وأكد هنية -في مؤتمر صحفي عقد بغزة الأربعاء- أن حماس 'ستكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة'، وإن حماس لن تعارض قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ويقول ميتنيك إنه على الرغم من أن حماس طالما أبدت رغبتها في هدنة طويلة الأمد على حدود عام 1967، فإن رغبة هنية في قبول معاهدة يوقع عليها الطرفان تعتبر خطوة إلى الأمام.
إلا أن هنية ربط موافقة حماس بإجراء استفتاء على أي معاهدة سلام يتم التوصل إليها بين فتح وإسرائيل، واشترط أن يشمل التصويت في الاستفتاء جميع الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات.
ويلفت المراسل النظر إلى أن تصريحات هنية –الذي يصفه المراسل بالمعتدل- تعتبر غير معول عليها إلى حد ما، حيث إن 'الحركة تتجاذبها عدة مراكز قوى'، مثل خالد مشعل -الذي وصفه المراسل بالمتشدد- والجناح العسكري للحركة في غزة.
مبادرة هنية لم تمنعه من توجيه انتقادات في المؤتمر الصحفي لجولة المحادثات الفلسطينية/الإسرائيلية التي عقدت أمس.
ويورد الكاتب في تقريره تعليقا للنائب عن حركة فتح حسام خضر الذي قال إنه يرى في تصريحات هنية دعوة إلى عباس للمضي قدما في عملية المصالحة الوطنية، أكثر منها تعبيرا عن الثقة في المحادثات الجارية مع إسرائيل.
وأضاف خضر 'إذا ما فشلنا في المحادثات مع إسرائيل، فما المانع في بدء حوار مع حماس؟'.
الخارجية الإسرائيلية قللت من أهمية تصريحات حماس، ووصفتها على لسان أحد مسؤوليها بأنها 'سطحية'.
يذكر أن حركة حماس مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، لتضمّن ميثاقها بندا يدعو إلى تدمير إسرائيل.
ونظرا لرفض الحركة الاعتراف بإسرائيل فقد فرضت الأخيرة على غزة حصارا عسكريا واقتصاديا، وصفه الكاتب بأنه لم يفتّ في عضد حماس وسيطرتها على قطاع غزة