التعليم العام وامتحانات الثانوية العامة في اليمن:
مخالفات بالجملة وتعليم بحاجة إلى تغيير جذري
ـ توصيات بإعادة تنظيم الامتحانات لتكون عملية تطبيقية
ـ المناهج والإدارة المدرسية والبنية التحتية والمعلم أهم مشاكل التعليم في اليمن
يومان فقط (غدا الأحد والثلاثاء القادم) ويسدل الستار على امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2008م ـ 2009م بالنسبة لطلاب القسم العلمي بينما طلاب القسم الأدبي غدا الأحد هو أخر أيام امتحاناتهم.
ولا يختلف اثنان على أن مرحلة التعليم الثانوي هي المرحلة الفاصلة , والتي تصنع جيل المستقبل وتمكنه من مواصلة بقية المراحل التعليمية وصولا إلى الالتحاق بأسواق العمل التي لا تختار إلا الأفضل ممن يحالفهم الحظ بينما ينضم كثيرون إلى طابور البطالة إلى أن يشاء الله... (توظيف) ترصد مشاهد من امتحانات الثانوية العامة وتسلط الضؤ على واقع التعليم العام في اليمن وإمكانية النهوض به...
توظيف/خاص:
تحديات كثيرة ومخالفات بالجملة
واجه حوالي 221 ألف و186 طالبا وطالبة هم المتقدمين لامتحان الشهادة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2008م ـ 2009م في عموم محافظات الجمهورية منذ بداية الامتحانات والفترة التي سبقتها تحديات كثيرة أبرزها انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لساعات طوال أعتبرها عدد منهم مشكلة تؤرق حياتهم وأقلقتهم كثيرا طوال فترة الإمتحانات وما قبلها ومن هؤلاء (عبدالله البكري أحد طلاب الثانوية العامة قسم علمي الذي يؤدي إمتحاناته بأحد مراكز أمانة العاصمة) ضف إلى ذلك إشكاليات أخرى عايشها الطلاب طوال هذه الفترة منها عدم استكمال مقررات بعض المواد الدراسية وما تشهده وشهدته معظم المراكز الامتحانية من احتقانات وتوترات تتطور إلى إشكاليات دامية بهدف غرس ثقافة الغش ضف إلى ذلك فوضى وشغب كانت نتائجها سلبية للغاية وخلافات عديدة تسببت بنقل عدد من المراكز منها ما حدث في محافظة صنعاء حيث أكدت مصادر محلية اقتحام مسئول أمني لأحد المراكز الامتحانية بـ(منطقة تنعم) يرافقه قرابة 20 مسلحاً ،وهو ما دفع بإدارة التربية لنقل المركز ألامتحاني إلى أمانة العاصمة ضمن 12 مركزاً آخراً تم نقلها منذ بداية الامتحانات وحتى نهاية الأسبوع الأول.
نايف الظرافي، هو الأخر أحد طلاب الثانوية العامة، يقول: الامتحانات بعضها كانت سهل والبعض الأخر صعب ، وأهم المشاكل التي واجهناها طوال فترة الامتحانات هي انقطاع التيار الكهربائي ومشاكل أخرى كثيرة.
كما أكد عدد من طلاب الثانوية العامة القسم العلمي التابعين لمدرسة "الأمجاد الأهلية" والذين يؤدون إمتحاناتهم النهائية حاليا في مركز علي بن أبي طالب بأمانة العاصمة أن أسئلة الامتحانات منذ اليوم الأول كانت لا بأس بها وأن امتحان مادة اللغة الانجليزية لم يكن بنفس أسلوب أسئلة السنوات السابقة . ولفت عدد منهم بالإضافة إلى زملائهم في مراكز أخرى أن معظم أسئلة الامتحانات "سهلة" ولكنهم واجهوا بعض المشاكل منها تفتيش جميع الطلاب داخل القاعات وهو ما يستغرق وقت أطول يحسب عليهم وغيرها.
تقارير رسمية وردود
وكشفت تقارير ميدانية مرفوعة إلى وزارة التربية والتعليم حول سير امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية، تسجيل 452 مخالفة على مستوى الجمهورية خلال الأربعة الأيام الأولى من بدأ الامتحان. وبحسب "سبتمبر نت" فإن تلك المخالفات تمثلت في 123 حالة تجمهر و95 حالة هروب بدفتر الإجابة و78 حالة انتحال شخصية و60 حالة غش و27 حالة اعتداء و32 حالة رفض دخول الامتحان (وما خفي كان أعظم) والجدير بالذكر إن هذا الرقم تضاعف أضعافا مضاعفا في الأسبوع الثاني من الإمتحانات خاصة لدى طلاب الثانوية والتي بدأو إمتحانات المواد العلمية والأدبية وهي أكثر صعوبة من المواد التي مضت (القران الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية).
ورغم ذلك فقد نوهت التقارير الرسمية أن المؤشرات الأولية لسير الامتحانات تؤكد أنها تسير بشكل جيد في أجواء مريحة وهادئة وأن التقارير الامتحانية خلال الثلاثة أيام الأولى تشير إلى استقرار في الجوانب الأمنية وأن التنسيق قائم بين إدارات الأمن ووزارة التربية والتعليم مع وجود بعض الإشكالات التي لاتؤثر على سير الامتحانات وتعكس حالات فردية.
غير إن ذلك لم يمنع حدوث حالات غش في هذا المركز أو ذاك بمختلف محافظات الجمهورية وقد حدثني أحد الزملاء أن صديق له زار الأحد الماضي أحد مراكز الامتحانات بالعاصمة الذي يؤدي فيه ولده امتحاناته النهائية وأنه دفع مبلغ 6 ألاف ريال وحصل على أسئلة الامتحان ذهب بها إلى أحد المختصين الذي قام بحلها ومن ثم أعادها المذكور إلى المركز وحصل ولده وغالبية الطلاب في المركز على اجابات جاهزة ومثلها حالات عديدة لا يمكن حصرها.
