أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صنعاء ... تاريخ وثقافة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فضل النويهي

صنعاء ... تاريخ وثقافة Biere9
فضل النويهي


ذكر عدد الرسائل : 4478
العمر : 45
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

صنعاء ... تاريخ وثقافة Empty
مُساهمةموضوع: صنعاء ... تاريخ وثقافة   صنعاء ... تاريخ وثقافة Emptyالخميس 15 أبريل 2010 - 12:29

صنعاء ... تاريخ وثقافة


تقع مدينة صنعاء بين جبلين مشهورين هما : نقم الذي يسورها من الشرق وعيبان الذي يسورها من الغرب والجنوب الغربي وعلى خط عرض 15.22 وخط طول 32.44. * وهي قديمة الإختطاط أزلية البناء يقال أنها أول مدينة بنيت بعد الطوفان والباني لها سام بن نوح . ويرى بعض المؤرخين (1) أنها تقع " عند ملتقى ثلاث قبائل وهي : " بني الحارث " من الشمال و " سنحان " من الجنوب و " بني مطر " من الغرب . ويؤكد أبن المجاور ( أن شيت بن آدم عليه السلام بنى مدينة صنعاء وغرس بظاهرها بستانين أحدهما أيمن الدرب والثاني أيسره ، وهما بطول من صنعاء إلى العراق مسيرة سبعة أيام ( 2 ) ولتأسيس صنعاء حادثة تاريخية تتفق عليها المصادر التاريخية التي تؤرخ لها ، تذكر : أنه لما توفي نوح عليه السلام أجتوى أبنه سام السكنى في أرض الشمال وإصابه ألم فأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد حتى صار إلى اليمن فوجده أطيب مسكناً خفيف الماء معتدل الأرض وحين نزل صنعاء زال عنه الألم (3) وحينئذٍ وضع مقرانه " وهو الخيط الذي يقدر به البناء إذا مدّه بموضع الأساس (4) من ناحية فج عطان في غربي حقل صنعاء مما يلي عيبان فبنا الظبر ، فلما أرتفع بعث الله طائراً فأختطف المقرانه وطار بها وتبعه سام لينظر أين وقع فأم بها إلى جبوب النعيم من سفح نقم فوقع بها ، فلما أرهقه طار بها فطرحها على حرة غمدان ، فلما قرت المقرانة على حرة غمدان علم سام أن قد أمر بالبناء هنالك فأسس غمدن ، وأحتفر بئرة وتسمى كرامة وهي سقاً إلى اليوم ( 5 ) وصعد على جبل نقم وقال لأهله وأشياعه وأتباعه : ليعمر كل منكم مسكناً يسكنه : فعمرت الخلق المساكن فرجعت مدينة طولها وعرضها مسير سبع فراسخ (6)

ويقول الهمداني : هي أم اليمن وقطبها لأنها في وسط منها ما بينها وبين عدن كما بينها وبين حد اليمن من أرض نجد والحجاز ، وكان أسمها في الجاهلية آزال (7) وكان من أشهر مبانيها قصر غمدان أول قصور اليمن وهو قصر كان بديع الصنعة شامخ البنيان أعجبها ذكراً وأبعدها صيتاً وهو في صنعاء كان مكوناً من عشرين سقفاً ،(Cool وكان فيها بين كل سقفين عشرة أذرع ، وكانت غرفة الرأس العليا مجلس الملك اثنتي عشرة ذراعاً عليها حجر من رخام ، وكان في زواياه الأربع أربعة أسود من نحاس أصفر خارجة بدروها فإذا هبت الرياح في أجوافها زأرت كما يزأر الأسد ، وكانت حمير تنزله وتزيد فيه حتى أخرب في أيام الخليفة عثمان بن عفان . ويرى أبن المجاور : أن أول من ابتدأ في بنائه سام بن نوح لما بنا صنعاء ويقال : سليمان بن داود عليهما السلام لما دخل اليمن يتزوج بلقيس وكانت التبابعة من ملوك حمير لهم رغبة نفسية وهمة عالية في عمارته ، وكل ملك منهم كان يعلي قصراً على قصر حتى أرتفعت تلك القصور أثنتين وسبعين سقفاً ويقال ثلاثة وتسعين سقفاً ،وآخر من بنى به أسعد الكامل ويقال أسعد الخزاعي قصر من زجاج وهو الخاتمة ، ويقال أن أواخر فيء قصر غمدان كان يصل إلى وادي ظهر وهي مسافة فرسخ زائد لا ناقص قال ابن المجاور : إذا قربت الشمس للغروب لأن في مثل ذلك الحين يكون الظل والفيء إلى أن يرجع مثل الشيء ثلاث أربع مرات ، وممن بنا فيه إمرأة تسمى الزباء (9) .

تسمية صنعاء ونسبها :

لم يكن أسم صنعاء معروفاً به في العصور القديمة ، فقد نسبت إلى مؤسسها سام بن نوح ، وكان يطلق عليها في الجاهلية أسم آزال نسبة إلى آزال بن يقطن ، وظلت تسمية آزال حتى دخلها الأحباش سنة 340 للميلاد وكان كلامهم يقولون : صُنعت وصَـنَعت (10) . وتذكر المصادر الأثرية بأن أسم صنعاء أتى مع دخول الأحباش الذين وجدوها مبنية بحجارة حصينة فقالوا : هذه صنعة ومعناها حصينة فسميت صنعاء بذلك (11). وهناك من ينسبها إلى صنعاء بن يقطن بن العبير بن عامر بن شالح (12) . وقد تخطت ثلاثة أطوار في عصور مختلفة : الأول طور التكوين، وسميت باسم بانيها سام بن نوح ، الطور الثاني سميت آزال محتفظة باسمها الأول والطور الثالث باسم صنعاء وقد احتفظت بالأسماء الثلاثة .

