يالله ما أتفه حياتنا في كثير من الاحيان مع ان الكثيرين بل الاغلب ليسو تافهين بقدر الحياة التي يعيشونها
لماذا تنام على الرصيف ؟
- لأن اللصوص سرقوا وسادتي التي لا أنام إلا بها !
وسادتي تلك خاطتها لي أمي حين سافرت الى الوطن وباركتها فهي تمثل لي الأم والصدق والحنان
وفوق هذا كله تمثل لي الوطن الذي يتمشى بين عروقي
ولا أدخل الى مخدعي أبدا فكلما دخلت رأيت مكان الوسادة فارغا
قال :
كم من اللصوص يسرقون ولا نجد أين نشتكي فكلما اشتكيت الى قاض وجدته لصا والى قسم شرطة وجدت رسما لهذه الوسادة وكأن الجميع يتفقون أن هذه الوسادة أغلى ثمنا من لوحة الموناليزا
يعلقونها على الأبواب جميعا ويتقاسمها الضباط كل ليلة
يتفاخرون بها وكل يدعي أنه من نسجها ويتناسى الجميع أنها ملكي
يتناسون أن أمي تلك القروية المسكينة خاطتها بدم قلبها بين الشمس والحر وجمعت خيوطها عشرات السنين كانت توفر مطعمنا ومشربنا وملبسنا من أجل أن تشتري خيوطا لهذه الوسادة
قال لي ذات يوم
وقد كنت أكبر إخواني
- هذه الوسادة كعصا موسى خذها أمانة عندك فإن فقدتها فقدت الأمان والنوم
لا تفرط فيها أبدا
قلت لها ببراءة وحيرة
- وحين يسرقونها يا أمي
صمتت لفترة طويلة
وفي كل لحظة صمت تزداد حيرتي
قامت من مجلسها
قالت لي قبل أن تقوم
- مادمت رجلا فلن يسرق منك أحد شيئا
يا إلهي عفوك
ليتني كنت نسيا منسيا
فقدت رجولتي وفقدت وسادتي
تبا لنا حين يسرقوننا ونحن نحدق إليهم ببلاهة
منذ أن سرقت مني الوسادة التي أنام عليها وكأن بيني وبين النوم فراسخ طوال ومسافات أطول
تشققت جدران منزلي
أصيبت المواسير بالعطب
انطفأت الكهرباء صرخ بي الجيران
- أنت نذير الشؤم فإما أن تجد وسادتك أو ترحل فلا بارك الله فيك ولا برجولتك
حتى حياتي لم تعد ذات معنى
كل ما افكر فيه هو : كرة القدم والافلام الهندية التي تشبعنا وهما وكذبا ،، واسعار الشاي والسكر والتبغ والتسكع في الشوارع والمطارات وووالى اخر ما ذكر
كم تمنيت ان اكون بطلا لفيلم هندي حين يحارب كل شيئ وينتصر على كل شيئ
ويقفز الى حوش القمر ولهيب الشمس المستعر
لا ضير المهم أن أكون بطلا وأحصل على الوسادة ثم أعود نعجة