لأنني أثق بك نسيت أنك رجل.. بل نسيت طبع التغير فيك
أنه خطئي وليس خطأك .. كنت أعتقد أنك ضد التيار تيار الطبيعة
وأن عمرك لا يتقلب بين الفصول الأربعة .. وارتضيت ما ارتضيته لك !
ولكن ماذا حدث ؟ لا أدري ؟؟
كنت أحب الفصل الخريفي .. لأن لكما نفس الملامح ونفس الطباع !
ففي الخريف يسقط الزيف .. وتبقى الحقيقة ويعم الوضوح ليكون هو المناخ السائد في هذا الفصل
وأنا لا أحب الصخب .. وأنما أحب صمتك كالخريف المتمرد على الضجيج !
كنت تحبني بكل أخطائي .. وبكل انشغالي
وبكل قلقي الحاد المتأجج كالجمر !
كنت تضع الجمر بين يديك لتطفئ مخاوفي للأبد وحتى تصبح رماداً
ولهذا كنت اعتقد أنها لن تشتعل مرة أخرى !
وأذ بالحقيقة تطفئ ذلك الوهم .. ولهذا أسألك :
لماذا أخمدت مخاوفي ..؟
لماذا حقنت مخاوفي بمخدر الثقة ..؟
لماذا سلبت إرادتي ..؟
وتأتي بأفعالك وتطالب مني بأن أكون انثى لها أراده فولاذية ؟؟
لقد سحبت يا سيدي مخاوفي قطرة قطرة من دمي
وجعلتني أعيش على جرعة الثقة التي منحتها لي
حتى جاءت اللحظة التي أشعرتني بتآكل كل اللحظات الحلوة في حياتي فجاءة
شعرت لحظتها بغوص أطرافي في الرمال المتحركة
بل حتى أنفاسي ابتلعها الرمال .. إلا ذاكرتي لم تسقط بعد ولم تزل صامدة
رغم اهتزاز وسقوط كل شيء حولي وحتى نفسي
لأول مرة يا حبيبي يشرد عقلي من أفكاري .. وتختفي صورتي في أحلام عياسم
عيناك تتطلعان لمدى لا أعرفه ؟!
وتُبحر بزورق في سماء غيري !
وتجدف ذراعاك حتى تصل مع سواي لشاطئ لا يتسع لوجود ذكرياتي معك
هل ممكن أن أصدق أن مشاعرك احتلتها انثى غيري ؟
بعد كل ما كان بيننا !!
وأن امتزجت خطوط كفيك برسوم كفيها .. بعد أن كان دليلك في كفي !
هل أصدق أنك تتسرب من يدي لتأخذك غيري !
أن ما تمارسه معي أقسى أنواع التعذيب .. أنه الموت البطيء
فقولها حتى أستريح .. هل تحبها .. أم ما زلت تحبني ؟؟
هل هناك أمل لإنقاذ حياتي معك ؟؟
ولإنقاذ نبضك ليكون لي وحدي ؟؟
من منا المخطئ ؟؟ .. أنا لأنني وثقت بك ..؟
أم أنت لأنك منحتني الثقة ؟؟
كنت أخاف أن تتركني .. ولماذا تركتنني أفرط في مخزون الاحتياطي من الخوف منك ..؟
ما زلت أتخيل وأتعذب هل يمكن أن تبدئ حياة جديدة فيصبح ما قبلها ملغياً ؟!
وما بعدها هو كل شيء.. ؟
كلما تصورت امتزاج خطواتكم معاً أشعر بها تندق كالمسمار في قلبي
أنه مسمار نعش قلبي الذي مات .. بعد حبك لهآ
في يوم ما حكت لي صديقتي تجربته مع حبيبها الذي احبنه
وخان توقعاتها وكيف طعن كبرياءها وعواطفها .. بإعلانها حبه لغيرها
فطالبته بالتفسير فقال لها: إن نسيج ذكرياتها غير قابل للبتر
لقد قرأت مشاعرك .. وأنت قرأتني ولم تدعي ثغرة
فلقد حفظنا بعضنا البعض
واصبح الحب بيننا أنشودة محفوظات نكررها كل يوم كالببغاوات
حياتنا الخاصة أصبحت في شكل جدول .. والمواعيد محددة
أين أشواقنا ؟؟.. لقد ماتت في رمال السنين
قالت له وهي في ذهول :
لم يبق شيء جديد في حياتنا !
لم تعد هناك صفحة واحدة في حياتك تستهويني .. لأنني معك!!
قرأت ما خلف السطور ..قالت له :
ربما امرآءة اخرى تحي ما دفنته الأيام !
أن مشاعرنا يا سيدي جفت وماتت
أو ربما رحلت في إجازة طويلة ولم تعد
فلقد عشنا الحب ولم نعشه .. ولهذا لا تسأل أين ذهب الحب ..؟
تذكرت حكاية صديقتي .. وخفت أن تخون توقعاتي !
ولكن أيضاً تقتلني مخاوفي وشكوكي فواجهت عجزي .. وحاصرتك بحبي قبل اتهاماتي !
وفي المواجهة معك بكيت .. وخانتني الشجاعة
صحيح أنني كنت احب بالماضي ولكن كنت تعلم أنني أحب !
ومن أجلك ضحيت به .. لماذا ؟؟
لأني أحببتك بكل ما فيني
أحببتك بجنون
يمكن تحاول أنك تشفق علي من عنف المواجهة وتختصرها بكلمة (أحبك) !
ولكني لن أغفر لك خيانتك لتوقعاتي فيك فإن ما بيننا أكبر من الأيام
فلم يخطف أيامك رجل آخر .. وحتى لو حاول !
فأيامي كلها لك .. من أجلك
سأماسم تقويم حياتي انزع منه ما تشاء وأستبق منه ما يطمئنك
إنك لا تعلم أنني وبثقتك بي أحارب بك .. ومن أجلك
فهل يعقل أن أكسر سيفي الذي أحارب به أعدائي ؟؟
أن أستمراريتي معك ليس لأني أحبك فقط
ولكن لأنني بك وأنت بي نرسم الحدود الآمنة لكي نعيش فيها معاً بدون خوف
لأن كلاً منا يمثل للآخر الحماية والأمان
أنا أيضاً خائفه
ولكن لست منك .. ولكن خوفي عليك !
خوفي من الحياة وتقلباتها
خوفي من أن أتركك وحدك بعد موتي ولكن بالطبع ليس لغيري !
حبيبي لا تبعثر حياتي بالخوف عليك !
ودعني أستشعر أنك في أمان .. حتى من مخاوف نفسك !
فان لم أستشعره فمعناها أنني سقطت في أهم اختبار في حياتي معك
فلا تتركني أتذوق فشلي معك !!!