** سور صنعاء وأبوابها :

ما تزال الحكايات الصنعانية عن سور صنعاء مروية حتى يومنا هذا ... وتذكر المصادر أن من أدار سورها الملك الأغر علي بن محمد ابن علي المعلم الصليحي بالحجر والجص وركب عليه سبعة أبواب باب غمدان ينفذ إلى اليمن وباب دمشق ينفذ إلى مكة ، وباب الشيخة ينفذ إلى محلة الشيخة ، وباب خندق الأعلى يدخل منه السيل ، وباب خندق الأسفل يخرج منه السيل يسقي الأرض ، وباب النصر ينفذ إلى جبل نقم وبراش ، وباب شرعة وينفذ إلى بستان السّر (13). وتذكر بعض الروايات أن السور ينسب إلى الملك ( شعرم أوتر ) وهو أول من أداره وقد جعل فيه تسعة أبواب وأن أعلى السور كانت تمشي فيه ثمانية خيول مجتمعة كما شاهد ذلك الرحالة الإيطالي في القرن التاسع الهجري ( 14 ) ولم تقف الروايات عن سورها وأبوابه عند هذا الحد بل ذهبت إلى أن ( شعرم أوتر ) هول الذي أوصل بنيات القصور وأحاط على صنعاء بحافظ ، وقد تعرض للخراب مراراً أحدهما على يد الإمام يوسف بن يحيى بن أحمد الناصر بن الإمام الهادي وقد إعادة قيس الهمداني ، كما أن السلطان حاتم بن أحمد اليامي من أعيان المئة السادسة أمر بهدمه أثناء حروبه مع الإمام أحمد بن سليمان ، فلما جاء السلطان ( طغتكين بن أيوب ) إلى اليمن أعاده وأدخل الحي الذي استحدثه لنفسه وأهله وحاشيته ومنه بستان السلطان المعروف اليوم ، وقد أخربها الإمام ( المتطرّف ) عبدالله بن حمزة المتوفى سنة 614 هـ . وتذكر المصادر المتأخرة بل المعاصرة أن ستة أبواب كانت بصنعاء وهي المعروفة بيننا اليوم وهي : باب ستران ، وباب اليمن ( وكان ملتوياً فلا يرى الخارج منه شاكلة باب مدينة زبيد الموجود ) وقد هدمه أحمد فيضي باشا القائد العثماني سنة 1316هـ وأعدا بناؤه على ما هو عليه اليوم وباب السبحة . وكان في هذا السور عدد كبير من الأبراج متساوية المسافة وكان في وسط السور ممر لفارسين يمشيان معاً ، وكان يستعمل – أحياناً – لعربات المدافع عند الحاجة لحماية العاصمة ( 15 ) ويذكر لنا القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي ، أن أبواباً قد أحدثت على ما ذُكر وهي : باب القصر ، باب البلقة ، وباب الروم ، وباب القاع ، وقد أحدثت حينما بني حي بير العزب ويعيد ذلك إلى القرن الثاني عشر الهجري أو قبله (16)

الأسواق والحرف :

تعددت الأسواق في صنعاء بتعدد الحِرف والمهن التي احترفها سكانها ونظراً لتعددها فقد ذكرت بعض الروايات بأن صنعاء سميت بهذا الأسم لكثرة الصناعات فيها وقد سميت هذه الأسواق بأسماء الصنعة التي تزاول في المكان وهي كما يلي :- 1) سوق المحدادة 2) سوق المنجارة 3) سوق المنقالة 4) سوق البشامق 5) سوق السراجين 6) سوق العنب 7) سوق الكوافي Cool سوق الأقطاب ( أقطاب المدايع ) 9) سوق المراقعة 10) سوق المدايع 11) سوق القص 12) سوق السلب 13) سوق المبساطة 14) سوق البز 15) سوق المعطارة 16) سوق الحب 17) سوق اللقمة ( الخبز) 18) سوق السمن 19) سوق القات 20) سوق المصباغة 21) سوق المخلاص (الفضة) 22) سوق الزبيب 23) سوق النظارة ( يباع فيه السليط ، القاز ، والحناء ، والقرض) 24) سوق الفتلة 25) سوق المدر والأوطفة 26) سوق الحمير 27) سوق البقر 28) سوق الحطب 29) سوق النحاس 30) سوق الملح.



صنعاء عاصمة

عبر العصور كانت صنعاء وما زالت عاصمة محورية لأرض اليمن السعيد فكانت عاصمة للملك ( شعرم أوتر ) في القرن الثاني الميلادي الذي وحّد قصرا : سلحين في مأرب وغمدان في صنعاء في قصر واحد ( بمعنى أنه وحد حكم دولتين يمنتين في دولة واحد ) فقد كان قصر سلحين قصراً للعائلة التقليدية الحاكمة في مأرب ، إبان الصراع على اللقب الملكي اليمني ملك سبأ وذي ريدان ( أي ملك سبأ وحمير ) كما كان قصر غمدان في صنعاء مقراً للملوك من قبيلة ( ذي جرة ) ومحلها اليوم سنحان قرب جبل كنن .

• وتكرر هذا التوحيد في ذكر القصرين – في النقوش – غمدان وسلحين في منتصف القرن الثالث الميلادي في عهد الملك ( إلى شرح يحصب ) ملك سبأ وذي ريدان (18) وكان ذكر صنعاء وجميع المدن اليمنية الأخرى قد أزيح إلى الظل عند قيام دولة حمير الكبرى واتخاذها مدينة ظفار قرب قاع الحقل عاصمة لها في عهد الملك الحميري أسعد الكامل وهو أحد موحدي اليمن وإن تغيرة العاصمة . (19)

• ثم أتخذها أبرهة الحبشي عاصمة لدولته ، وبنى بها كنيسة القليس وزينها بالرخام والفسيفساء وأراد نقل الكعبة ليحج إليها العرب .

