الاحتلال أم الاستبداد .. أيهما أفضل ؟
من الأسف أننا كشعوب لا نملك خيارا ثالثا ، أو – بعبارة أدق – فإن الجهل والسلبية جعلتنا نختار السكوت على الاستبداد إلى أن يأتي الاحتلال .
ومما يستدعي دراسة عميقة هو رصد كيف أننا كشعوب عربية ومسلمة نبدع في مقاومة المحتل ولا نتحرك بالقدر الكافي للإسقاط المستبد الذي أحيانا ما تصل أوضاعنا في ظله إلى ما هو أسوأ كثيرا في ظل الاحتلال .. لكن في ظل هذا الواقع الذي يقول بأننا مقاومون أشداء في وجه الاحتلال ، وهامسون على استحياء في وجه المستبد ، نجد أن هذا السؤال يطرح نفسه : أيهما أفضل للأمة الاحتلال أم الاستبداد ؟
ورغم أن دولنا العربية ابتليت باحتلال استمر طويلا حتى أكثر من مائة عام إلا أن كل هذا الاحتلال لم يتح له من الراحة والاستقرار في بلادنا مثل ما أتيح للديكتاتوريات التى أعقبته ، بل تلك الديكتاتوريات استخدمت شعارات الوطنية والثورية ومصلحة الدولة في تصفية كل القيادات التي يمكن أن تكون خادشة بوحدانية الزعيم الملهم .. واستطاعت تحت هذه الشعارات وبثياب الوطنية أن تفعل ما لم يجرؤ للاحتلال أن يفعله أبدا .
ولا أدري أين المشكلة تحديدا .. هل يجب أن يكون العدو أجنبيا حتى تستثار الشعوب ؟
وإذا كانت حكاية التاريخ تثبت أن الشعوب لا يحركها إلا هذا المؤثر ، فهل يمكن أن نرى في سقوط عواصمنا تترى لقطة أمل نحو إعادة حياة الأمة ؟
قد يكون السؤال مريرا وغريبا وسوداويا .. لكنه بكل أسف واقعي .
الاستبداد استطاع ” إضعاف الناس ” ، وبالتالي لا أمل فى إفراز قيادة يمكنها قيادة الشعب .. بينما هذا لم يستطعه الاحتلال أبدا .
ليست دعوة لليأس ، ولا هي طبعا دعوة لتمني الاحتلال .. ربما هي دعوة لفتح نقاش .