عدد الرسائل : 172 العمر : 45 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 22/05/2009
موضوع: اليمن: القمع تحت ستار التشجيع أيضا! الأحد 28 فبراير 2010 - 23:35
اليمن: القمع تحت ستار التشجيع أيضا!
بقلم: رداد السلامي القمع لن يجعلنا ككتاب وصحافيين نتجنب صدمات المرحلة التاريخية التي نمر بها وما أن يخرج الكاتب أو الصحفي عن التصنيف التقليدي ويفكر أو يكتب باستقلال يصبح مزعجا، بل خطيرا! لأنه يخرج عن البغبغائية والإعادة، ويندرج ضمن الفكر الحر. ميدل ايست اونلاين
لغة السياسيين تميل إلى الاتحاد بلغة الإعلان، ومستخدموها إعلاميون غير مدركين، ومن مناطق لم تستطع أن تلعب بعد دور التوازن في ظل وضع وطني غير متوازن، وبالتالي يفقدون النضال، أي نضال زخمه، ويعممون منطق القمع، ويتحولون إلى جزء من وسائل تكريس النمط الأحادي، وكل ذلك لأسباب لا تستحق أن تكون هي السبب. ليس في السلطة أيضا أي استعداد لرجل قادر على أن يلعب دورا هاما، ذلك أمر مستحيل، وإن حاول البعض أن يبدو أنه كذلك، الأدوار الحقيقة بيده، ولم يعد يثق بأحد، تلك بعض حقيقة. لدى البعض ممن يحسبون على السلطة، ذكاء في الحديث، يقومون بإلقاء كلمات سياسية فيها بعض صدق، ثم يعودون بسرعة خاطفة إلى لغة التكرار التي يلقيها النظام في خطابة السياسي أو غيره، إن تلك الحقائق الضئيلة جملة قصيرة، لكن الخطاب واللغة السياسية هي ذاتها التكرارية الطويلة. يقول الروائي العالمي ميلان كونديرا "إن السياسيين الذين يلقون تلك الخطابات مكررين الشيء نفسه دونما أثر للانزعاج، مدركين أن الجمهور لن يذكر منها في الأحوال كافة غير بضع كلمات يستشهد بها بعض الصحافيين، وبهدف تسهيل مهمتهم وأيضا للتلاعب بهم يدرجون في هذه الخطابات التي تنحو أكثر فأكثر نحو التماثل جملتين أو ثلاث لم يسبق لهم أبدا أن قالوها، في هذا بحد ذاته قدرة من عدم التوقع، والإدهاش، تصبح معه الجملة الصغيرة شهيرة دفعة واحدة". الذي يلعب دورا استثنائيا وهو في السلطة إلى جانب الحقوق والحريات والأقلام، غير موجود، بل أثناء نقاش مع أحد الزملاء أجزم أن ذلك نوع من الأقنعة، التي أكد أن هؤلاء يمارسون خلفها القمع، دون أن يدرك أحد أنهم من يقفون أو يشاركون بذلك. قد يكون ذلك إبداع جديد في فن الاستبداد، من اختراع القادمين الجدد، ومطابخهم الإعلامية، أؤلئك الذين يعتقد أنهم من يقفون اليوم وراء أبشع ما يحدث. من يحيط ذاته بالأسلاك الشائكة ومتاريس الاسمنت الصلبة، والأسوار العالية وبضعة جنود مدججين بالسلاح، لا يمكن أن تشعر أنهم يمكن أن يمثلوا مصدر طمأنينة لغير من يدين بالولاء لهم، ولا يمكن أن يكونوا في صف الشعب وصف الكلمة الحرة، لسنا ضد أن يتخندقوا، لكل ظروفه وحساباته، ولكن ذلك مجرد رأي قد لا يكون صائبا. من يروج لهم قد لا يلام، ثمة من تأسره أزمة ما مثلا، فيجد ذاته مدفوعا للترويج، هؤلاء في ترويجهم تدرك مقاصدهم تماما، إنهم يحاولون إضفاء نوعا من الألفة الزائفة، التي ترجع إلى وجود علاقة شخصية بين المروج والمروج له، إذا يلعب الأخير بحنكة مع الأول علاقة تبعية، عكس ما قد يوجد في الواقع. إن الذي لا يدركه البعض أن الذي يشجعك هو الذي غالبا ما يقمعك، إنه يمارس قمعه خلف درع من نظام من الكلمات الأنيقة والمكررة، وبالتالي فإنه يضع المقموع في دائرة الخوف الخفي، إنه منطق الألفاظ الشكلية والكلمات الخاوية التي يمارس تحتها أسوء أنواع القمع على الإطلاق، وحديث الخيمة وما حدث للمقالح وبعض الصحافيين أكبر دليل على ذلك. إن القمع لن يجعلنا ككتاب وصحافيين نتجنب صدمات المرحلة التاريخية التي نمر بها، واعتقد هنا بالذات أني أثير نقطة حساسة، وهي أن الكاتب أو الصحفي بمجرد أن يخرج عن التصنيف التقليدي ويفكر أو يكتب باستقلال يصبح مزعجا، بل خطيرا! لأنه يخرج عن البغبغائية والإعادة، ويندرج ضمن الفكر الحر. رداد السلامي - كاتب وصحفي يمني
