كما هي عادة الخطباء والشعراء القدماء ببدء الكلام بمناجاة الله جل وعلا وشكره والثناء عليه ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكذلك يجب على من يعتلي المدرهه ان يبدأ بما تعارف عليه العامة من الناس في مثل هذه المناسبة ولذلك يبدأ النشاد او المدره بتلاوة ابيات شعرية مناجاة لله جل وعلا كقوله :
ابدأ بقولي في الاله الواحد المنان
واثني بقولي في النبي الهاشمي العدناني
واثلث بقولي في علي ذي حطم الاوثان
ابدأ بالي صف النجوم واسمار الهلال
واسامر الحوت في البحار والطير في الاوكار
بدأ بش يالفاتحة ياخيرة الاسامي
واخريش شن المطر ودحدح الوديان
ثم يبدأ المدره في تلاوة الابيات الخاصة بالحاج او الحاجة بصوته الشجي المغنى والملحن باعذب الالحان التراثية القديمة كقوله :
وقد طلعت المدرهة
ذي صوتها اشجاني
وصوتها شجى الجبال
ورعدل الوديان
يامدرهة يامدرهة
من ركبش عشية
من ركبش على القمر
والشمعة المضية
يامدرهة يامدرهة
مالصوتش واهي ( صوتك ضعيف)
ردت وقالت واهية
مااحدا كساني
وكسوتي رطلين حديد
والخشب الرماني
يامدرهة سيري سواء
لا ترخي الحبال
لا ترخي الحبال السلب
فوقك ثقيلة غالي
يا حمامة عرفة
حومي وحومي
واعرفي لنا حجنا
هو طويل خضراني
واعرفي لنا وزرته
هي كلها بيضاني
واعرفي لنا عصيته
هي شوحط أو رماني
يا مبشره بالحجيج
بشارتك بشاره
بشارتك صفا اليمن
وتلحقه شراره
وقد يعتلي المدرهة احد اولاد الحاج او بناته فيتم ترديد الابيات الخاصة به وهي كالتالي :
وابي عزم مكة يحج
وسامح الجيران
واوصى بما يملك معه
الله يوديه سالي
ياسائق الباص ياامير
امانتك امانة
امانتك شل السلام
احجنا واصحابه
امانتك في وصلتك
تذكره باولاده
قد اوحشتنا فرقته
مش والفين لغيابه (مش متعودين)
وحجنا قد سار يحج
وطالب الغفران
الله يوديه لاخوته
والاهل والجيران
قصائد حزينة مبكية
يقول المذيع المعروف والمثقف الموسوعي احمد الذهباني ان هناك العديد من الصور الرائعة الوجدانية العاطفية في توديع واستقبال الحجيج ، مشيرا الى انها تنتزع التنهيدات من القلوب وتزيد من خفقانها زتستجيب لها العيون بترقرق الدموع في ماقيها والتي ماتلبث ان تذرف كقطرات المطر دوع حرى ، يصاحبها تلعثم في اللسان وحشجرة في الحناجر وهي ترفع اكف الضراعة الى الله سبحانه وتعالى ان يحفظ الحجاج ويعيدهم سالمين غانمين ، حيث تقوم زوجة الحاج او احدى بناته او والدته برسم هذه الصورة الدرامية الحزينة وتمثل حال الاسرة وشجنها عند مغادرة الحاج لبيته وترك اسرته متوجها الى الاراضي المقدسة حيث تقول :
لو تبسروا ياحاضرين (تنظروا)
كيف خرجة الحاج
لو تبسروا يالاصدقاء
كيف خرجة الجمالي ( الجمالي لقب يطلق على من اسمه علي في صنعاء)
رجع من الشارع يقول
في ذمتش جهالي (ذمتش = ذمتك)
في ذمتش زرع الكبد
عاد الصغير غاوي
لو تبسروا يالحاضرين
حين قال مع السلامة
والمسبح قام وصاح
وشل بالجلاله
صاح المكان من وحشته
ودمعوا جهاله
لو تبسروا ياحضرين
حين قامت الطيارة
حسيت قلبي قد رجف
ودمعتي سياله
الريق في حلقي نشف
وحسيت روحي سارة
وياحجاب الله حجاب
ودعتك في الحجاج
واحفظ الحجاج جميع
من ميد راس مالي
ياحجنا شد الرحال
وارحل الى المدينة
وزور قبر المصطفى
وزور بقيع الفرقد
من زار خير المرسلين
يستوجب الشفاعه