وبعد خروج الأحباش أصحبت صنعاء عاصمة للملك سيف بن ذي يزن أحد موحدي اليمن وقد وفد إلى صنعاء وفد وجوه قريش برئاسة عبد المطلب جد الرسول العربي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم لتهنئته بالظفر على الأحباش .
• وفي العهد الإسلامي توفرت لصنعاء الشروط الأساسية لإقامة مجتمع حضري بكل أدواته من : جامع ، ومدرسة ، وحمام ، وسوق ، ومعمار جميل وأدب جيد وظرف حسن وسماع (شعر) مشهور عرف بعد ذلك بالغناء الصنعاني وفي الوقت نفسه حافظت على مكانت ماضيها فانتعشت أسواقها التقليدية واشتهرت بتنوع بضاعتها وجودة صنعتها ، وحرص حكامها على مكانتها السياسية فاتخذت مقراً لهم وحاضرة لدولهم . (20)



• وكانت صنعاء عاصمة إقليم اليمن في العصر العباسي ففي عام 140هـ قدم إلى اليمن / معن بن زائدة والياً على اليمن واتخذ من صنعاء عاصمة لحكمة وعين أحد قرابته نائباً عنه بحضرموت .


• كما اتخذها حماد البربري عاصمة له بعد أن هزم الهيصم بن عبد الرحمن الهمداني في تهامة ووصل إلى صنعاء التي كانت عاصمة ولات بني العباسي (21) ووحدت اليمن على يد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم الرسي 1054-1087هـ من حدود عمان حتى نجد وطوّق الحرمين .

• وحين كان الصراع بين المد السلفي والإشراف في جازان وأبي عريش أواخر عام 1215 وأوائل 1216هـ كانت صنعاء عاصمة للأمام المنصور على بن عباس ، ونزح إليها الشريف حمود بن محمد آل خيرات هرباً من الدعوة السلفية مثله مثل كثير من الإشراف الذي ضاقت بهم مكة والمدينة المنورة ، ويذكر د / سيد أن الإشراف آل القطبي وآل الخواجي وآل النعمي كانوا جميعاً يستمدون شرعيه حكمهم من إمام صنعاء باعتبار أن الأقليم جزء من اليمن ، وقد تسلم الشريف حمود بن محمد آل خيرات المشهود بأبي مسمار الحكم في أبي عريش مركز المخلاف السليماني من قبل الامام المنصور إمام صنعاء . (22)
• وفي بداية القرن العشرين آلة صنعاء عاصمة للإمام يحيى بعد أن سلمها أليه الاتراك عند رحيلهم بعد الحرب العالمية الأولى حيث فضل الاتراك تسليم اليمن للإمام يحيى بدلاً عن الانجليز الذين كانوا يحتلون عدن ، وقد دعى الوالي العثماني على سعيد باشا الإمام إلى دخول صنعاء وسلمه قصر غمدان وما يحويه من معدات عسكرية (23).


• صنعاء في 22 مايو 1990م في نهاية القرن العشرين وبالتحديد يوم 22 من مايو 1990م أصبحت صنعاء عاصمة لليمن الموحدة المسمى الجمهورية اليمنية في العصر الحاضر حيث وحدها القيل القحطاني المعاصر / علي عبدا لله صالح الأحمر الذي تسلم الحكم في عام 1978م في الشطر الشمالي بعد حروب بين شطريها المسميان - سابقاً - الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب ومنذ ذلك الحين واليمن تشهد تطوراً سريعاً في كافة مناحي الحياة ، ومن أهم هذه الانجازات التي حققها الموحد إعادة سد مأرب ، واستخراج النفط ومد شبكة المواصلات إلى كل مدينة وقرية في اليمن وإيصال وسائل الاتصال والتطور الحضاري الالكتروني وتعميم شبكة الطاقة الكهربائية إلى عموم محافظات الجمهورية بالإضافة إلى تعميم الجامعات في أغلب مدن الجمهورية ناهيك عن المدارس بمختلف مراحلها . ولقد استثارت صنعاء خيال المنظمة الدولية التربية والثقافة والعلوم وجذبت اهتمامها وشاركها في ذلك المخططون المعماريون والعلماء الأثريون وغيرهم في جميع أنحاء العالم وترجم هذا الإعجاب بخطوات عملية كان من ابرز الخطوات العملية توصية اللجنة الاستشارية للثقافة العربية التابعة لليونسكو في اجتماعها الذي انعقد بصنعاء 20-24 يونيو 79م بصون مدينة صنعاء وكانت التوصية هي المرتكز الاساس لمشروع القرار الذي تقدمت به اليمن في الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو والذي انعقد في بلغراد 1980م كان من نتائجه وصول مبعوثات من اليونسكو في أواخر عام 80م لإعداد خطط العمل والتشاور مع الحكومة ، أدت إلى زيارة المدير العام لليونسكو لصنعاء وتوجيه نداء عام للمجتمع الدولي لصيانة مدينة صنعاء وأفضت تلك المفاوضات إلى ادخال ثلاث مدن يمنية هي : صنعاء ، زبيد ، شبام حضرموت في قائمة التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه من كافة دول العام .(24)

صنعاء في خلد الشعراء :

ما كان لشاعر وطأت قدماه صنعاء إلا أن يبوح بما نفخت فيه من روحها فأخرجه خلجات من السحر الجميل المسمى شعراً معجونا ًبأنفاسها الأريجية ، وعبر العصور المتعاقبة منذ عهد التبابعة الحميريين إلى عصرنا الحاضر ، فهذا الملك التبع يقول :

دارنا الدار ما ترام اهتضاما : من عدو ودارنا خير دار

إن قحطان إذا بناها : بين برية وبين بحار ( جبال )

إن آثارنا تدل علينا : فأنظروا بعدنا إلى الآثار

وقال الشاعر عدي بن زيد الحيري العبادي وهو شاعر جاهلي :

ما بعد صنعاء كان يعمرها : ولاة ملك جزل مواهبها

رفعها من بنى قزع المز : ن وتتدلى مسكاً محاربها

محفوفة بالجبال دون عر : ي الكائد ما يرتقي غواربها

كما قال الشاعر الصنعاني عبدالرحمن بن محمد الحيمي :

صنعاء إن كنت معشوقاً يمسكنها : فأعدد لها من دوات الحاء مارسما
حِبُ وحَبُ ُوحمام مع حطب : حصيرة وحمار حِرْفةَّ وحما
وقال أبو نواس


