إلى قتلة الدكتور القدسي .. أين المفر؟

المدنية في مواجهة الوعي القبلي ... المجتمع المدني في مواجهة نقائض الدولة

لا يمكن للمجتمع اليمني في ظل هيمنة وعي القبيلة وثقافتها التقليدية أن يؤسس لدولة مدنية، فالنظام القبلي لم يتغير في جوهره بل أن منظومة الثقافة القبلية أُدخلت عليها قيم وآليات جديدة مناهضة لطبيعة القيم الإيجابية في القبيلة، هذه القيم والآليات أعاقت القبيلة من تطورها الطبيعي في العهد الجمهوري، وسهلت إعادة إنتاج القبيلة كنظام معزول ومغلق ومقاوم لأي مدخل جديد قادم من خارجه، خصوصا إذا كانت نتائجه تحرير الأفراد من أسر الرضوخ للبنية القبلية ككتلة مصمتة، وهذا الإدخال الجديد حصل بفعل الشيخ والدولة ولصالح الشيخ واستمرار الدولة الهشة.

والتجديد الذي يحدث بفعل التعليم والإعلام والتجارة والتفاعل الاجتماعي والسياسي يتم قتل نتائجه بتفعيل آليات الصراع داخل القبيلة، فيتم إعادة إنتاج القيم السلبية كالثأر والإحساس بالخوف من الآخر والتكتل لمواجهته، وتفعيل العصبية كمحدد جوهري للفعل، وهذا أسهم في السير بالقبيلة في اتجاهات سلوكية عصبوية سهلت بناء جماعات متنافرة ومتنازعة، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى خلق قيادات مشائخية متعددة في المنظومة القبلية الواحدة والتي غالبا ما تكون راضخة لقوة أكبر منها على رأس المنظومة القبلية، وقوة الرأس تعتمد على قوة تحالفاته مع المتصارعين وقدرته على إدارة صراعاته بالدهاء العشائري، وتلعب قوته المالية والسلطوية في منظومة الدولة دورا فاعلا في تعزيز قوته وهيمنته. وتمكن الشيخ من توظيف قوة الدولة في العهد الجمهوري لفرض قوته داخل القبيلة وفي المقابل قام الشيخ بترسيخ القيم التقليدية للقبيلة بهدف تدعيم قوته القبلية وتخويف الدولة والنخبة المدنية حتى يتمكن من اختراق الدولة والهيمنة عليها وهكذا أصبح الشيخ لاعباً أساسياً في تحديد خياراتها، وقام بتوظف محصلة القوة المتراكمة لصالح مكاسبه المادية التي يؤدي تزايدها إلى السيطرة على المجالين السياسي والاجتماعي.

أدت الآلية السابقة إلى إضعاف القوى الأخرى في المجتمع، خصوصا المدنية وأصبحت النخب القبلية هي الفاعل الجوهري في لعبة السياسة، والقوة القادرة على فرض إرادتها على المجتمع وعلى الدولة.

ولتوضيح الفكرة يمكن القول إن النخب القبلية منذ بداية خوضها للعمل السياسي في بداية الثورة كانت على قناعة أن الدولة مهمة لا لتطوير المجتمع وإعادة بنائه وتجاوز الماضي بل مهمة من أجل ترسيخ شرعيتهم في الوسط القبلي ولتدعيم قوة القبيلة، لذا فإن النخب عملت بشكل جاد من أجل السيطرة على الدولة أو المشاركة فيها وتحويل أدواتها إلى قوة داعمة لمصالحهم وكلما زاد نفوذهم في الدولة زادت قوتهم القبلية والتي يتم تحويلها إلى قوة دفع لترسيخ هيمنتهم على الدولة والتحكم بالقيم المادية والمعنوية الناتجة عن الدولة، بل أن الدولة قد تتحول إلى آلة قاهرة لتدمير المنافسين للنخب القبلية خصوصا الفئات الحديثة.

