( لعنـةالفينيـق ) " بقلمـ " الشاعر محمد السودي

(( لعنة الفينيقْ ))

تلْتفُّ حولَ نوافذي أغصانُها
بنْت الجراحِ وهمّها تطْويقِي

فتضمُّني لجناحِها وأريجُها
قد فاحَ رمْداً من شذا ( الإغريقِ )

تنْقَضُّ فوقي كالسَّرابِ على الرُؤًى
تقْـتَاتُ منْ لحْمِي وتشْرَبُ ريقي

تأتي تقشِّرُنِي كَأَوْرَاقِ الخريــــ
ـفِ على ضِفَافِ مَسَائِها المشنوقِ

قدَّتْ قَمِيصَ الحبِّ من شَفَتِي وقدْ
وَضَعَتْ خُمُورَ الحزْن في إِبْرِيقِي

تجْثُو على صدْرِي .. تمزِّقُنِي وترْ
مِــي للرياحِ نُتَـــــافَةَ التمزيــقِ

منْذ الطُفولَةِ ..لحَّفتْنِي نارَها
ولكم رُوِيْتُ على قَذَى تعريقي

.. عقْدٌ وتسع لآلئٍ .. ينمو بها
صَدْرِي المعَبأ منْ ثغورِ فتوقي

وعُجِنْتُ بالأحزان أنمو خمرةً
وعذابُهَا ينْمُو بكلِّ عروقي

الكلُّ ناءُوا عنْ شُمُوسِي للدجى
لمْ يَبْقَ في الدنْيا بَرِيْقُ رَفِيْقِي

بنْتُ الجِرَاحِ تسلَّلَت عبْر المســا
مِ بخلسةٍ تَنْمُو بكلِّ شهيقي

ويَضُخُّهَا قَلْبِي لكلِّ مَرَافِئِي
صَبِراً يُمَجُّ على رُضَابِ رحيقي

تنْأَى قليلا ثمَّ تأْتِي غَيْمَةً
فتضُمُّنِي والأرضُ في توريقِ

حتى إذا ضَمَّتْ إليها خافقي
وانهدَّ في قبْرِ الحياةِ بَرِيقِي

قالتْ وداعا يا شهيد الحزْنِ إنَّـــ
ــكَ في الحياةِ معذِّبي وعَشِيقِـي

تسقي النجومُ الكونَ من صـابِ الدمو
ـعِ على رَحِيلِ رُفَاتِيَ المسحوقِ

لكنّني أحيــــا لأصبح لعْنَةً
تَتَنَاثَرُ اللعنَاتُ وقْتَ شُرُوقِي

فَأَصِيحُ في الآفاقِ إنِّي ( يوسفٌ )
والناسُ حيْرى في مدى تصْدِيقي

أنا ( طفْلُ مَرْيَمَ ) لمْ أَمَتْ منْ غيِّهمْ
والموْتُ تَاهَ عَلَى رَصِيفِ طِرِيْقِي

سأظَلُّ في الدنْيَا بَقَايَا طائرٍ
دَهَنَ الجناحَ خُرَافَةَ الفينيقِ

سأعُودُ في صـدْرِ القَـصَائِـدِ حـالمـاً
وأُعيــدُ منْ ضـوءِ السـهـى تـعْتِيـقي

في لجّـةِ الأفْـرَاحِ أًغْـرِسُنِي وأر
ـسـمُ في سمـاءِ المنْـتَهَـى تـَحْـلِيـقي

أنا شمعةٌ أَلَمُ الجراحِ يُذِيبُنِي
ما عدْتُ أخْشى يا جراحُ حَرِيقِـي

.....................