فنحن أرباب ناعط ولنا : صنعاء والمسك في محاربها (17)

وقال الشاعر أبو بكر محمد بن أفنونة :

حبذا أنت يا صنعاء ، من بلد : وحبذا عيشك الفض الذي اندرجا

ارض كأن ثرى الكافور تربتها : وماؤها الرّاح بالماء الذي مرجا

يهدي إلى الشم أنفاس الرياح بها : ما هبّت الريح فيها العنبر الأرجا ***

ولعل شعراء الحميني أكثر الشعراء تغزلاً بصنعاء وهوائها ومسكنها وما زالت قصائدة متد

اولة بين الناس منذ قرنين من الزمان ولعل أحمد بن حسين المفتي كان رائد أولئك الشعراء في وصف صنعاء بقوله :

ما مثل صنعاء اليمن كلا ولا أهلها

صنعاء حوت كل فن يا سعد من حلها

ينفي جميع الشجن ثلاث في سفحها

الماء وخضرة رباها الفايقة بالوسامة

وكل معنى حسن كم يضحك الزهر فيها من بكاء الغمامة : فيا سقاها وطن
وهذا الشاعر علي بن محمد العنسي المتوفى 1139هـ - 1736م يهيم بصنعاء ساعياً على الرأس إلى تلك المحبوبة الفاتنة قائلاً :


يا أحبة ربى صنعاء رعى الله صنعاء

كيف ذاك الربى لازال للغيد مرعى

لويقع لي إليه أسعى على الرأس لأسعى

يابروحي نجح روحي بلابل وأشجان

ليت شعري متى شالقي عصاة المسافر

وأي حين شايعود لي عيش قد كان نافر

وأي حين شاتخطر بين تلك المناظر

هو قريب ذا على الله أن يقل له يكن كان

أما الشاعر القاضي عبدالرحمن الآنسي فقد نفذ من خلال صنعاء إلى ذكر سكانها

فقال :-

عن ساكني صنعاء حديثك هات وافوج النسيم

وخفف المسعى وقف كي يفهم القلب الكليم

هل عهدنا يرعى وما يرعى العهود إلا الكريم

وسرنا مكتوم لديهم أم معرض للظهور

تبدلوا عنّا وقالوا عندنا منهم بديل

والله ما حلنا ولا ملنا عن العهد الأصيل

ما بعدهم عنا يغيرنا ولو طال الطويل

ما كان لعصر من العصور أن يمضي إلا وقد وضع شعراؤه على صدر صنعاء قلائد من اشعارهم ومن أهم شعرائنا المعاصرين الذين وضعوا قلائدهم على صنعاء الشارع الدكتور / عبدالعزيز المقالح الذي خصها بديوان كامل من قصائده المبكرة عن صنعاء. وهو بعيد عنها نختار قوله :

يوماً تغني في منافينا القدر:

( لا بد من صنعاء وإن طال السفر )

لا بد منها .. حبنا .. أشواقها:

تدوي حوالينا : إلى أين المفر؟

إنا حملنا حزنها وجراحها

تحت الجفون فأورقت وازكى الثمر

وبكل مقهى قد شربنا دمعها

الله ما أحلى الدموع وما أمر

وعلى المواويل الحزينة كم بكت

أعماقنا وتمزقت فوق الوتر

ولكم رقصنا في ليالي بؤسنا

رقص الطيور تخلعت عنها الشجر

صنعاء وإن أغفت على أحزانها

حيناً وطال بها التبلد والخدر

سيثور في وجه الظلام صباحها

حتما ويغسل جدبها يوماً مطر

ومن شعره عنها في 1972م.

للحب فوق رمالها طلل

من حوله نبكي ونحتفل

نقشته كف الشوق في دمنا

وطوته في أعماقنا المقل

هو حلمنا الباقي ومعبدنا

وصلاتنا والحب والغزل

من أجلها تصفو مودتنا

ولحبها نشقى ونقتتل

صنعاء يا أنشودة عبقت

وأجاد في إنشادها الأزل

إن أبعدتي عنك عاصفة

وتفرّقت ما بيننا السبل

فأنا على حبي وفي خجل

روحي إلى عينيك تبتهل

إني إلى صنعاء يحملني

وجه النهار وترحل الأصل

فمتى تظللني مآذنها

ويضيء من أحضانا الجبل

لم يبق في الأيام من سعة

حان الرحيل ونوّر الأجل

أأموت يا ( صنعاي ) مغترباً

لا الدمع يدنيني ولا القبل


من مساجد صنعاء القديمة







تعد المساجد من أهم معالم مدينة صنعاء القديمة. وقد ذكر الرازي في كتابه عن صنعاء أن عددها (106) ولم يبق منها مفتوحاً سوى أربعين مسجداً، عامرة بالجماعات في الفروض الخمسة، وقد أضيف لكل مسجد منها حنفيات للوضوء واختفت في بعض المساجد المطاهير مثل الجامع الكبير .. أما المساجد التي بنيت بعد قيام الثورة والجمهورية وإعادة توحيد اليمن، فقد تجاوزت المأتين - للجمعة والجماعة - وفيها أجنحة للنساء، وتحتوي على الحمامات للنساء، وتحتوي على الحمامات الحديثة وليس فيها مطاهير للوضوء وفرشت بالسجاد الجميل .. فمنذ ظهور الإسلام واعتناق الناس الإسلام ومنهم اليمنيون، بدأ اهتمام الناس ببناء المساجد المتواضعة البسيطة الملائمة للبيئة آنذاك، وخلال فترة ازدهار الدولة الإسلامية تطورت المفاهيم واتسعت المدارك وارتفع الوعي برفع مكانة وشأن المسجد وأصبح المسلمون يتنافسون في بناء المساجد واهتموا بطرق بنائها وتخطيطها وزخرفتها باعتبارها بيوت الله .. كما أن المساجد قديماً كانت تستخدم في شتى الأغراض الدينية والدنيوية مثل إقامة حلقات التدريس والموعظة فيدرسون الفقه والتفسير والحديث وغيره من العلوم.