الدولة الضائعة في مجال الغنيمة:

وبفعل قوة النخب القبيلة فقدت الدولة هيبتها وتحولت إلى مجال للغنيمة، فنتيجة عزل القبيلة كأعضاء عن الدولة لصالح النخب القبلية وعجز الدولة عن التعبير عن المجموع الوطني ومصالحه أصبحت الدولة في إدراك الناس وتصوراتهم حالة طارئة، وقانونها لا يطبق إلا على الضعفاء. لذا فإن أغلب الراضخين للدولة من عموم الناس يحسون بالظلم والقهر وهذا جعل علاقتهم سلبية بالدولة، وجعل علاقتهم بالدولة أيضا قائمة على القهر والرضوخ والخوف من العقاب لا على القناعة والرضا.

فيما يخص أعضاء القبيلة ونتيجة العزل والتجهيل والإستراتيجية التي اتبعتها النخب القبلية مع الدولة والقبيلة فإنهم لا يعترفون بالدولة ولا يرون فيها إلا محلاً للغنيمة وطاعتها لا تكون إلا عبر الشيخ، الذي جعل من إتباع قوانين القبيلة فرض عين، لذا قد تجد الفرد يتمرد على قانون الدولة ويعتز بذلك، لكنه يستجيب لعرف القبيلة، كل ذلك جعل القبيلة في وعي الفرد تمثل الإطار الشرعي المعبر عن كينونته.

وكلما زادت قوة النخب القبلية فقدت الدولة الكثير من معناها ومن هيبتها حتى كسلطة قاهرة وتحولت في الوعي المجتمعي إلى أداة لإشباع رغبات المتصارعين على غنائمها، وهذا ولد حالة من رفض القانون من قبل المجتمع، ومع هزيمة وعي الدولة في المجتمع يبرز الوعي القبلي بتجليات مناطقية ومذهبية وسلالية من خلال أعضاء المجتمع الطامحين، وهذا جعل من الدولة قسمة ظيزى بين قوى انتهازية وسهل مهمة الفساد ليتحول إلى منظومة ضرورية لاستمرارية الدولة، ليتحول المال والقوة الاجتماعية أو الهيبة والنفوذ لا القانون والنظام إلى الرأسمال القادر على فرض المصالح أو حماية الذات من القانون الذي يتحول إلى سيف مسلط لإرهاب الناس على قبول استغلال النخب. والمشكلة العويصة في الدولة التي ينتجها وعي القبيلة يصبح تطبيق القانون بحاجة إلى قوة لا علاقة لها بالدولة، فالطرف المستفيد من تطبيقه مثلا بحاجة إلى قوة ذاتية من خارج القانون ذاته لفرض إرادة القانون التي هي في نهاية الأمر إرادة من يملك القوة لفرضه لا إرادة الدولة، والخاسر من تطبيق القانون بحاجة أيضا إلى قوة نافذة في الدولة أو قوة اجتماعية قادرة على إعاقة تطبيقه، في حالة اختلال القوة يكسب الطرف الأقوى وفي حالة التوازي يلجأ الجميع لقانون القبيلة وأعرافها، والنتائج أن المجتمع جعل علاقاته مع الدولة تتجه نحو وعي متوحش يعتمد على الغرائز لا على العقل المدني.

مع ملاحظة أن الوعي القبلي يسهم في تنمية آليات الصراع المتناقضة مع الروح المدنية، لأن الثقافة الغائرة في هذا الوعي مؤسسة على ثقافة الحرب والقتال والمواجهة لكل من هو خارج إطار القبيلة، لذا فإن الدولة بالنسبة للوعي القبلي ليست إلا قوة للنفوذ والغنيمة، لذا لابد من السيطرة عليها والحد من فاعلية هيمنتها، لذلك فإن النخب القبلية لا تقبل الدولة إلا إن كان رأسها قابلاً لوعي القبيلة ومتحالفاً معها ومستجيباً لحاجة نخبها، وأي محاولات جادة من قبل السياسيين لإخراج الدولة من وظيفتها كما يقرؤها وعي القبيلة تقوم النخب القبيلة ومن ترتبط مصالحه معها بتوظيف القبلية ونخبتها وكل ترسانتها لمواجهة أي تحول لصالح المدنية، بل إن النخب القبلية في لحظات الخطر تشعب تحالفاتها حتى مع نقيضها لمقاتلة من يهدد مصالحها.