بقلم: رداد السلامي القمع لن يجعلنا ككتاب وصحافيين نتجنب صدمات المرحلة التاريخية التي نمر بها وما أن يخرج الكاتب أو الصحفي عن التصنيف التقليدي ويفكر أو يكتب باستقلال يصبح مزعجا، بل خطيرا! لأنه يخرج عن البغبغائية والإعادة، ويندرج ضمن الفكر الحر. ميدل ايست اونلاين
لغة السياسيين تميل إلى الاتحاد بلغة الإعلان، ومستخدموها إعلاميون غير مدركين، ومن مناطق لم تستطع أن تلعب بعد دور التوازن في ظل وضع وطني غير متوازن، وبالتالي يفقدون النضال، أي نضال زخمه، ويعممون منطق القمع، ويتحولون إلى جزء من وسائل تكريس النمط الأحادي، وكل ذلك لأسباب لا تستحق أن تكون هي السبب. ليس في السلطة أيضا أي استعداد لرجل قادر على أن يلعب دورا هاما، ذلك أمر مستحيل، وإن حاول البعض أن يبدو أنه كذلك، الأدوار الحقيقة بيده، ولم يعد يثق بأحد، تلك بعض حقيقة. لدى البعض ممن يحسبون على السلطة، ذكاء في الحديث، يقومون بإلقاء كلمات سياسية فيها بعض صدق، ثم يعودون بسرعة خاطفة إلى لغة التكرار التي يلقيها النظام في خطابة السياسي أو غيره، إن تلك الحقائق الضئيلة جملة قصيرة، لكن الخطاب واللغة السياسية هي ذاتها التكرارية الطويلة. يقول الروائي العالمي ميلان كونديرا "إن السياسيين الذين يلقون تلك الخطابات مكررين الشيء نفسه دونما أثر للانزعاج، مدركين أن الجمهور لن يذكر منها في الأحوال كافة غير بضع كلمات يستشهد بها بعض الصحافيين، وبهدف تسهيل مهمتهم وأيضا للتلاعب بهم يدرجون في هذه الخطابات التي تنحو أكثر فأكثر نحو التماثل جملتين أو ثلاث لم يسبق لهم أبدا أن قالوها، في هذا بحد ذاته قدرة من عدم التوقع، والإدهاش، تصبح معه الجملة الصغيرة شهيرة دفعة واحدة". الذي يلعب دورا استثنائيا وهو في السلطة إلى جانب الحقوق والحريات والأقلام، غير موجود، بل أثناء نقاش مع أحد الزملاء أجزم أن ذلك نوع من الأقنعة، التي أكد أن هؤلاء يمارسون خلفها القمع، دون أن يدرك أحد أنهم من يقفون أو يشاركون بذلك. قد يكون ذلك إبداع جديد في فن الاستبداد، من اختراع القادمين الجدد، ومطابخهم الإعلامية، أؤلئك الذين يعتقد أنهم من يقفون اليوم وراء أبشع ما يحدث. من يحيط ذاته بالأسلاك الشائكة ومتاريس الاسمنت الصلبة، والأسوار العالية وبضعة جنود مدججين بالسلاح، لا يمكن أن تشعر أنهم يمكن أن يمثلوا مصدر طمأنينة لغير من يدين بالولاء لهم، ولا يمكن أن يكونوا في صف الشعب وصف الكلمة الحرة، لسنا ضد أن يتخندقوا، لكل ظروفه وحساباته، ولكن ذلك مجرد رأي قد لا يكون صائبا. من يروج لهم قد لا يلام، ثمة من تأسره أزمة ما مثلا، فيجد ذاته مدفوعا للترويج، هؤلاء في ترويجهم تدرك مقاصدهم تماما، إنهم يحاولون إضفاء نوعا من الألفة الزائفة، التي ترجع إلى وجود علاقة شخصية بين المروج والمروج له، إذا يلعب الأخير بحنكة مع الأول علاقة تبعية، عكس ما قد يوجد في الواقع. إن الذي لا يدركه البعض أن الذي يشجعك هو الذي غالبا ما يقمعك، إنه يمارس قمعه خلف درع من نظام من الكلمات الأنيقة والمكررة، وبالتالي فإنه يضع المقموع في دائرة الخوف الخفي، إنه منطق الألفاظ الشكلية والكلمات الخاوية التي يمارس تحتها أسوء أنواع القمع على الإطلاق، وحديث الخيمة وما حدث للمقالح وبعض الصحافيين أكبر دليل على ذلك. إن القمع لن يجعلنا ككتاب وصحافيين نتجنب صدمات المرحلة التاريخية التي نمر بها، واعتقد هنا بالذات أني أثير نقطة حساسة، وهي أن الكاتب أو الصحفي بمجرد أن يخرج عن التصنيف التقليدي ويفكر أو يكتب باستقلال يصبح مزعجا، بل خطيرا! لأنه يخرج عن البغبغائية والإعادة، ويندرج ضمن الفكر الحر. رداد السلامي - كاتب وصحفي يمني