ومن المميزات العامة التي يتميز بها الفن العربي الإسلامي في مجال العمارة والزخرفة التنويع في الزخرفة وشموليتها وتغطيتها للفراغات .. إن مثل هذه المميزات جعلت من الفن العربي الإسلامي شخصيته المميزة، وكونت له طابعاً عاماً ووحدة فنية تستطيع التعرف عليه أينما وجد بيسر، سواء أكان في مصر أو في اليمن أو في سوريا أو في الجزائر، سواء من القرن الثامن أو القرن السادس عشر الميلادي، ومرد ذلك بالطبع إلى وحدة العقيدة والحضارة والثقافة.

وتعتبر عمارة المساجد أحد فنون العمارة العربية الإسلامية في اليمن، ولكي نتمكن من تسليط الضوء على الفن المعماري في تصاميم المساجد القديمة اخترنا نموذجين من المساجد القديمة في صنعاء، الجامع الكبير وقبة البكيرية لاختلاف حقبة نشأة كل منهما، وقمنا بزيارتهما ورجعنا إلى عدد من المراجع لإجراء تحقيقات عنهما.



الجامع الكبير

الجامع الكبير بصنعاء من أقدم المساجد الإسلامية، وهو أول مسجد بني في اليمن، ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أجمعت المصادر التاريخية على أنه بني في السنة السادسة للهجرة، حين بعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي الجليل و بر بن يحنس الأنصاري والياً على صنعاء، وأمره ببناء المسجد فبناه ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان، وكان أول بنائه بسيطاً وصغيراً جداً يتماشى مع عمارة المساجد الأولى، فكان مربع الشكل طول ضلعه (12) متراً، له باب واحد من الناحية الجنوبية وبه (12) عموداً أشهرها المنقورة وهو العمود السادس من ناحية الجوار الشرقي الحالي، والمسمورة، وهو العمود التاسع من ناحية الجوار الشرقي - أيضاً - ومقسم من الداخل إلى ثلاثة أروقة، وكان يوجد بالرواق الشمالي المحراب الأصلي، فقد تعرض الجامع خلال العصور الإسلامية المتتابعة إلى تجديدات وتوسيعات عديدة، وكان من أوائل هذه التوسيعات قام بها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (86 - 96هـ) - (705 - 715م) في ولاية أيوب بن يحيى الثقفي، شمل التوسع في الاتجاه الشمالي من ناحية القبلة الأولى إلى موضع القبلة الحالية، وفي فترة أول والي لبني العباس في صنعاء الأمير عمر بن عبد المجيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، نقلت أحجار أبواب الجامع من قصر غمدان ومنها المدخل الذي يقع على يمين المحراب وبه صفائح من الفولاذ متقنة الصنع من ضمنها لوحان مكتوبان بخط المسند .. وفي عام 136هـ - 754م أجري توسيع على يد الأمير علي بن الربيع بأمر من الخليفة المهدي العباسي، وفقاً للوحة المكتوبة في صحن المسجد .. وفي عام 265هـ أجري على يد الأمير محمد بن يعفر الحميري توسيع كان من ضمنه السقوف الخشبية المصنوعة من خشب الساج، خاصة في عمارة الرواق الشرقي والذي يتكون من مصندقات خشبية غاية في الدقة والإبداع، إلاَّ أن بعض المؤرخين اليمنيين ينسبون عمارة الرواق الشرقي في الجامع إلى الملكة أروى بنت أحمد الصليحي في عام 525هـ - (1130 - 1131م) ويعود تجديد المأذنتين الحاليتين إلى عام 603هـ - 1206م، حيث قام بتجددهما ورد بن سامي بعد أن تهدمت وسقطت .. وفي عام 1012هـ قام الوالي العثماني سنان باشا ببناء الصرح المعروف اليوم بالشماسي برصفه بالحجار .. كما بنى القبة الكائنة في الفناء، وقام الحاج محمد بن علي صبرة بإصلاح المنارة الشرقية في أوائل القرن الرابع عشر الهجري .. وفي عام 1355هـ - 1936م بنى الإمام يحيى بن محمد بن حميد الدين المكتبة التي تقع غرب المنارة الشرقية، وكذلك السقف الأوسط في الجناحين .. كما حفر البئر الغربية للجامع وأصلح سواقيها إلى المطاهير، وقد وسعت المكتبة في عهد الإمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين في عام 1374هـ.

