الإمام أحمد ( يرحمه الله ) لم يكن يختلف اختلافا كليا عن الحكام العرب وأعني بهم الملوك والأمراء المتداخلين مع شعوبهم قبليا ولذلك فليس من العجيب أن ينبغ الإمام أحمد في قول الشعر الفصيح أو العامي ( الشعبي ) ويقوله في مساجلات يوميه مع مواطنيه من أبناء القبائل .
مما قرأت في كتاب الزامل في الحرب والمناسبات لصالح بن أحمد الحارثي التالي :
وفدت للسلام على الإمام قبيلة الشوف ذو حسين وتزمّل شاعرهم قائلا :
سلام أخماس يملأ كل راس
------------- يتقاسموه الناس من بعد الإمام
ما قاله الشايف تمهل يالفراس (1)
------------- جينا من المشرق نبا فرض السلام
رد عليهم الإمام أحمد في قافية مغايرة يشير إليهم بأنه يعرف من الذي يوده ومن يواليه ومن هم على النقيض وانه يجاري كلا على منواله وذلك واضح انه تهديد مبطن للشائف الذي يعد من الركائز القبلية القوية في المشرق يقول الإمام :
سلام مني أربع ملا كل البقع
--------------- مالعيلمان (2) يصقع بأخشام البيوت
أحمد حنش يلقع وراسه ما يضع
--------------- حد منها يحيا وحد منها يموت
ووفدت قبيلة الحدا على الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الى صنعاء وكان لإقبالهم ودخولهم صنعاء ضجة ضايقت أهل صنعاء فأرسل لهم الإمام زاملا يقول فيه :
حيا بصبيان الحدا ياللي بدت
---------------- من كل فج هزت الدنيا هزوز
النصر جابت والمهمة أسرعت
--------------- ما غير فزّاع المدينه ما يجوز
ردت عليه قبيلة الحدا طالبة منه تغيير كلامه الموجه إليهم وأن لا يصدق ضجة أهل صنعاء ضد رجال الحدا الأشداء :
قولوا لمولانا يجوّب ثانيه
------------- على الحدا ذي زاعت أحمال الحجوز (3)
ولا يرخص في القعاش (4) الغاليه
----------------- كما أهل صنعاء يشتكوا مثل العجوز
رحم الله الإمام أحمد فقد كان قريبا من نبض شعبه بالرغم من المجلدات التي ألفها مناهضوه ممن عرفوا بالثوار فيه وفي نظام حكمه .
(1) الفراس : مبلغ الإمام الخاص
(2) العيلمان : بندق ألماني ( جرمل )
(3) أحمال الحجوز : الأحمال المربطة بالحجز أي الأحمال الثقيلة
(4) القعاش ( الرؤوس ) القعش
http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي