عبدالحفيظ الحطامي | |
3/24/2009 | |
وجدته يصرخ من الألم، ويبكي بين يدي الموظفين في مقر المحافظة.. وقف أمام مكتب أمين المجلس المحلي والدموع تتدفق من عينيه المحاصرة بالجروح، والحروق بادية في أنحاء جسده، يصرخ من وجع الظلم وألم الجروح.. يقول بلهجة تهامية دامية: أحرقني عساكر أمن قسم شرطة ... بأوامر امشيخ ... ووكيله ... (تحتفظ الصحيفة بالأسماء حتى ثبوت المعلومات قضائياً). ويواصل: يريدون تشريدي من بيتي وبيعها لهم بـ(500) ألف. قلت لهم: عوضوني ببيت، قال لي وكيل الشيخ سنخسر الملايين على رؤوسكم إذا لم تستلموا الفلوس وتذهبوا..
كان جلده المحروق يتساقط على بساط رخام المحافظة، مصبوغا باللون الأزرق الذي وضعه على جروح جسده.. طرد من اثنين من المستشفيات الحكومية بأوامر ذوي المال والنفوذ الذين تبعوه إلى هناك بعد أن صب عليه عساكر من قسم الشرطة مادة الجاز وأشعلوا النار فيه -بحسب شكواه- بعد رفضه للمبلغ المعروض، كما رفض ذات العرض جيرانه مقابل أن يرحلوا من منازلهم ويتشردوا عنها إلى العراء لمجرد أن ذلك المتنفذ يريد تلك الأرض..
«وهب الله كليب خبشي»، مواطن من تهامة من الذين تنهب حقوقهم دون أدنى اعتبار لمواطنتهم ولا حتى مجرد التفات من القضاء والأمن والدستور والقانون، فلا قانون هنا سوى قانون الفيد.. وقف أمام أمين عام المجلس العقيد حسن الهيج في مكتبه باكيا عريانا عدا من بعض الخرق المبللة باللون الأزرق تستر عورته، وبكلمات دامية تحشرج في حلقه: أحرقوني بمجاز -سلمك الله- صب علي امعسكر وأشعلوا النار في جسدي لأنني رفضت الخروج من بيتي - أكرمكم الله- أرادوا أن يصادروا بيت أطفالي مقابل 500 ألف ريال ليضموها إلى حوش الشيخ.. أدام الله عدالتكم، أنا مواطن فقير وحين رفضت بيع منزلي لهؤلاء قال لي وكيله سنخسر المليون الذي سندفعه لكم ضدكم وعلى رؤوسكم وستخرجون بالقوة.. أطالبكم العدالة والإنصاف نحن في حي الربصا سيادة الأمين.. والأمين على مكتبه لهول الصدمة يقول: في الأمر شيء!! الآن روح اتعالج وسنحولك إلى مستشفى الثورة.. كنت شاهد عيان وفي مكتب الأمين نفسه قدمت لأجري مقابله مع المحافظ أو الأمين أيضا صبيحة الأربعاء الماضي، وفي مقر المحافظة دخل محروقا قال إنه أحرق منذ عشرة أيام وحين أسعف إلى المستشفى طرد منه بعد مجيء وكيل الشيخ وضغطه عليهم لطرده، وحين ذهب إلى مستشفى آخر جاء وراءه مجددا فانتزع الأطباء من وريده حقنة المغدية وأخرجوه..
يواصل: جئت إليك سيادة الأمين بعدما وجدت نفسي رميت في امبيت ووجدت الروائح الكريهة تخرج من جسدي، لقد ضربوني، وزوجة جاري أخرجت ولدها وكانت حامل وأصيبت امرأة ثانية، جاؤوا بعشرة عسكر من قسم شرطة... ومعهم ضابط ومعهم نساء قالوا إنهن من الشرطة النسائية وهن مش من امشرطة.. استأجروهن للقيام بعملية إخلاء منازلنا نحن الجيران الأربعة وضربنا وضربت نساءنا.. كنت أحاول أن أتشبث بالضابط لأحترق معه وكان العسكر يركلونني، اندسيت في التراب وأنا احترق وجاء بعض الأشخاص وأنا أصرخ وحينما وجدوني احترق غادروا.. طفوني المارة بالتراب من جسدي وأنا غابو (عطشان).. قلت لهم: أريد ماء جسمي يحرق أسألكم بالله أهلي أطفالي، وأقول لصاحب الحوش بيني وبينه أرحم الراحمين..
وهب الله كليب، مواطن فقير قدره بأنه لا شيخ له ولا قبيلة ولا رتبة ولا راتب.. مجرد عامل باليومية يعيش مستورا مع أطفاله.. هكذا قال لي.
يقول للأمين العام: قال لي الشيخ الشريم وهو شيخنا: روح البحث الجنائي، والآن جئت إليكم، ارحموني أنا فقير ومعدم.. بحاجة إلى حق المواصلات إلى مستشفى الثورة وإدارة الأمن لأنني فقير، مد يده بورقة فيها: الأخ المحافظ وبعد التحية أنتم الأب في المحافظة وأنتم ممثلون لرئيس الجمهورية فانظروا إلينا وبما فعله بنا قسم ... في الحديدة، قاموا بإحراق بيت عيالي وأحرقونا وأنتم أدرى بالمواطنين المظلومين، أرجو توجيهاتكم إلى النيابة العامة بالتحقيق في قضيتي والله يرعاكم.
كتب الأمين العام على الورقة: الأخ مدير أمن المحافظة حققوا في الاتهام وإنصاف الشاكي وفق ما تقرره الشهادة. ومع هذه الورقة توجيه مقتضب إلى مدير مستشفى الثورة لإحالته إلى قسم الحروق وعلاجه.
اتصل بي وهب كليب بعد ساعتين قائلا لقد أحالني مدير الأمن إلى القسم الذي أحرقني، فإذا كان الجلاد هو القاضي فمن أقاضي ومن بيدهم الأمن هم من روعوني وأحرقوني وسلبوني الأمن والآمان مقابل حفنة من الريالات فأين سأجد الأمن ولن أذهب إلى هناك حتى لا يمعنوا في التنكيل بي، وأطالب النيابة العامة التحقيق فيما جرى لي من حروق لا زلت بفعلها مهددا بالموت حيث وأن الإبرة الواحدة حق الحروق بـ(12) ألف ريال وأنا لا أملك قيمة رغيف الخبز لأطفالي بعدما صرت مقعدا عن العمل وعاجزا عن ممارسة عملي.. قل للمسؤلين ينصفوني ممن ظلموني أنا وعائلتي وجيراني لرفع الظلم عنا.
بلاغ للنائب العام..
سيادة النائب العام المحترم أتقدم إليكم بهذا البلاغ الصحفي نيابة عن المواطن الفقير المحروق «وهب الله كليب خبشي»، أطالبكم بحق المسؤلية وبحق الدستور والقانون وانتصارا للعدالة وللقضاء ولهيبة الدولة، التحقيق العادل فيما جرى له.
سيادة النائب العام: لم أكن وحدي أستمع إلى شكواه بل دخل إلى مكتب الأمين العام لمحافظة الحديدة العقيد حسن الهيج الذي وجه بعلاجه في قسم الحروق بمستشفى سبق وأن طرد منه -كما يقول- تحت ضغط مراكز النفوذ، وتوجيه إلى إدارة الأمن التي أعادته إلى قسم الشرطة الذي يتهمه بالاعتداء عليه من قبل 10 عساكر كانوا برفقة ضابط بحسب شكو
http://www.alahale.net/details.asp?id=3812&catid=23