والجامع بأبعاده الحالية ينطبق تقريباً على شكل الجامع الذي أمر بإنشائه الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك سنة (86 - 96هـ) - (705 - 715) .. فالجامع مستطيل الشكل، تبلغ مساحته حوالي (68 * 65) بنيت جدرانه الخارجية بحجر الحبش الأسود والشرفات العليا بالطابوق والجص، ويحتوي على (12) باباً ثلاثة في جدار القبلة منها باب يعود تاريخه إلى فترة التاريخ القديم، نقل من أبواب قصر غمدان وهو على يمين المحراب، وفي الجدار الجنوبي مدخل واحد يعرف بالباب العدني تتقدمه قبة صغيرة، وفي الجدار الشرقي خمسة مداخل، وفي الجدار الغربي ثلاثة مداخل يتوسط مساحة الجامع فناء مكشوف مساحته حوالي (38.90 * 38.20) متر تتوسطه كتلة معمارية مربعة الشكل طوال ضلعه ستة مترات، تغطيها قبة محفوظة فيها وقفيات الجامع ومصاحفه ومخطوطاته يحيط بصحن الجامع أربعة أروقة، الرواق القبلي (61 * 18.50) متر عمقاً، والرواق الجنوبي (60.40 * 15.10) متر، والرواق الغربي (39.75 * 11) متراً، ويوجد ضريح في الناحية الجنوبية من الرواق الغربي يطلق عليه ضريح حنظلة بن صفوان، ويبلغ عدد الأعمدة في الجامع (183) عموداً، منها (60) عموداً قبلية، و(30) عموداً غربية، و(54) عموداً في المؤخرة، و(39) عموداً شرقية .. ويعود تاريخ هذه الأعمدة إلى القرن الرابع حتى القرن السادس الميلادي .. أما السقوف المصندقة ذات الزركشات الفنية المرسومة بطريقة الحفر الملونة فهي فريدة في العالم الإسلامي ويحدد تاريخ السقف المصندق للرواق الشرقي بالقرن الثالث الهجري استناداً إلى طرازه، بينما يعود تاريخ سقوف الرواق الغربي وبعض أجزائه إلى العصر الأموي أو إلى أوائل العصر العباسي، وللجامع مئذنتان، في الناحية الجنوبية واحدة، والثانية في الناحية الغربية منه .. وتعتبر من أقدم المآذن الباقية باليمن، فالمئذنة الشرقية جددت بداية القرن السابع الهجري، وأعيد تجديدها في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وتتكون هذه المئذنة من قاعدة حجرية مربعة الشكل بها مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية والآخر في الناحية الشرقية يقوم عليها بدن مستدير تعلوه شرفة مزدانة بصوف في المقرنصات ويعلو البدن بدن آخر سداسي الشكل بكل ضلع فتحة نافذة معقودة، ويتوج هذا البدن بقبة صغيرة وقد وصفها الرازي بأنها لم يعمل مثلها إلاَّ في دمشق أو في منارة الأسكندرية .. أما المئذنة الغربية فهي تشبه المئذنة الشرقية إلى حد كبير مبنية على قاعدة مربعة (4.25) متر، يبلغ ارتفاع هذه القاعدة حوالي خمسة مترات، ويوجد غرب المنارة الغربية مكتبة مملوءة بذخائر التراث العلمي والثقافي اليمني في كافة المجالات، وفيها المخطوطات النادرة ومنها نسخ من القرآن الكريم الذي نسخ في عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كما يوجد قبران في فناء الجامع تحت المنارة الشرقية.







قبة البكيرية



و تعتبر قبة البكيرية من أجمل مساجد أمانة العاصمة وتقع في ميدان قصر صنعاء - قصر السلاح - وقد تعدد اسمها فأطلق عليها اسم المدرسة الوزيرية نسبة إلى الوزير حسن باشا، واسم الجامع واسم القبة لتغليب عنصر القبة على البناء .. كما أطلق عليها اسم القبة المرادية نسبة إلى الوزير مراد باشا، وأما تسميتها بالبكيرية نسبة إلى بكير بك، مولى الوزير حسن باشا، وكان الوزير يحب مولاه حباً جماً فخرج في بعض الأيام يلعب مع الخيالة فكبا به الفرس فمات لوقته فجزع عليه الوزير وقبره شرقي هذه القبة ثم عمر - بنى - القبة للصلاة وسماها باسم مولاه .. وفي عام (1298هـ - 1881م) أمر السلطان عبد الحميد بتجديد البناء، وقد شمل هذا التجديد ناحيتين الأول تخص عمارة القبة وفرشت بالمفارش الفارسية وأحضر لها منبراً من الرخام وحسنت مرافقها، والثانية وهي تخص زخارف القبة والتي تنوعت وشملت الرسوم المعمارية والزخارف النباتية والهندسية والكتابية.

تتكون قبة البكيرية من قسمين أساسيين أحدهما مكشوف ويسمى الحرم أو الصرح أو الصحن، والآخر مغطى ويعرف باسم بيت الصلاة.

ويقع الفناء إلى الجنوب من بيت الصلاة، وتبلغ أبعاده (27.5) متر طولاً و(21) متراً عرضاً، بلطت أرضه بأحجار الحبش، ويوجد المدخل عند منتصف الجدار الغربي لهذا الفناء وهو مدخل بارز شيد من الحجر، يرتفع عن مستوى الشارع قليلاً، ويتكون من كتلة مربعة ترتكز على أربعة أكتاف قصيرة تحمل عقوداً مخموسة تعلوها قبة مقامة على مثلثات، ونلاحظ أن الجدار الغربي يقسم المدخل إلى قسمين وكذا القبة التي تعلوه، ويوجد في الجهة الشمالية عقدان مدببان أحدهما من داخل المسجد والآخر خارجه، ويتوج مربع القبة من الخارج صف من الشرفات التي تأخذ شكل الورقة النباتية الثلاثية، بينما زينت أوجه العقود بالحجر الأبيض والأسود، ويوجد خارج الجدار الغربي للفناء مدفنان أحدهما يقع في الجهة الشمالية الغربية والآخر يقع في الجهة الجنوبية الغربية، يغطي كل منهما قبة .. أما الضلع الشرقي للفناء فيشتمل على ممر طويل ذو سقف مسطح يؤدي من بيت الصلاة إلى المطاهير التي تقع في الضلع الجنوبي للفناء وعلى امتداده وعددها (12)، ويؤدي إليها مدخلان أحدهما يقع في الغرب والآخر يقع في الشرق وتغطي المطاهير أربع قباب محمولة على مثلثات.





وفي بيت الصلاة : توجد سقيفة مستطيلة الشكل ممتدة من الشرق إلى الغرب، أبعادها (20.5 * 6.45) متر في مقدمة بيت الصلاة تفتح على الفناء بثلاثة عقود مدببة واسعة، وتعتبر هذه السقيفة وحدة فنية زخرفية تعبر عن طابع الزخارف المحلية في اليمن خاصة، فضلاً عن أنها تعود في تاريخها إلى تاريخ العصر العثماني ضمن التجديدات التي قام بها السلطان عبد الحميد عام 1289هـ، هذه الكتابات والزخارف في معظمها آيات من القرآن الكريم .. أما العناصر النباتية والزخرفية التي تزين هذه السقيفة فهي من الجص.

والقبة شاهقة الارتفاع نصف كروية الشكل مزدانة بالزخارف الجصية معظمها ملون ومذهب وتغطي مساحة بيت الصلاة (17.30) متر ويضم بيت الصلاة ثلاثة محتويات أخرى هي :

ويتوسط المحراب جدار القبة بعمق تجويفي (80) سنتيمتراً، محمول على عمودين رشيقين يزخرفه عقد متدرج ومزخرف بأشكال المقرنصات والدلايات الزخرفية.

