يأتي الحادثان الارهابيان الاجراميان اللذان استهدفا عدداً من السياح من كوريا الجنوبية والمواطنين اليمنيين ليعكسا مدى جسامة مخاطر الارهاب ومن يقومون به..
هؤلاء الارهابيون الذين لاهدف لهم ولا غاية سوى سفك دماء الابرياء ونشر الموت والدمار مبينين لنا الى اين يمكن ان يصل الفكر المتطرف من انحراف، خاصة اذا عرفنا ان منفذي هاتين العمليتين الارهابيتين انتحاريان في ريعان الشباب، ومن هنا يتضح ما يمكن ان ينسجه حشو عقول بعض الشباب وصغار السن بأفكار الغلو والتشدد المشوهة والتي لا تمت الى ديننا الاسلامي الحنيف ومبادئه السمحاء بصلة، وهؤلاء بالتأكيد هم ضحايا لعصابات اجرامية بني توجهها للايقاع والتغرير بضحاياهم مستغلين فشلهم في دراستهم وحياتهم وظروفهم الاجتماعية والثقافية والاسرية ليتم اعادة تربيتهم على اساس الغلو والتشدد والفكر الضال بمنهجية غسل ادمغتهم على نحوٍ يجعلهم بدون ارادة، وعاجزين عن استخدام عقولهم بصورة سليمة تمكنهم من التفريق بين الخطأ والصواب، فيكونون ادوات طيعة بأيدي اولئك المجرمين يزجون بهم في اتون محرقة الموت المجسدة في الاعمال الارهابية والعمليات الانتحارية الملحقة الضرر باليمن ومصالح ابنائه ويكون الابرياء من المواطنين والزائرين الاجانب الذين يأتون الى بلادنا للسياحة او الاستثمار هم الضحايا.. غير مدركين هؤلاء الصبية المغرر بهم بأنهم بتنفيذهم للعمليات الانتحارية يكونوا قد ألقوا بأنفسهم الى تهلكة يضيعون بها دنياهم واخرتهم، وان حياتهم ذهبت هباءً منثورا، واعتقادهم بأن ما يقومون به هو في سبيل الله ليس إلا أوهاماً، وان ديننا الاسلامي الحنيف منهم براء، وما يقترفونه من جرائم ارهابية وحشية ينبذها الاسلام لانها تخالف تعاليمه السمحاء و كل المبادئ التي جاءت بها الديانات السماوية، والقيم الانسانية، وتقاليد واعراف شعبنا الحضاري العريق.
لذا ندعو اولئك الشباب ومن يدفعونهم الى مراجعة ما عبئوا به من افكار هدامة ضالة ومضلة بموضوعية، والبحث عن اجابات صحيحة مستمدة من الدين والمنطق عندها سيدركون ما هم فيه من الضلال والباطل عندها سيتبينون ما بلغوه من الغباء والحماقة، وانهم كانوا في طريق مظلم يسيرون على غير هدى او بينة، وان ما يرتكبونه من اعمال اجرامية سواءً كانت ضد اخوانهم في العقيدة والوطن او ضد الآخرين الأبرياء من مواطني الدول الشقيقة والصديقة ليست الا اعمالاً ارهابية صرفة لا صلة لها بدين او وطن ولا يقرها عقل او منطق او فطرة سليمة، وهي اعمال يقترفها متطرفون مهووسون بممارسة القتل لمجرد القتل، واشاعة الخراب والدمار فيما يستهدفونه بارهابهم بطيش يفتقر منفذوه الى العقل والبصيرة.
وبكل تأكيد فان ما يقدم عليه هؤلاء الارهابيون ليس إلا دليلاً على عدوانيتهم وجهلهم وحماقتهم التي تقتضي ملاحقتهم ومطاردتهم ومحاصرتهم حتى يتم اجتثاث واستئصال شأفتهم كونهم صناع للموت اعداء للحياة والازدهار لا يقيمون أي اعتبار للحياة الانسانية.
ومن هنا نقول أن الحرب مع ظاهرة الارهاب والارهابيين قضية وطنية توجب تضافر جهود الجميع في يمن الحكمة والايمان لمواجهة ومكافحة كل الافكار المتطرفة التي تؤدي بالشباب الى طريق الارهاب والمسؤولية في هذا السياق تبدأ من البيت والاسرة مروراً بالمؤسسات التربوية والتعليمية ووسائل الاعلام و الثقافة والتوجيه والارشاد ومنظمات المجتمع المدني ويبقى الدور الاكبر على العلماء ورجال الدين المستنيرين..
فالمواجهة مع الارهاب تكاملية لنتمكن من القضاء على هذا الشر المستطير.. فتحصين ابنائنا والحيلولة دون وقوعهم في شراك افكار التطرف الشيطانية التي يُعبأ بها بعض شبابنا من قبل ضالين ومنحرفين يجدون في صغار السن والذين يعانون مشاكل اسرية واقتصادية مدخلاً لجر شبابنا الى معاركهم الخاسرة سيكونون وقوداً لها.
وسيكون المجتمع جنباً الى جنب مع الاجهزة الامنية يسهمون في المعركة مع الارهاب وان كانت المهمة الرئيسية والمباشرة لاجهزة الامن في ملاحقة بذور الشر والارهاب التي يحاول زرعها اولئك المجرمون، وتجفيف كافة المنابع التي يستمدون منها اسباب وجودهم و استئصال خلاياهم السرطانية في واقع مجتمعنا اليمني المشيد بنيانه على مبادئ وقيم ايمانية صحيحة تعكس جوهر الاسلام.
وهكذا ستظل الحرب ضد الارهاب ومرتكبي جرائمه حرباً متواصلة لا مهادنة ولا هوادة فيها الى ان يتم استئصال شأفته من جذوره.. ليبقى اليمن بلد الايمان والامن والحكمة!