\
رحل الخريف
ترك خلفه الورد يغفو
تدلت أغصانه
وتساقطت وريقاته
في ليل ممطر عاصف
تتلاطم أمواج الظروف
وصوت الرعد يخترق السكون
تنعدم الرؤية
فتتمدد الأشجار على الأرض
ضمن مدارات غريبة تنسج حولها هالات من الوجع
نخرها الدود
برحاب زمن يختزل شظايا الذكريات
\
في أعماق الشرايين ينصهر صوت الأنين
ويتبخر الجليد
يمتد فضاءً بإتساع الرؤية
مع دوران الفصول
وهول الصفعات
نرتجف بردا في عز الصيف
ويتصبب العرق في أوج البرد
نتجرع مرارة الصبار
ووخز الشوك
ورماد الشوق
يقيح العيون
وعلى صدر الأيام
تنوح وتتساقط العبرات
\
فوق مواكب التواريخ
ومسيرة الزمان
يشتعل الشوق
الروح يسكنها الحنين
تتناثر الحروف
ويعتصر السطر ألماً
على جذعه الملتاع
من جدب الأرض
وشحة المطر
وشوك الحقيقة
ومرار الصبر
متلاحماً بشظايا الكلمات
\
في عمق الوادي الحزين
يتدحرج الصوت
تشتد العواصف
وتتبدل الأحوال
وتكثر الأخطار
الغارقة بمأساة الزمان
وفوق صفحة من بحر الضياع
يصبح الليل بلا لون
والماء مُراً
والهواء غريباً
والجسم آلة تتحرك
تغوص في غياهب بئر الروح
وحنين الألم
المثخن بجنون الغربة
يسقي الحزن
كأس لا حياة المعتق بالحشرجة
مملوءاً بالآهات
\
مع سكرة الأيام
وعُمق الإبحار
يرحل الجمال
يرافقه صوت نحيب مخنوق
طارقاً أبواب المستحيل
المصلوبة على نوافذ الوهم
في مسيرة الزمان
وسراب الأحلام
فيتيه العمر
يجهض عقم الشتاء
ويحرق أسى الصيف
في أماكن ومحطات
لم يبقى منها
سوى بحر من ظلمات
ينتظر مرور الشمس كل يوم
من فوق العتبات