ايش جابك من بلادك لا بلادي !! واقع المقيم العربي في المجتمع السعودي ..!!

مقدمه ..

الكثيرون منا جربوا الانتقال من بلاد الى اخرى لاغراض كثيرة – سياحية تجارية دراسية .. الخ – والكثيرون منا احبوا تلكم البلاد التي اقاموا فيها برهات من وقت محسوب من اعمارهم .. قد يكون الحب لجزء معين وليس لكل البلد .. مثلا احدهم احب الطبيعة في هذا البلد بينما الاخر احب النظام في ذلك البلد الآخر والى ذلك ..
ولكن ماذا سيكون شعور الفرد لو اجبرته ظروف معينه – مهما كانت تلكم الظروف – على الاقامه في بلد يحب جزء منه ولا يحب بقيه الاجزاء ؟!!
وماذا لو كان هذا الشخص عربي واقام في بلد عربي آخر !! فهل ستتغير النظرة ؟؟

الموضوع .. مشاكل وهموم المغترب – المقيم- العربي في المجتمع السعودي !!

وطن واحد من المحيط الى الخليج .. صرخه ثائرة كانت في قلوب كل الثوريين قبل اعوام قلائل من الزمان تداولت هذه الصرخة في قلوب الكثيرين قبل السنتهم فاين ذهبت !! ..

بصراحه هيضني موضوع الاخ وجهه نظر – زواج السعودية من غير السعودي ورد الاخت جوش في نفس الموضوع بالذات – لكتابة مثل هذا الموضوع الشائك نوعا ما – لكون البعض قد يعتبره اثارة لبعض الحساسيات القومية او اهانه للبعض الآخر ولكوني ايضا غير سعودي – بينما كل القصد من ناحيتي – واقسم على ذلك – ليس الا بث بعض مما يعتري قلبي وقلوب الكثير من المغتربين العرب عن اوطانهم في المجتمع السعودي لأي غرض كان .. فاسمحوا لي بالاسترسال قليلا بدون تكلف فما يصدر من القلب لن يصل الا الى القلب ..

بداية وعلشان نكون صريحين مع بعض السفر والاقامة في الدولة السعودية لن يكون الا لسبب واحد من وجهه نظري وهو الاغتراب لطلب الرزق الحلال ولن نختلف في لماذا لكوننا تربينا على فكرة ان الشيخ السعودي يحمل تحت عباته الملايين وانه يقيم ويسكن على بئر نفط اسود – رغم عدم واقعية الفكرة حاليا في ظل ظروف اقتصادية صعبة عالميا -
الا ان السعودية تظل افضل بكثير من الكثير من الدول العربية المجاورة ..

من اين يكون الاغتراب العربي الى الدولة السعودية ؟

من وجهه نظري اكثر سكان الدول اغترابا في الدولة السعودية بالترتيب هم اليمنيين والسودانيين بشكل كبير ثم سوريا وفلسطين ومصر .. وحاليا العراق اصبح من الدول المصدرة للمغتربين ايضا الى الدولة السعودية وان كان التصدير الى بقيه دول الخليج اكثر ومن ثم تأتي بقيه دول الشام لبنان الاردن ثم تاتي تباعا دول شمال افريقيا بنسب قليلة جدا وبشكل عام تكاد لاتذكر وتشمل بالترتيب ايضا المغرب تونس الجزائر ليبيا موريتانيا وسبب ذلك كون معظم سكان هذه الدول توجههم بشكل اكبر الى الدول الاوربية ولاختلاف العادات والتقاليد ولهجات اللغة العربية بشكل كبير بين هذه الدول وبين المجتمع السعودي .. (( لاننسى ان هذا الترتيب من وجهه نظري يعني لم اعتمد على أي ابحاث او دراسات من قبل أي من الجهات الحكومية او الخاصة مو بعدين يجيني واحد رايق يقول اشلون حسبتها !! )) ..

ما هي المشاكل التي يواجهها المقيم العربي في المجتمع السعودي ؟؟

*المقيم العربي يعتبر نظاما وعرفا في المجتمع السعودي (( أجنبي )) بكل ما للكلمة من مدلولات شخصية واجتماعية !!
* كأجنبي النظام يمنعه من دخول المستشفيات الحكومية الا بالواسطة !!
* كأجنبي لا يستطيع ادخال ابنائه للدراسة في المدارس الحكومية الا بنسب معينه تخضع للواسطة
والاهواء الشخصية اكثر مما تخضع للنظام !!
* كأجنبي لايستطيع ادخال ابنائه الجامعة الا كما هي العادة ولكن هذي يبيلها واسطة قوية شوي !!
* كأجنبي هو ممنوع من بدء عمل خاص به !!
* كأجنبي هو مسموح له الزواج من مواطنة بشروط كثيرة نظاما ولكن تقليدا يواجهه المنع !!
*كأجنبي هو ممنوع من استخراج أي وثيقة رسمية خاصة به من قبل أي جهه حكومية !!
*كأجنبي يتحمل الكثير من المصروفات والاعباء المالية الاضافية - والتي لم تفرض نظاما - في سبيل بقائة في المجتمع السعودي – رغم عدم وجود قانون يبيح الضرائب الشخصية في السعودية - !!

