في رثاء صديقي عاشق كلية الحقوق(بيدر غازي الشوافي)

إليــــك يا صديقـــــي بعـــــد رحيلــــــك

وجدي السالمي

تم نشره في أسبوعيةصحيفة(النداء)

(ألو .. ألو .. ألو.. بيدر زميلنا مات) هذا الخبر كانت تحمله المكالمة الفاجعة التي فاجئني بها الصديق ربيع سيف الجبلي كنت حينها أتناول وجبة الغداء ... لكن هول الفاجعة أخذ مني شهية الطعام ... أقسم لك أيها النبيل الراحل لن أكمل غداء ذلك اليوم المشئوم التي رحلت بها عنا ... برحيلك خيم الحزن على كل زملائك في كلية الحقوق ... نسو الجميع اختبارات مادة لغة العرب التي كانت في اليوم التالي لرحيله وأصبحت شيئاً لا تعنيهم.. فاجعة فراقك ومفاجئة رحيلك ونبأ موتك أخذ كل شيء ... صديقي بيدر أعلم أني لن أرى بريق الموت المستتر في عينيك بعد اليوم ... لن تنعم نظراتي لتسلق تضاريس هيبتك الشاهقة على امتداد جسدك المفقود ... لن أسمعك يا صديقي وأنت تدحرج إجابة التساؤل الذي وجهه إليك دكتور مادة المرافعات المادة التي تعشقها أنت... لن تتسع مسامعي لذوي خرافة رجوعك المستحيل!.

أعلم منذ احتضانك القبر تحت طبقات التراب بأن غدوت طاعن في الغياب كذاكرة تقف في طابور النسيان .. أعلم يا صديقي وأنت لا تعلم ما منحتك أفواه زملائك من صفات وأنت تمتلكها حقاً في وقت أفتقدها الكثير من الطلاب (الأخلاق والمحبة والصدق والطهر والوفاء والنبل وكرم النفس) الكل يردد ولا يزال عظيم أغتاله الموت في ريعان الشباب والكل من الزملاء يعاتب الكل لماذا لم يوفقه الحظ أن يزورك قبل مماتك الذين يعلمون مرضك الذي اغتال روحك وسلب جسدك وم نهم الذين لا يعلمون ... أنت مُت .. إذاً أنت لست موجود أنت لن تشاهد الدموع التي تدحرجت على وجنات زُملائك وأنت لن تُشاهد حضور زملائك لتشييع جثمانك .. أنت لن تقرأ ما سطرته دمعات قلمي الكسير .. لذا سأرثيك يا صديقي وسأبعث رثائي إلى أشيائك إلى كتاب مادة المرافعات المادة التي تعشقها وتنفرد بها وتتمتع بمتاهاتها إلى قميصك الأبيض الناصع الذي يشبه حد النهاية قلبك الصافي النقي ... إلى مقعدك في القاعة الدراسية الواقف بعدك إلى الأبد ... إلى بوابة الجامعة التي تبكي خطى قدميك .. إلى صاحب الآيسكريم الذي أصبحت لديه زبوناً دائم ... إلى طلاب وطالبات دفعتك التي ينقصها عظيمها وكبيرها وطموحها .. هذه الدفعة التي تلبس ثوب عزائك حتى وداع مبنى كلية الحقوق ولو خرجنا منها بعقول فارغة ... إلى محبوبتك التي لم تصارحها بأنك تعشقها وتحبها ولو كانت علمت ذلك لحلت بها الفاجعة كما أحلت بأهلك وأقاربك!.

إلى تلك المحترقة بصقيع رحيلك .. تلك التي حملتك مأساة في أحشائها وهدهدت فجيعة عمرها بأكف لهفتها إليك وسقت بدمعها أرض القدر لتنبت موتاً أطفأ ألف أمل في أحداقها ... إلى المنكوبة (أُمـــك).

إلى من سلبه الموت عُكاز الدهر وتحسا لوعة الفراق وأقتات الحزن إلى المسكين (أبيك).. إلى الذي ندبك كثيراً وبكى وأجهش بالبكاء حتى قُلنا وجميع الحاضرين "ليته سكت" .

إلى أخوك الذي طلب منا أن نُسامحك حسب ما أوصيت له أيها النبيل .. بماذا نسامحك وأنت لم تخطئ بحقنا قط.. بماذا نسامحك وأنت صاحب الأخلاق الحميدة بل أستاذنا وقدوتنا بالأخلاق.. لكن يا صديقي هل سامحتنا أنت على تقصيرنا معك؟.

آه يا صديقي الحزن بلغ أوجَّه برحيلك الذي تزامن مع اختباراتك النهائية لعامك الثالث في كلية الحقوق لكن الأقدار واختبار البرزخ كان أقرب إلى شحمة أذنيك.. لا تسألني يا صديقي عن اختبارات هذا العام وعن ماذا ستسألني .. عن مادة لغة العرب التي أردفت حبالها على أقدام الكثير من الطلاب ليسحبوها إلى عامهم القادم أم عن مادة المرافعات التي تعشقها أنت ونكرهها نحن وعن مطباتها ومتاهاتها وغموض تساؤلاتها!!.دعني يا صديقي من كل هذا لا معنى للاختبار ولا مذاق للنجاح ولا للدراسة أيضاً وأنت غير موجود معنا.

يا صديقي .. إن لموتك ألماً وشعوراً بالغ بالفقد نحن وحدنا من تمتد بنا الحياة لنبكيك ونذرف الدموع في وداعك ونواريك لمثواك الأخير .. نحن لا نكاد نصدق أننا لن نراك بعد اليوم .. هل هذا حقاً؟! الحقيقة لا نبكيك لأنك رحلت بل نبكي أنفسنا لأنك تركتنا وأنت جزءاً منا وكان لطموحك جديراً بأن يصنع شياً لهذا البلد المنكوب.

قد لا يعي القارئ أي صديقٌ أرثي لأنه لا يعرفه ومن يعرفه حق المعرفة قلةً من أصدقائه وزملائه ورفاقه ومُحبيه(انه العزيزبيد غازي الشوافي).. لقد أثارت فاجعة رحيلك ومفاجئتها غُصة في الحلق وانحسار لمدد الرفقة الجميلة وانطفاء لومضة نُبل إنسان... إذا جمع النبل والخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق يكون قد ترك الدُنيا وهي أحسن مما وجدها (هكذا قال الرفاعي) .

طوب لك يا رفيق الروح أنت فل تتلقفك أكف الرحمة في ديار الرحمة وأظفر بلقاء ربك ذو المغفرة الأزلية الأبدية ودع لنا شقاء الحياة وصورية الحقوق وامضي إلى رحاب ربك .

وإنا لله .. وإنا إليه راجعون،،،

رحمه الله وأسكنه فسييح جناته

للهم ارحمه رحمه الابرار
اللهم اسكنه فسيح جناتك
عظم الله اجرك استاذي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

--------------

رحمة الله تغشاه
-----------
إنا لله وإنا إليه راجعون
---------

نساءل اللة ان يتغمدة بواسع رحمتة
ويبدلة دارا خير من دارة
ويلهم اهلة ومحبية الصبر والسلوان
انا للة وانا الية راجعون

» كلية الحقوق و"معسكر العقوق"
» تعميم أسماء 4 من المتهمين بمقتل الشوافي في خدير تعز
» غازي سفيرنا في الرياض
» رحم الله غازي القصيبي
» إلى صديقي الراحل