خمسة عقود منذ قيام الثورة والقبيلة ـ بفعل مصالح النخب القبلية ـ مازالت كائناً اجتماعياً يؤسس للتخلف ويناهض العصر ويتحرك بالثقافة الراكدة وقد قاومت النخب التقليدية للقبيلة كل محاولات اختراق القبيلة وتغيير ثقافة أبنائها.

مستقبل قاتم والحل في الدولة المدنية

عندما تصبح القبيلة مصدر شرعية الدولة وكلاهما مرتهن للفعل الأصولي فان الدولة تصبح ضعيفة وهشة، وكلما ضعفت المؤسسة العسكرية والقوى الحديثة أو تحالفت بعض القوى الحديثة مع الأصولية وبعثت وعي القبيلة في صراعها مع الدولة، فإن الصراع على الدولة يصبح حادا وخطيرا ومؤلما، ويأخذ مسارات كثيرة لا ينتج عنها سوى الأزمات القاتلة للدولة. وإذا استمر الصراع بالتحالفات القائمة في الراهن ولم تتحرر القوى الحديثة والمدنية من هيمنة القوى التقليدية فإن الدولة ستتحول إلى قوة يسيطر عليها من يملك القوة لا القيمة وغالبا ما تلعب القوة القبلية دورا فاعلا في تحديد نتائج الصراع، وهذا ما يجعلنا نرى أنه إذا لم تتم مراجعة طبيعة التحالفات الراهنة والطريقة التي يدار بها الصراع فإن الدولة ستتحول إلى قوة قبلية مزينة بالأصولية المسيسة، أو أن تتحول الدولة إلى قوة عسكرية في ظل مجتمع قبلي يتصارع مذهبيا لصالح النخب الانتهازية.

والنتيجة أن يفقد المجتمع مستقبلا إحساسه بالدولة، لأن الصراع سيجعل الفساد جوهر إدارة الدولة وبدونه يمكن أن تنهار، خصوصا ومواردها محدودة، وهكذا تصبح الدولة مكونة من مجموعات منظمة تعمل من خلال آليات لا علاقة لها بالمدنية ولا بالقانون ولا حتى بالأعراف القبلية، لأن القبيلة والدين والمدنية يتم عزلها وتوظف في الصراع بين هذه المنظومات المافوية التي تتحرك بعقلية العصابات وتستخدم أدوات هي اقرب إلى الجريمة في فرض إرادتها. ومع الوقت تنهار منظومة القيم داخل المجتمع لصالح الأنانية الفردية وتصبح الدولة المكونة من المجموعات مناهضة لمصالح المجموع ومتماهية مع مصالح الأقلية بمفهومه الأناني القذر، وهنا يصبح العنف الإجرامي أداة لفرض الإرادة، وتصبح المنظومة الداعمة في الوسط المجتمعي أدوات إجرامية تفرض مصالحها بالعنف، وتصادر حقوق الناس بالقوة والإجرام، ويصبح كل نشاط اجتماعي في المجتمع من خارج المنظومة مستحيلا إلا برضا هذه المنظومات التي غالبا ما تمارس النهب للمجتمع.

هنا تتحول الدولة إلى آلة هدم لبنية النظام الاجتماعي، والملاحظ أن القبيلة لا تنهار بل ستظل متماسكة وستحافظ على كيانها وتصبح هي الأصل وكل مقاومة تتحرك في ظل هيمنة الفساد ستربط نفسها بوعي القبيلة ومقاومتها هدفها الجوهري نيل نصيبها من الغنيمة أيا كانت الشعارات المرفوعة، فمع انهيار المنظومة خارج القبيلة فان القبيلة ووعيها والقيم الانتهازية سوف تهيمن على الدولة والمجتمع وهنا تصبح المدنية في مهب الريح وديكوراً لتزيين الوجه القبيح للسقوط المريع.

