براكين الوداع

همس لي وهو يزم شفتيه بغضب :
سوف أرحل غدا......
هتفت :ترحل ؟لماذا الى اين ؟ولماذا؟وكيف؟
قال لي وهو يتنهد :نعم سوف ارحل لم يبق لي شي هنا
وقال وهو يشير لي نحو المدينة الصامته
:اما ترى ان بلادك هذه تبعث على الياس
الحياة هنا شاحبة صامته ممله تحفر فيك كل معالم الياس والالم
قلب كفيه وهو يتلفت باسى مغالبا دمعة تكاد تسقط برغم ماعرفت عنه من الجلد والصبر
:صدقني فعلت كل ما بوسعي كي ابقى
كل شي
وهل تريدني ان اترك شهاداتي ومؤهلاتي للرياح
طرقت كل باب الجميع يسخر مني
انا لا اعرف كيف ارشو ولا اعلم كيف تكون الواسطه ولا اعرف سبيلا اخر كي القى عملا يناسب مؤهلاتي وطموحاتي
لقد كنت اظن ان العلم والشهادة كفيلان بتوظيفي
درست في ارقى جامعات العالم
تخرجت بامتياز
طلبوا مني ان ابقى في بلادهم
رفضت
اغروني بالمال والمناصب
رفضت
هددوني
رفضت
سخروا متي ومن وطني غضبت
راهنتهم على ان قومي خير من يصلهم خيري وعلمي
اكافئ وطني
قومي
عشيرتي
قالوا لي سوف تندم لن يهتم بك احد في بلادك
شهادتك سوف يلملمون بها بقايا اوراق القات واعقاب السجائر
سوف يدوسها القبائل بأقامهم
؟
لم اصدق احدا
عدت الى الوطن
لم اصدق نفسي وانا اقبل ثرى الوطن الغالي
اه ياوطني ما اجملك وما اجملني وانا احلق فيك بلاقيود

وبكى صاحبي
واخيرا ذرف دموعه
بكى كما لم يبكي من قبل
احتضنته بحنان
:هون عليك
قال لي :انا لا ابكي على نفسي
انا ابكي ماساة وطن جريح
ومصيبة شعب
كيف لا تريدني ان اتالم وانا ارى اناسا بالكاد يجيدون القراءة والكتابه
يتربعون اعلى المناصب
وانا وامثالى نتسولهم
وظيفة نسد بها رمقنا

مسح دموعه
تشبثت به بالم
:حاولت ان اثنيه عن الرحيل

لم اقو على وداعه
تركته ورائي
ومضيت

في اليوم التالي
وصلتني رسالته(عزيزي .ابونواف..لم يتسنى لي وداعك لاني لن ارحل عنك فانت ستظل معي
في ذاكرتي
تعيش في وجداني
مهما فرق بيننا الاوغاد
فلم يبقى في وطني غير غبار الذكريات
وسرداب الحنين
ذكريات تمتلئ بالوجع
وليال لا تعرف غير معنى البكاء Abo nawaf
Sana,a 1423

براكين الوداع
كم قد ألتهمت
وجرفت
بحممها من شعوب..

وكم قد كوت
بلظاها من قلوب..

سأكتفي ببضع رشفات الأن لأني على عجلة من أمري

فاليوم يلزمني جلسة مقيل مع أعز اصدقائي

نلتقي في مثل هذا اليوم من كل أسبوع

يأخذنا الحوار دائما الى سرد ما مر بنا طيلة اسبوع كامل

أقول أسبوع كامل لأننا دائما ننتظر هذا اليوم لكي نحط فيه الرحال لأستراحة اسبوعية

نتراشق فيها الأهازيج والضحكات المرحة والساخرة لكي ننسى شبح الحياة الطاغي على الجميع

نخفف عن صديق

نساعد الاخر

نمازح هذا ونمرح مع ذاك

نلهو ... نلعب ...

يمر الوقت سريعا

ينقضي

فجأة

لقد حان الوقت

إلى أين يا فلان

لا أدري ولكني سأمضي فأنا في الوجود وديعة وغدا سأمضي عابرا في رحلتي

فأنا اعيش في سماء وطني حرا

أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ارهاب لا استخفاف بالانسان

فرغم توجعي وتوجع الدنيا معي فإنني أحبك يا وطني رغم متاعبي

فهكذا قدر لنا أن نكون فصفحات أعمارنا كلها مليئة

ابو نواف البكاري

نعم مليئة...

بالشوك،،،،، بالورد ....... بالنسمات العليلة،،،، بالعواصف الهوجاء
من ماء وطين وثلج ونار

فيها بنا فلأن نشعل شمعة خير لنا من أن نلعن الظلام

فالشفق لا زال يلوح في الافق ولا زال الليل طويل والمشوار جد طويل

سأعود لكم ليلا لكي ارشف أجمل من هذا الفنجان

محبتي لكل من تمعن في معنى حروفي فقد قلتها وأنا على عجلة من أمري واصفا فيها جلسة مقيل برفقة اصدقاء

عزيزي النويهي

تكفينا منكم لفتة كريمة وان كانت على عجل

شكرا لنسماتك الطيبه وعطرك الفواح كلما مررت على مواضيعي
تترك شيئا من عطرك واريجك

غير اني اود ان اوضح شيئا واقول ان هذه ليست قصة من نسج الخيال
انها حقيقه حدثت وتحدث كل يوم
احد الدكاتره الذين عرفتهم في خلال سفري
حصل على درجة الدكتوراه بامتياز
وطلبوا منه ان يبقى معيدا في الجامعه
وعندما عاد الى تعز لم يجد عملا واشتغل المسكين في احدى المختبرات
اخر ما قابلته طلب مني (اشوفله فيزه)

ابو نواف انت مبدع وتستحق التكريم لانك تكتب من قلب حساس اشكرك من كل قلبي وتقبل مروري

شكرا

» الوداع والفراق
» يوم الوداع
» دموع الوداع
» الوداع الاخير
» الوداع عند المرأه