هذه من وجهه نظري اهم المشاكل العامة التي تواجهه المغتربين العرب في المجتمع السعودي .. رغم وجود مشاكل اخرى لكنها تعتبر حالات فردية اكثر من كونها مشاكل عامة .. ولكن المشكلة الاكبر للعرب المقيمين في السعودية هي ابنائهم الذين يولدون فيها !!
كون النظام في الدولة السعودية لا يعطي الحق للمولود على اراضيها من ابوين اجنبيين في حمل الجنسية السعودية كما هو الحال في امريكا مثلا بمجرد الولادة !! او بمجرد الاقامة على اراضيها لسنوات معينه كمثل الكثير ايضا من دول العالم !! ورغم بقاء الكثير من هؤلاء المواليد في المجتمع السعودي لفترات طويلة جدا مكونين نسيج آخر من انسجة المجتمع الكثيرة والغير مترابطة .. وبالتالي خلقوا مشكلة اكبر نظاميا وانسانيا كونهم مرتبطين بالمجتمع السعودي اكثر من اوطانهم الاصلية ارتباطا فكريا واخلاقيا من ناحية وعدم تمتعهم بمميزات من يحمل الجنسية السعودية من ناحية اخرى ..
وجهه نظر شخصية :
كمغترب في الاراضي السعودية تنتابني الكثير من ردات الفعل النفسية السيئة ..
رغم انني ولدت وتربيت في هذا الوطن ودرست وعملت فيه ايضا الا ان الشعور بالنقص دائما ماينتابني ليس لعيب في شخصيتي ولله الحمد ولكن لأنني اجنبي !!
نعم انا اجنبي واعترف بهذا ليس لانني اكره هذه البلد – بالعكس – ولكن لان هذا هو النظام !!
لماذا يلازمني الشعور بالتوهان حتى عندما اعود الى بلدي ؟؟ لا احس بذلك الاحساس الذي يحسه من عاش وتربى في وطنه !! ففي عرفهم انا مغترب ولا انتمي اليهم وعندما اعود الى غربتي احس انني مهما حاولت مازلت ذلك الغريب !! هل هو قانون الاغتراب !!
الست عربي !! الست مسلم !! الست اقيم في هذا المجتمع طوال فترات حياتي ؟؟
اذن لماذا اعامل مهما حاولت ومهما انجزت في هذا المجتمع على انني انسان ولكن من درجة ثانية فقط !!
وهنا اتسائل هل انتهى عصر التفرقة العنصرية حقا ؟؟

هل هو النظام حقا هنا من يحكم ام العرف والعادات والتقاليد والمظهر ؟؟

جميعنا نعرف ان العربي الذي يأتي الى السعودية لن ياتي نظاما الا بطلب من الداخل – فيزا – فلماذا تلك النظرة وذلك التفكير الذي يوجه اليه البعض وكأنه اتى ليسرق قوته ؟ هل نسينا في غمرة انفعالنا ان هذا الذي اتى من خارج البلد لم يأتي الى هنا الا بعد ان باع الغالي والرخيص لكي يشتري الفيزا التي تسمح له بالقدوم - في ظل واقع يسمح ببيع وشراء اوراق الفيزا ونظام يمنع – لكي يحسن من وضعه المعيشي السيئ في بلده .. لماذا عندما نسمع ان الكفيل الفلاني اخذ من مكفوله مبلغ معين لكي يعمل له شي بالمقابل لا نستغرب ذلك ؟ رغم عدم جوازه نظاما وعرفا ؟ اين الخلل الاساسي بالفعل هل هو في النظام ام في المجتمع المطبق للنظام ؟؟

* نظرة تشاؤمية في ظل قرب سعوده الكتابة في المنتدى !!

هل سيصبح هناك يوما يمنع فيه على العربي المقيم والعربي الزائر الكتابة في المنتدى ؟؟
في ظل منتدى يغرق في الافكار والتوجهات المحلية .. اتمنى ان يكون هذا اليوم غير قريب


ختاما ..

قال الكاتب الامريكي اروين لايشاور : (( لاشك ان نظرة المرء للمستقبل إنما تعتمد على دقة فهمه للماضي )) .. و (( الحديث لم يدر ولا يدور ولا يمكن ان يدور حول اختلاق مظهر جذاب للمستقبل ثم فرضة على الحياة ، فالمستقبل لا ينمو من الاحلام حوله وانما من الحاضر ومن متناقضات ونزعات التطور التي تلازم الحاضر )) هذا ماقاله ميخائيل جورباتشوف في تناولة مضمون وهدف البيريسترويكا واجابته عن السؤال الذي قام بطرحه وهو : الى اين نحن سائرون ؟؟

فالى اين نحن سائرون بالفعل وليس امامنا الا المستقبل ولم تعد هناك فرصة للمزيد من التراجع ، لقد وصلنا الى حافة الهاوية بوعي او من دونه ، وعلينا التفكير مليئا ضمانا للبقاء في عالم متسارع الخطوات ، وتحديد أوجه الصعاب والمشكلات التي تعترض طريقنا وكيفية معالجتها بطرق ووسائل عصرية لا وجود فيها للأحاجي والطلاسم والرجم بالغيبيات ..

ففي الماضي تكمن جذور مصائبنا ومصاعبنا الراهنة .. وكما ان المستقبل لا يبدو واضحا بالنسبه لنا من عدم دقة فهمنا واستيعابنا لماضينا الا اننا نستطيع ان نتخيله ونرسم ملامحه ومن الآن في حالة استبعاد عناصر التخلف وكل مايهدف الى تأجيج الصراع ونبش الموروث التصادمي .. واستنهاض عوامل البناء والثقة والتواصل والتعايش والمشاركة ..
فا العودة لتعاليم الاسلام الحقه هي السبيل الى ضمان الحريات المدنية وقيم العدالة والتوازن بين اطراف المجتمع .
2-2-2006
-----------------------------
من قديم كتاباتي في أحد المنتديات السعودية ،،،