المشكلة التي تواجهها القوى المدنية في حالات غياب الدولة وانهيار منظومة القيم الحافظة للمجتمع لصالح الوعي القبلي الذي أصبح مع الصراع على الدولة ذا نزوع انتهازي لصالح النخب المهيمنة على القبيلة، أنها لا تجد من يحميها، لذا فإن الأجدى هو التمحور حول الدولة ودعمها ومحاولة إصلاحها وإخراجها من لجة الفساد والعصابات المافوية، إلا أن ضعف القوى المدنية في المراحل الأولى قد يحولها إلى قوة داعمة ومرسخة لنقيضها، بل إن دخولها بلا مشروعات واضحة في معمعة الصراع السياسي وفي لحظات السقوط المريع قد يفقدها هيبتها ومكانتها وفاعليتها، إن أفضل الطرق في هذه الحالة هو ان تتجه القوى المدنية إلى حماية الناس من القيم السلبية وإعادة صياغة عقولهم لصالح البناء الفكري والعمل على الحفاظ على المجتمع والتخفيف من الاتجاه نحو الانهيار.

أن بناء منظومات قوية للمجتمع المدني في كل الاتجاهات سوف يحرر المجتمع ويجعله قادرا على التكتل لمواجهة وعي القبيلة ومافيا الفساد وأوهام الأصولية المسيسة، والتكتلات المدنية سوف تحمي الأفراد من الاستسلام، وتمنحهم القوة لمواجهة الأقوياء المفسدين، أن العودة إلى المجتمع بما في ذلك المجتمع القبلي وبعث القيم الايجابية فيه وهي كثيرة مهم جدا. ولأن الصراعات الراهنة في المجتمع اليمني في البعد السياسي والاجتماعي والثقافي سوف تدمر المجتمع لصالح القوى النخبوية الفاسدة القبلية والدينية والسياسية. فإن القوى الدينية الصادقة المخلصة لرسالة الإسلام لابد ان تنعزل عن صراع السياسة وتتجه نحو المجتمع لتربيته على الخيرية ومقاومة الشر، والإسلام يحمل قوة لإعادة روح المجتمع من الدمار الذي يلحق به، وعلى القوى المدنية والدينية المنفتحة على واقعها والمخلصة لرسالة الإسلام والمنفتحة على عصرها أن تعيد تنظيم الناس خارج سياقات العصبية وهي الفكرة المحورية التي تدير وعي القبيلة. إذا لم يتم العمل من داخل المجتمع لإعادة بناء الوعي المجتمعي وفق مقتضيات القيم التنويريه وأيضا بناء نظام متماسك وقوي لمنظومة القيم الحافظة للأخلاق والنزاهة والشهامة والاحترام المتبادل ومواجهة الفساد على الأقل بالطريقة السلبية فان مستقبلنا سوف يصبح قاتما وقاتلا .

رسالة إلى أبناء تعز

أتناول موضوع الدكتور درهم القدسي الذي قتل ظلما وعدوانا لأن له علاقة بشكل أو بآخر بالأفكار التي تناولتها آنفا وفي البداية أقول إن تعز محافظة من نور، أهلها صانعو حياة بامتياز، ينحتون على جدار الزمن أناشيد الصمود والتحدي، صنعوا المجد بالجد والاجتهاد ومواصلة تكسير العوائق، ومن عرقهم تفننوا في خدمة وطنهم اليمن، هذه المحافظة المتنورة، روح المدنية في أهلها ترسم التقدم في يمننا لوحات من شعلة العلم والفن والسياسة والاقتصاد و...الخ وفي مسارات صاعدة نحو الغد ينشدون لحنا جميلا من أمل.

