في اعتقادي ترجع الهجمة الشرسة على الاخ رئيس مجلس الوزراء التوافقي ورئيس المجلس الاعلى للجامعات في قراره الحكيم في تكليف قائم بأعمال رئيس الجامعة ونوابه الى رمزية الجامعة بالنسبة للثورة والثوار ،والى عدم الرغبة في تطهير الجامعة من الفساد والمفسدين ، والى التراكمات والخطط لأفشال المبادرة الخليجية ، والى عدم الاهتمام بالتعليم والجامعات كونها هي من وجّهت الثوار في الساحات، ويمكن ابراز اهم الاسباب التي جعلت المؤتمر مصاب بحمى الوطيس في غياب السيد الرئيس وعلى النحو الاتي:
1. إن جامعة صنعاء هي التي كانت الزاد الدائم لثورة الشباب ، وكان ينبغي أن تكون أول محطة للتغيير بما يتطلع إليه شباب الثورة، لكن عقلانية من استلموا إدارة الثورة بعد توقيعهم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية قد بطؤ إلى حد كبير عجلة التغيير في هذه المؤسسة الرائدة !
2. لقد كانت جامعة صنعاء ولا زالت الخط الأول للدفاع عن الثورة واهدافها ،ولذلك لا غرابة من هذه الهجمة الشرسة من بقايا النظام وعلى أعلى المستويات على رئيس الجمهورية بالإنابة رئيس الحكومة التوافقية ورئيس المجلس الاعلى للجامعات ، لما قام به من واجب لإيقاف تداعيات كبيرة وخطيرة بين اعضاء هيئة التدريس الرافضين لرئيس جامعة يخالف القوانين والاعراف الاكاديمية ويفرِّط بحقوق اعضاء هيئة التدريس ،وبين القائم بأعمال رئيس الجامعة وتعصبه واستقدامه مجرمين ارهابين اصحاب سوابق الى داخل الحرم الجامعي لضرب زملائه ،فكلف الاخ رئيس الوزراء من يقوم بإدارة الجامعة حتى عودة الرئيس والتشاور معه في تعيين رئيس ونواب للجامعة، على الرغم من عدم اقتناعنا بهذه الخطوة التي تُعد تراجع مؤقت عن مطلبنا الرئيسي وهو تمكين اعضاء هيئة التدريس من انتخاب قياداته الاكاديمية والادارية كافة ،والتي لا تنازل عنها !؛ فما الذي ارتكبه رئيس الوزراء من جُرم لكي يتم الهجوم عليه من قبل هؤلاء ويوصف بالمتمرد عن الشرعية ، ومن الذي وكلّ المؤتمر وزبانيته ليدافع عن الرئيس التوافقي! ؛ إنهم هم الذين يقومون بتعريض المبادرة الخليجية للخطر ، وهم وحدهم الذين اعتدوا على صلاحية الرئيس عندما نصبوا انفسهم من غير اختصاص ، وقاموا بالاعتداء على صلاحية الرئيس عندما أعلنوا إغلاق الجامعة وتوقيف الدراسة وهذه جريمة تُعد جريمة مضاعفة من خطأ قد يكون ارتكبه رئيس الوزراء هذا إن كان قد أخطأ بالفعل ،لكنه لم يخطئ ابداً ، فاستشعر مسؤولياته وواجبه تجاه وطنه في غياب رئيسه وقام بإجراء محدود ولوقت معلوم !
3. ومن الاسباب هو الحقد على شباب الجامعة وجاء الوقت للانتقام منهم بعدم تعليمهم ،من خلال دخال اساتذة الجامعة وعقولها وهم الصوت المعبر الواضح للثورة فقد أريد له أن يخفت في خلافات وهمية كل منهم يتهم الاخر ، ومــــع الموظفين ،وايضا الطلاب!
4. إن الذي يجري في جامعة صنعاء من مشاكل وافتعال الازمات لا يخرج عن كون الجامعة رمزاً في ذاكرة اليمنيين جميعا لساحة التغيير وجُمع الستين ، فهي النهر المتدفق لساحة التغيير ، والتي حافظت على استمرار الثورة طوال الفترة الماضية ،وهذا لا يروق لهم ! ؛ انه الثأر المقيت والانتقام من جامعة صنعاء بطلابها وموظفيها واساتذتها والذين في أغلبهم كانوا ولا زالوا ثورا ويسطرون اليوم الدرس العملي لهذه الثورة الظافرة !
5. ومن الاسباب الجوهرية أن جامعة صنعاء كانت الصندوق الاسود لأسرار حكم صالح ، وهذا الصندوق الاكاديمي الذي يمول صالح بالدراسات وصناعة التضليل وتسويقه في الدول الاخرى ،وقد تؤول هذه الجامعة وغيرها إلى قوى التغيير أي الى أياد غير أمينة بحسب مصطلحات الزعيم! فمنذ انطلاق الثورة ونزول اعداد كبيرة ممن كانوا منتسبين الى حزب الحاكم ،استسلمت القوى الشريرة ودخلت في بيات شتوي غير انها لعبت دور الناصح والحريص على الثورة من أن تُسرق ،بل وفي أوقات كثيرة كانت تندم على الثورة وتؤكد سرقتها ،وظلت تحبك المؤامرات وتزرع الفتن بين الفئات الثلاث التي ذكرناها . وعندما جاء دور النقابة في إحداث التغيير كخيار عملي لاختبار نجاح الثورة ،فجن جنون بقايا النظام في هذا الصرح الشامخ من أنه قد أزف َ موعد التغيير بالفعل ،وان ساعة تقديم الفاسدين الى القضاء ،وتجفيف منابع الفساد ورموزه بات وشيكا ،وسوف تتكشف الاسرار التي بها حكم صالح خلال الثلاثة والثلاثين سنة الماضية ، والمتمثلة في إعداد الموالين على حساب خطط تطوير الجامعة ، والنفقات غير العادية من ميزانية الجامعة على عديد الجهات و الأفراد بتحايل واضح على القوانين واللوائح المنظمة وبتغطية كاملة من رأس النظام كانت إلى وقت قريب غير منظورة ،وستُكتشف الجرائم التي أ سدل عنها الستار في الماضي القريب كالجريمة الفاجعة التي حدثت في كلية الطب للفتيات المشهورة بما عرف بجريمة " محمد آدم " ، ومَن شاركه والذي ربما تؤدي بالكثيرين ممن يحكمون اليوم الى السجون!
تلك اهم الاسباب القوية التي دفعت برموز النظام السابق للظهور وصياغة بيانات وتصريحات تؤكد على الضيق الشديد مما حصل في جامعة صنعاء من تغيير ،بل وأعلنوا الاستنفار العام وطبقوا الطوارئ على الجامعة من خلال إعلانهم إغلاق الجامعة التي لا تغلق إلا في حالة الكوارث الطبيعية !
لكنهم بأفعالهم هذه يلفظون أنفاسهم الاخيرة ،وإلا كيف لدكتور ان يسمح لنفسه بالتمسك بمنصب اداري وهو الانسان الاكاديمي وكيف يوافق عقلاء المؤتمر على فعلته ويحاولون ان يسندونه في السبعين بما سميت بالانتفاضة ذات المليون لإسقاط الحكومة ،والتي اثبت فيها المنتمون للمؤتمر ان الاستجابة لأية فعالية دون التفكير فيها قد انتهت ،ولذلك لم يحضر الى الفعالية سوى بضع مئات معظمهم كما قِيل عقال الحارات ،وهذه رسالة كبيرة وعلى عقلاء المؤتمر ان يحسبوا لها ألف حساب .وأن حشد الستين غير حشد السبعين فالفرق واضح في الاهداف والوسائل والأهم في النتائج فهل تفهمون أم فقط تقبضون ونجاحكم بالكذب والتضليل محترفون ،فرئيس الجامعة المكلف ماضٍ في تكليفه وأنتم له منكرون!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]