الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يفوز بفترة رئاسة ثانية

طهران (رويترز) - نفض الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن نفسه الاتهامات من منافسيه المعارضين بسوء ادارة الاقتصاد والانتقادات الموجهة لسياسته الخارجية التصادمية مع الغرب ليفوز بفترة رئاسة ثانية.

وأذهل حجم فوز أحمدي نجاد من الجولة الاولى بالانتخابات أبرز منافسيه مير حسين موسوي الذي جذبت حملته الانتخابية عشرات الالاف الى شوارع العاصمة طهران خلال الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع. وحصل أحمدي نجاد على ضعف الاصوات التي حصل عليها موسوي.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتحدى فيها التكهنات فقد تمكن قبل أربعة أعوام أحمدي نجاد ابن الحداد الذي لم يكن معروفا نسبيا من خطف الاضواء من الرئيس الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني وتغلب عليه في جولة اعادة بانتخابات الرئاسة.

وفي فترة ولايته الاولى أصبح أحمدي نجاد معروفا للعالم الخارجي بتصريحاته النارية ضد الولايات المتحدة واسرائيل وتعزيزه لبرنامج ايران النووي وتشكيكه المستمر في المحرقة النازية.

ولكن انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الجمعة اعتبرت أيضا استفتاء على تعامله مع اقتصاد البلاد المصدرة للنفط. ويقول منتقدون ان أحمدي نجاد أهدر المكاسب غير المتوقعة من عائدات النفط التي تحققت خلال فترة رئاسته الاولى.

ويتمتع أحمدي نجاد (53 عاما) بتأييد الفقراء في ايران خاصة في المناطق الريفية الذين يشعرون أن الحكومات الايرانية السابقة أهملتهم والذين ساعدوه في الفوز بانتخابات الرئاسة عام 2005 .

وتعهد أحمدي نجاد بتوزيع عائدات النفط على كل أسرة في ايران التي يزيد تعداد سكانها عن 70 مليون نسمة. وقام بتوزيع قروض وأموال ومساعدات أخرى لتوفير الاحتياجات المحلية خلال جولاته المتكررة بالاقاليم.

ولكن منتقدين يقولون ان سياسات الانفاق دون قيود التي اتبعها فاقمت التضخم وأهدرت مكاسب غير متوقعة من عائدات النفط دون أن تسهم في خفض معدلات البطالة.

ومنذ توليه الحكم ارتفعت أسعار الغذاء والوقود والسلع الاساسية الاخرى ارتفاعا شديدا وتظهر أرقام رسمية أن هذا ألحق أضرارا بأكثر من 15 مليون أسرة ايرانية تعيش على أقل من 600 دولار في الشهر.

وأنحى أحمدي نجاد باللائمة في التضخم على الارتفاع العالمي في أسعار الغذاء والوقود والذي بلغ أوجه العام الماضي. وقد انتهج سياسات اقتصادية خارجة عن العرف مثل محاولة خفض الاسعار مع تحديد أسعار الفائدة بنسب أقل كثيرا من معدل التضخم الذي يبلغ رسميا 15 بالمئة.

وفي سلسلة من المناظرات التلفزيونية مع منافسيه الثلاثة في الانتخابات واجه مرارا اتهامات بالكذب فيما يتعلق بحجم الزيادة في الاسعار.

واتهم موسوي أيضا أحمدي نجاد باضعاف علاقات ايران الخارجية بسبب تصريحاته النارية المناهضة للغرب.

وولد أحمدي نجاد في قرية ارادان التي تعتمد على الزراعة على بعد 100 كيلومتر جنوب شرقي طهران وانتقلت أسرته الى العاصمة في طفولته المبكرة. ودرس الهندسة وتنقل بين التدريس والمناصب الادارية.

ويلعب أحمدي نجاد على وتر أصوله وأسلوب حياته المتواضع. وبعد قيام الثورة عام 1979 انضم الى الحرس الثوري.

وبدا صعوده الى الحكم مؤشرا على العودة الى الجذور الثورية الصارمة لمؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله روح الله الخميني بعد أن قضى المتشددون على الاتجاه الاصلاحي حين كان محمد خاتمي رئيسا من عام 1997 الى عام 2005 .

وكثيرا ما يدين أحمدي نجاد "الهيمنة" الغربية فضلا عن العقوبات الدولية والامريكية والتي زادت من تكاليف التجارة وتسببت في تجنب الاستثمارات الغربية لقطاع النفط والغاز في ايران.

وخلال فترة رئاسته الاولى فرض مجلس الامن ثلاث مجموعات من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أن له أهدافا عسكرية وليست مدنية فحسب مثلما تؤكد طهران.

ويقول خصوم أحمدي نجاد المعتدلون ان تصريحاته النارية المناهضة للغرب ساعدت في عزل ايران دبلوماسيا.

ويحظى أحمدي نجاد بدعم الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الذي دعا الايرانيين الى التصويت لمرشح مناهض للغرب.

من باريسا حافظي