أما المنبر فيقع إلى الشرق من المحراب ويعتبر من ضمن التجديدات التي قام بها السلطان عبد الحميد في القبة، مصنوع من مادة الرخام الجيد ومزدان بالزخارف الهندسية المفرغة.



أسواق صنعاء القديمة تحكي حكايات ألف ليلة وليلة

تبهر الغربيين بسحر الشرق القديم

تعتبر أسواق صنعاء القديمة أهم المقاصد السياحية التي يحرص القادمون إلى اليمن على زيارته لما يوفره من فرصة للزائر للرجوع بالذاكرة إلى التاريخ لاسترجاع احلي حكايات ألف ليلة وليلة والكتب العربية الأخرى بكل ما فيها من أجواء تاريخية وأسطورية مفعمة بالمعاني والدلالات التي تحمل ملامح الحياة العربية الأصيلة.

لا يشك الزائر لأسواق صنعاء القديمة مطلقا في انه على موعد مع احد إبطال مقامات الحريري أو الهمذاني وحين يتفرس في وجوه وسحنات مرتادي هذه الأسواق والذين هم جزء من نسيج المكان بكل عبقه القديم يقف أمام صورة نابضة بشكل من أشكال التماهى بين الإنسان والمكان وربما الزمان ايضا، فالمتسوقون يجانسون بعفوية بين حركتهم وتزاحمهم وبين إيقاعات هذه الأسواق التي تختلط فيها روائح البخور والعطور والبهارات ونكهة البن اليمني ذائع الصيت مع طرقات أصحاب الحرف اليدوية التقليدية من صانعي الخناجر والسيوف والحلي الشعبية والأدوات النحاسية والمشغولات الفضية والجلدية، انه مزيج فريد من الأصوات والروائح والألوان ومشاهد تعيد صياغة الماضي بروح متجددة الإبعاد ومتعددة المذاقات.

الأسواق التقليدية في صنعاء القديمة قديمة قدم المدينة نفسها والتي تجمع المصادر التاريخية على أنها واحدة من أقدم المدن العربية ويقدر عمرها بأكثر من ألفي عام وتعد أسواقها الشعبية ابرز ملامحها التقليدية والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة حيث ورد ذكر اسواق صنعاء في كتابات الرحالة الاوروبيين الأوائل من أمثال جون جوردين وكارستن نيبور والذي وصفها خلال زيارته لها في القرن الثأمن عشر بأنها اسواق متميزة ومتعددة الأغراض ارتبط ازدهارها بازدهار الحرف التقليدية وعددها 49 سوقا متخصصة و29 سمسرة تستغل كمخازن للبضائع ومصارف للتبادل بالنقود فضلا عن كونها إي سوق السمسرة نزلا تقدم خدماتها للمسافرين ودوابهم و بها أماكن لحفظ أمتعتهم ومقتنياتهم.

وما زالت اسواق صنعاء الشعبية تزاوج بإيقاع متوازن ومريح بين طابعها المعماري القديم وبين الأنماط العمرانية الجديدة وحتى تسلل المحلات التجارية ذات الواجهات الزجاجية إلى هذه الأسواق لم ينل من أصالتها وجمالها العتيق فهي تاريخ وتراث متصل ومتواصل يرتبط فيه الحاضر بالماضي على نحو عضوي ووثيق يمنح الزائر فرصة لمعاينة وثيقة حية وهي شاهد تاريخي متجدد لنمط الحياة العربية القديمة ويعيد كمتحف حي توثيق الكثير من التقاليد والممارسات الشعبية التي اندثر الكثير منها في البلاد العربية الأخرى
سوق الملح: يعد سوق الملح أشهر اسواق صنعاء القديمة وأقدمها على الإطلاق ورغم عدم الاتفاق على سبب تسمية السوق بسوق الملح الا إن الشائع أنها عرفت بهذا الاسم لاشتهارها كونها السوق الرئيسية للتوابل والبهارات، غير إن المؤرخ محمد أبو الحسن الهمداني أورد في كتابه «الإكليل» سببا آخر للتسمية فهو في الأصل سوق الملح (بضم الميم وفتح اللام) إي انه سوق كل ما هو جميل ومليح وحصفت التسمية لاحقا وصارت سوق الملح (بكسر الميم واللام).


وبالرغم من انتشار المحلات والمجمعات التجارية والأسواق الجديدة التي تروج لها القنوات التلفزيونية والمجلات والصحف الملونة الا إن لاسواق صنعاء زبائنها الدائمين والذين يربطهم بها ما هو أكثر واكبر من التسوق وقضاء الاحتياجات، إنها علاقة حميمة ونوع من الوفاء لمكان هو جزء حي من ذاكرة حية. تنقسم اسواق صنعاء الشعبية بدورها إلى مجموعة من الأسواق المتخصصة كسوق البز (القماش) وسوق البخور والعطور وسوق الزبيب وسوق البن وسوق الذهب والفضة وسوق النحاس وسوق الحرف اليدوية من حدادين ونجارين وبنائين وسوق القات وسوق الجلود وسوق الحبوب وسوق الحلي الشعبية المصنعة من العقيق والفضة وسوق المنسوجات وسوق الجنابي (الخناجر) والسيوف وغير ذلك من الأسواق المتخصصة إلى جانب عدد من الأسواق الحديثة نسبيا والخاصة ببيع الملابس الجاهزة والعطور المستوردة والأجهزة الكهربائية والسلع الاستهلاكية الأخرى وكما هو الحال في الماضي فإن لكل سوق من اسواق صنعاء الشعبية والى اليوم قوانينه وضوابطه وقيمه المتوارثة التي تحكم نسق وطبيعة المعاملات فيه وهي ذات الإحكام والضوابط الخاصة بالأسواق الوارد ذكرها في كتاب وصف صنعاء للرازي.