مشاكل التعليم العام
هذا وقد شهد قطاع التعليم العام في اليمن خلال الأعوام الأخيرة توسعا رأسيا في أعداد الملتحقين إلى 6 ملايين طالب وطالبة وافقه توسع أفقي في بناء ما يزيد عن 1200مدرسة ثانوية وأساسية جديدة خلال العام الماضي ولكن واقع التعليم كما يؤكد المختصين لا يبشر بخير ففي الوقت الذي أصبح فيه التعليم مرتكزا أساسيا للتقدم والتطور والتنمية ومصدرا من مصادر قوة الدول والشعوب تمر العلمية التعليمية في اليمن بحالة تقهقر مضطردة عاما بعد أخر دون توقف , خصوصا مرحلة البناء الأساسية والثانوية.
فمن مشكلة المعلم إلى المناهج إلى الإدارة المدرسية فالبنية التحتيه وتردي نوعية التعليم الأساسي مما يجعله يفقد هدفه التنموي الإنساني جميعها بل وغيرها مشاكل أدت إلى تراجع التعليم ويؤكد عدد من المهتمين أن الإدارة التعليمية الصحيحة هي أساس نهوض ورقي التعليم وأن غياب الأمانة العلمية والسعي وراء الشهادة من أجل الوظيفة والمنصب يؤثر سلبا على العملية التعليمية وأوضحوا إن زيادة عدد الطلاب إحدى مشاكل التعليم العام وأن المناهج المدرسية أكثر حشواً و تشتت ذهن الطالب أكثر مما تفيده ونصحوا بتحفيز وتشجيع الطلاب المتفوقين في الصفوف الأساسية بهدف خلق روح المنافسة الإيجابية والاهتمام.
وضع المعايير وإعادة الهيكلة
في المقابل أوصى تقرير رسمي حديث بوضع معايير علمية لقياس وتقييم أداء المتعلم والمعلم والإدارة المدرسية والتعليمية والعمل على تقوية قاعدة البيانات وتحسين أدوات وآليات تقديم التقارير ونظام المتابعة والتقييم إلى جانب التوسع في إنشاء المعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع والمباني المدرسية وإعادة هيكلة التعليم الفني والتدريب المهني والتقني ليستجيب للاحتياجات التدريبية.
وفيما يخص التعليم الثانوي قال التقرير الصادر عن مجلس الشورى: استنادا إلى البيانات التربوية أزداد معدل الالتحاق الإجمالي بنمو سنوي بلغ 10,6بالمئة وتتوزع بين الذكور والإناث 8,8بالمئة و14,3بالمئة على التوالي ويستهوي التعليم الثانوي العام الغالبية من الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي فقد شكل مجموع الملتحقين بهذا النوع من التعليم 98,5بالمئة من إجمالي الملتحقين بالتعليم الثانوي ككل وشكل الملتحقين بالتعليم الثانوي الفني حوالي 1,5بالمئة.
ومن ضمن التحديات في هذا الجانب كما بينها التقرير قلة المدارس المخصصة للتعليم الثانوي مع قلتها لمدارس الإناث وتدني كفاءة المعلمين الناجم عن قدم برامج التأهيل وضعف التدريب ومخصصات التشغيل.
إعادة تنظيم الامتحانات
وفي السياق ذاته طالب مستشار وزارة التربية والتعليم، مقبل غالب، وزارة التربية بإعادة تنظيم المدرسة وتوفير الإمكانيات لها مع أول العام الدراسي وإعادة نظام التدريس بحيث تتيح للمعلم فرصة التطبيق والنشاط وربط المعلومات بعضها ببعض وإعادة تنظيم الامتحانات لتكون عملية تطبيقية.
وفي ذات السياق يؤكد الدكتور بدر الأغبري ـ أستاذ في كلية التربية جامعة صنعاءـ
بأنه من الضروري إعطاء اهتمام كبير لإصلاح التعليم الأساسي بجميع عناصره باعتباره المدخل الأساسي لإصلاح التعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص.
.........................................
سول يؤهل ثمانين طالبة للدخول إلى سوق العمل
اختتم مركز سول المجتمعي للتنمية التابع لمنظمة سول لتنمية المرأة والطفل تنفيذ ورش عمل المهارات الوظيفية لثمانين طالبة.
المشروع الذي يموله البنك الإسلامي للتنمية –جدة –المملكة العربية السعودية تضمن عشر ورش عمل عن تكوين فرق العمل، مهارات القيادة، إدارة المهام، الاتصال بين الأشخاص، حل المشكلات، مهارات الإلقاء والعرض الشفهي، المراسلات الرسمية وكيفية كتابة السيرة الذاتية ومهارات إجراء المقابلة الشخصية للتقدم لوظيفة .
وقال بلاغ صادر عن المركز إن الورش التي اختتمت اليوم استمرت عشرة أيام هدفت إلى إكساب المشاركات مهارات تؤهلهن للدخول إلى سوق العمل .
الورش التي تنفذ بمقر المركز بصنعاء استهدفت أربعين طالبة انهين دراسة دبلوم تصميم صفحات الويب و أربعين طالبه انهين دراسة دبلوم الجرافيكس.
ويقدم المركز دورات في أساسيات الحاسوب، وفي المهارات الوظيفية والمدونات، إضافة إلى دبلومات تصميم صفحات الويب، ودورات في إدارة المشاريع.
