وماذا بعد؟!..
سئمت حزني!!..
سئمت انكساراتي!!..
سئمت خذلان من حولي!!..
مالذي بقي لانتظر؟!..
سأرحل!!..
سأذيب وجهي في زحمة الوجوه!!..
مااصعب ان اعيش وحيدا بين الزحام!!..
غريبا!!..
بين كل من هم حولي!!..
خسروني!!..
ام خسرتهم؟!..
لافرق!!..
فالنتيجة واحده!!..
هم ذهبوا..
وانا لن أعود!!..
مرت سنين عمري..
وانا انتظر مفقودا اختفى منذ كنت طفلا ً!!..
فليس اليتيم من فقد والديه!!..
بل اليتيم من فقد دمعتيه!!..
لا اريد من هذه الدنيا شيئا ً!!..
ولست احتاج لاحد بقدر حاجتي الى دمعتي!!..
والتي افتقدتها منذ اكثر من عقدين من الزمان!!..
فقط!!..
اريد ان تعود اليّ دمعتي!!..
تقاذفتني الليالي.. والسنون وانا اخلو منها!!..
كم عانيت كثيرا لفقدها!!..
وكم عانيت اكثر لبحثي عنها بين حطام جراحاتي.. وركام انكساراتي!!..
لم اغبط احدا قام بحصر امواله امامي عندما كنت معدما!!..
ولم اغبط احد اكل امامي عندما كنت جائعا!!..
بقدر ماكنت اغبط انسانا ذرف دموعه امامي!!..
احاول ان ابكي!!..
فلا استطيع!!..
احاول ان اعتصر عيوني فلا اجد!!..
تتكسر داخلي العبرات.. وتربت على صدري!!..
يضغط الليل على صدري بقسوه!!..
فأظل سجيننا في زنازن احزاني!!..
كئيبا ً!!..
مخنوقا ً!!..
مكبوتا ً!!..
مقيدا ً!!..
لا استطيع عمل شيئا امام احزاني.. وآلامي!!..
سوى مشاهدة اطراف روحي تتآكل شيئا ..فشيئا بين انيابها.. ومخالبها!!..
متسائلا!ً!!!!!!!!!!..
هل رحلت دمعتي الى الأبد؟!..
هل سأرحل عن هذه الدنيا دون ان تستبل بها عيناي؟!..
دون ان تمر وتغتسل بها روحي من ادران ألمي.. وحزني؟!..
هل ثمة عودة؟!..
أم الرحيل هو الرحيل؟!..
فماذا بعد ياقلبي المتدثر بالوجع؟!..
هي الدنيا!!.. تعطيك بفرحة لتأخذ منك بحزن!!..
هي الدنيا!!.. تسقيك الشهد لتجرّعك المر بعده!!..
فهل لازلت تأملها؟!..
طعنوني!!..
وسافرت طعناتهم في شراييني.. واوردتي!!..
حتما!!..
لن ابادلهم الإساءة!!..
كنت جميلا ً!.
وسأرحل وانا ذلك الأجمل!!..
وقبل ان ارحل سأنقش قصيدتي الأخيرة بدمي.. بحزني.. بسهري!!..
وعندما انتهي من نقشها سأبدد صيحاتي الأخيرة.. وسأرفعها بأعلى صوتي!!..
ومن ثم اشد الرحال نحو غربتي الطويلة والتي لاتنتهي.. ولا حدود لها إلا الموت!
ويوما ما!!..
سيتذكرونني!!..
بعد ان يدركوا اخطائهم..!!..
وسوف يأكلهم الندم..وتتقاسمهم الحسرة!!..
بعد ان يعرفون حجم خسارتهم الفادحة!!..
لأنهم لن يجدوني حينها ابدا ً!!..
لأكون بعد ذلك كحكاية كتبت احرفها بحبر المآسي!!.. ونقشت بمزاميل.. وخناجر الألم!!..
وأفترش الحزن ثناياها!!..
فأكل الزمان عليها وشرب ومن ثم اختفت معالمها عن الوجود!!..
وطويت سيرتها بأكفان النسيان..
وكأنها يوما لم تكن!!..