ومن التقاليد المتوارثة والمعروفة إلى اليوم شراء جهاز العروس من ملابس ومصوغات وحلي وعطور من اسواق صنعاء القديمة ولا تزال الأسواق الجديدة بكل ابهارها غير قادرة على كسر هذا التقليد الا في مستويات محدودة فالناس يأتون إلى هذه الأسواق من مختلف أرياف اليمن يتجولون فيها بـأريحية واسترخاء ويطوفون بأزقتها الضيقة وعيونهم مشدودة إلى حوانيتها الصغيرة المتراصة بألفة وحميمية، تبدأ الحياة دبيبها في هذه الأسواق مع بزوغ خيوط الشمس الأولى وتستمر إلى ساعة متأخرة من الليل، باعة متجولون يفترشون الارصفة الحجرية العتيقة سياح أجانب، يلتقطون صورا لهم وقد علت الدهشة والابتسامة وجوههم، متسولون يستخدمون مكبرات الصوت، نساء وأطفال، أناس بمختلف الهيئات والأعمار والسحن والمطالع لما أورده جمال الدين الشهاري المتوفي سنة 1176 للهجرة عن أسواق صنعاء في كتابة المنشورات الجلية يدرك حقيقة وفاء هذه الأسواق لماضيها ومدى ارتباطها بجذورها يقول الشهاري، تضم صنعاء 76 سوقا بها جملة دكاكين مخصصة عليها الابواب الخشبية المنفتحة المعلقة على خطاطيف تنكسر على إنصافها بمساحب حديدية عليها المغالق والاقفال وهي متقاربة لضيق مساحتها التي لا تزيد على ذراعين في العرض وأربعة في الطول. كما اشتهرت أسواق صنعاء وما زالت بجميع أنواع المشروبات والحلويات العربية والقديمة كالفالوذج واللوزنج والبالوصة والقديد وغيرها من الحلويات التي تقدم مع القهوة وما زالت صناعة هذه الحلويات تحافظ على طابعها القديم بالرغم مما ادخل عليها من مواد جديدة تشمل الألوان والإصباغ والروائح والنكهات المصنعة، بالإضافة إلى ذلك تشتهر أسواق صنعاء بتجارة الإعشاب والعقاقير الطبية التقليدية من مربات ومستقطرات ما زالت مستخدمة على نطاق واسع. لذا لم يكن مستغربا إن تكون أسواق صنعاء الشعبية قبلة السائح العربي والغربي على حد سواء ومقصدا لا غنى عن زيارته خاصة بالنسبة لأولئك السياح الباحثين عن روائح التاريخ وعن سحر ليالي الشرق القديم، هذا الاهتمام من قبل السياح حدا ببعض الأهالي إلى تحويل منازلهم القديمة إلى فنادق تنافس فنادق الخمسة النجوم وتحظى بإقبال كبير وتقدم فيها الوجبات اليمنية التقليدية وتعقد فيها جلسات شرب القهوة والاستماع إلى الموسيقى والغناء «الصنعانى» القديم كما تنظم للأفواج السياحية زيارات إلى منازل الأسر الصنعانية للمشاركة في جلسات تعاطي القات ومعايشة الحياة التقليدية لسكان صنعاء القديمة.

وتعمل الهيئة العامة للتنمية السياحية على الترويج لأسواق صنعاء القديمة كجزء من المنتج السياحي الذي يستهدف قطاعا عريضا من السياح الأجانب كما يوضح وكيل وزارة الثقافة والسياحة محمد محمد مطهر مشيرا إلى إن الترويج لأسواق صنعاء هو جزء من خطة تستهدف تنويع المنتج السياحي ليلبي رغبات اكبر عدد من السياح في الأسواق المصدرة لأوروبا وغيرها. وأضاف إن صنعاء القديمة مدرجة من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي الذي يخص البشرية جمعاء وذلك منذ عام 1986 ومنذ ذلك الحين والجهود متواصلة للحفاظ على هذه المدينة بطابعها المعماري وأسواقها التقليدية ومظاهر الحياة الأخرى. ووفقا لمسح ميداني أجري حديثا وشمل عينات منظمي الرحلات السياحية إلى اليمن في مختلف بلدان أوروبا فإن اليمن يعتبر مقصدا سياحيا يزخر بإمكانات هائلة لجذب السياح وبينت نتائج المسح إن 70 بالمائة منظمي الرحلات يعتبرون اليمن مقصدا سياحيا نظرا لتفرد تراثه المعماري و65 بالمائة يرون إن الاقبال عليه يرجع لتاريخه العريق و56 بالمائة يعزون الاقبال إلى كونه بلدا بكرا وغير مكتشف ومحافظ على طابعه الأصيل في حين قال 16 بالمائة من هؤلاء إن اليمن عرض مناسب لهواة المغامرة.

ولعل الأسباب التي أشارت إليها نتائج المسح تتوافر في صنعاء القديمة وأسواقها التقليدية على نحو خاص لذا نجدها مكتظة دوما بالسياح فهي بهية في عيونهم وفي عدسات كاميراتهم ومدهشة بمصنوعاتها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصرالغدره

صنعاء ... تاريخ وثقافة 15931518
ناصرالغدره


ذكر عدد الرسائل : 1028
العمر : 38
الدولة : السعوديه
تاريخ التسجيل : 26/02/2010

صنعاء ... تاريخ وثقافة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صنعاء ... تاريخ وثقافة   صنعاء ... تاريخ وثقافة Emptyالأحد 18 أبريل 2010 - 4:34

ههاه طلعت روحي
صنعاء حوت كل فن يا سعد من حلها
مشكور علي الموضوع الرايع والطويل
طلعت روحي وانا اقرا
شيق ممتع تسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صنعاء ... تاريخ وثقافة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفهم النقابي وثقافة الحقوق أهم من كل الأحزاب !
» رموز عدن الكبار من أعيان ومفكرين وكتاب ورجالات فكر وسياسة وثقافة في كل بقاع
» تاريخ اليمن
» تاريخ بغداد
» مساجد لها تاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الـمـنتــــدى :: الــملـــتقى الـعــــــــام-
انتقل الى: