كتب/ محمد علي محسن.
لا جديد في كلام الرئيس ، لا مشكلة سياسية أو اقتصادية أو مجتمعية أو ديمقراطية أو وطنية أو دستورية ، الحاضر المؤلم لم نعثر عليه بعد في خطب الصباح والمساء ، المستقبل غائب مازلنا نجهله كليا ، فباستثناء التأكيد على الانتخابات النيابية المؤجلة من ابريل 2009إلى ابريل 2011م لا يوجد في الخطاب الرئاسي مفردة واحدة يمكن البناء عليها في الوقت الراهن .
اليمن ليس بحاجة لمن يذكره بماضيه التليد ، بل لمن يحرره من ربقة تواريخه المكبلة لتطوره وازدهاره . لا معنى ، لا قيمة ، لا أهمية لكل ما نسمعه أو نقرأه ، الخطاب الرئاسي حين يصير يوميا وبلا أهداف أو غاية وطنية كبيرة وواضحة وذات قيمة وجدوى للمجتمع يصبح في هذه الحالة كلاما فوضويا خاليا من أية التزامات سياسية وأخلاقية .
الناس سئمت ومللت الحديث عن الزمن الفائت ، أيا كان الماضي إيجابا أو سلبا فأنه لن يحل المشكلات السياسية والاقتصادية والوطنية الحاضرة بقوة اليوم . لا أدري ما إذا كان الرئيس يعلم بأن خطبه باتت محل تندر وسخرية عامة من يحكمهم ؟
ما أعلمه الآن هو أن المجتمع اليمني يستلزمه الحديث عن مشكلاته الماثلة اليوم، وعن تحديات الغد ، وعن ما هية السياسات التي من شأنها معالجة مشكلات الفقر والبطالة والتنمية والتعليم والتهريب والإرهاب والعدالة والإدارة وحتى الديمقراطية والحريات والوحدة الوطنية ؟؟.
ما أعلمه أن الرئيس أعتاد الخطاب الارتجالي غير المنضبط ، ولكن مثل هذا الخطاب لم يعد مجديا في الألفية الثالثة ، إذ أن إيقاع العصر بات سريعا وجماعيا وأكثر دقة وانضباطية من ذي قبل بالنسبة للخطاب السياسي على الأقل .
ولأن اليمن ما عاد بوسع شعبه احتمال هذه الأوضاع المتردية معيشيا وخدميا وتنمويا وامنيا ومجتمعيا ، فأنه بحاجة لخطاب يتماهى مع طموحه وتفكيره في غد أفضل ، أنه لا يحتمل هذه الفوضى وهذا العبث الحاصل ، نأمل من الرئيس خطبة واحده ولو في العام ، المهم أنها تكون متساوقة مع الحاضر ، متحررة من الماضي وموجهه للمستقبل .
لماذا لا يكون الخطاب الرئاسي وجيزا ومفيدا ؟ إلى متى سيظل مرتجلا وعشوائيا ؟ الم يكن الأولى التحدث عن التنمية والاقتصاد في المكان المناسب ؟ أليس الأجدر بالكلام عن الديمقراطية والانتخابات والخلافات مع شركاء الفعل السياسي في مساحة إعلامية أو ندوة أو محفل سياسي بدلا عن ساحة معسكر وأمام الجند ؟ الم يكن الأفضل لنا وللرئيس الحديث عما حققه من برنامجه الانتخابي الأول والثاني وبلغة الأرقام ؟بودنا أن نسمع خطبة واحدة تشير إلى ما هية انجازات الرئيس والمؤتمر ومن الواقع الفعلي المحقق على كل صعيد ومقارنته بالبرامج الانتخابية ، لا نريد خطبا تذكرنا بالنوازل والكوارث والفتن بل خطب تحررنا من قبضة ما حدث ووقع في عهد التشطير إلى ما ينبغي فعله في زمن التوحد .، حدثونا عن المعيشة ومقدار التطور الحاصل للمداخيل وللخدمات وفرص العمل ومحاربة الفقر والبطالة والجريمة والتهريب وغيرها من التحديات المؤرقة التي لا يمكن التصدي لها بكثرة الهدار والهنجمة واستعراض القوة وإنما يلزم لها إرادة وعزيمة وتخطيط وفعل من نوع أخر .
