الرحيل المر
إلى الشهيد / جار الله عمر
في ذكرى استشهاده
(1)
سافرت دون أن تشعرنا
حتى نهيئ لك الزاد والمتاع .
رحلت دون أن تخبرنا
بوجهتك الأخيرة .
حين نمت استيقظت الذئاب
وكشروا نحونا أنيابهم الجائرة .
(2)
بعد أن أكملت رحلتك الشريفة
وأفرغت شعائر السياسة
إلى عقولنا ,
وأسكنت جسمك في ربيع القلوب
قررت الرحيل .
ولم نعرف من أي مكتب هجرة
قطعت التذكرة .
(3)
أيها السابح في رياض الخلد سرمدياً
ومتكئاً على الأرائك الخالدة
هنيئاً حياتك مرتين
أبدية في القلوب
وأخرى في جوار إله
يختار إليه النفوس النادرة .
(4)
مررت على جسور الشوك
وفوق جحيم قراصنة الدين
فأطفأتها ,
واستقبلت
بل واحتضنت الرصاص ,
وابتسمت في حميم الشمس ,
وأخمدت نيراناً
أشعلتها جموعٌ سافرة .
(5)
ألم تدرك براغيث الظلام
بأنك فارسٌ لعناق القلوب
واتحاد الرؤى ؟!!
حتى أرادت امتصاص الدماء
من شرائيينك السائرة .
(6)
كيف اخترت لنفسك الموت
وتجاهلت
آلامنا
وجراحنا
لأجل رحيلك ؟!!
لكننا بفضل مليكٍ
سنلقاك قريباً
في رياض الآخرة .
بشير إبراهيم الأمير صنعاء ـ الأربعاء 28/12/2005م