وثانيا: المشكلة أن أهلها رغم مدنيتهم وثقافتهم المتنورة بروح الإنسان والحرية واعتمادهم على جهادهم اليومي في إثبات الوجود إلا أن بعضهم يقع فريسة لأهواء البعض منهم خصوصا أولئك النفر ـ وهم قلة ـ الغارقين في أوحال القروية المقيتة خدمة لمصالحهم وأغلب هؤلاء يوظفون القروية لإغراض سياسية خادمة لعقائدهم أو لأغراض ذاتية انتهازية أو نتيجة العجز يتصدر الزعامة بروح الولاء القذر لا باسم القيم النبيلة، لست أدري كيف يتورط بعض أبناء هذه المحافظة في مناطقية خبيثة ولدى بعضهم قوة معرفية قادرة على مواجهة الظلم بلغة أكثر رقيا، هذه المحافظة التي بعثت لنا من رحمها قادة مدنيين من روح الإنسان يستغرب المرء كيف يتمكن بعض الانتهازيين من بدوها المتخلفين في إشعال روحية قبلية مقيتة في طهارتها المدنية.

قد يقال إن هذه هي الأدوات التي تمكننا من حماية أنفسنا من تغولات القبيلة وأن بعض الحاكمين لا يفهمون إلا لغة العصبية القبلية والتهديد بالثأر، ثم يقولون دعونا نتجمع ونتحداهم باسم المنطقة وعصبية الجغرافيا، والغريب ان صدى الفساد العصبوي يؤثر حتى على العقلاء لأنه يبعث في النفس الحقيقة الغائرة التي نخفيها بالمظاهر الزائفة، تلك الحقيقة التي تفجرها الأحداث بين الحين والآخر والتي تؤكد ان وعينا القبلي العصبوي الثأري مازال مهيمناً على النفوس.

المجتمع الذي يهيمن عليه وعيه القبلي مجتمع مفتت يتقاتل لصالح نخب انتهازية تخدم من هو أكبر منها والخاسر الوحيد هذا الوطن المنهك، أبناء تعز بإمكانهم أن يشكلوا روحاً مدنية متميزة عن غيرهم بحكم نضوجهم وارتباطهم بالعلم والتجارة والسياسة والانتشار الواسع لهم والذي يشمل الجمهورية كلها، المشكلة أن بعض المتعلمين وقعوا في فخ الزعامات المخادعة التي لا يمكن أن تظهر وتبرز إلا باسم العصبية وإذكاء روح العصبية التقليدية، مع ملاحظة مهمة ان العصبية الجغرافية والمناطقية تهيمن عليها الانتهازية والخداع ولا تقدم خدمة حقيقية لأبنائها لأنها مائعة ومشتتة ووظيفتها الخبيثة أنها تزرع في النفوس الكراهية والحقد وهذا الخطر المتعاظم أكبر الخاسرين فيه هم أبناء المحافظة لصالح شخصيات محددة يوظفهم السياسي لتدعيم شرعيته.

في نقاش حاد مع صديق عزيز الذي أصر أني برؤيتي الرافضة بالمطلق للعصبية القبلية الثأرية وللمناطقية أسهم في ضياع الحقوق وأن الواقع لا يفهم إلا هذه اللغة وعلينا ان نناضل من خلالها لنيل الحقوق وحماية مصالحنا، وهذا الكلام غير صحيح لأن العكس هو الصحيح، فالحاكم العربي أدرك منذ تأسيس الدولة القطرية ان الحكم من خلال الطوائف والزعامات الاثنية والتقليدية هي الأكثر آمنا لاستمرارية الحكم وحفظ الأمن والاستقرار للكرسي، كما ان الصراعات والكراهية المتبادلة بين الطوائف والاثنيات يجعله الحكم بين الجميع، وبدل ان يحكم الشعب كله فإنه يحكم الشعب من خلال الرؤوس القيادية التي يشبع حاجاتها ويحقق مصالحها لتصبح هي الأدوات التي يحكم من خلالها.

المشكلة العويصة في اليمن أن القوى المعارضة في ظل عجزها عن إثبات وجودها تلجأ إلى وعي القبيلة وإثارة العصبية العرقية أو المناطقية لتحقيق مكاسب سياسية، ويتم تحريض المجتمع في مواجهة خصومهم بالوعي القبلي، لذا ستجد بعض تيارات المعارضة يقوم بذكاء في توظيف القضايا وتسييسها في صراعات المصالح. وخسران أصحاب الحق حقوقهم يسهل لهم التعبئة، لذا فإنهم لا يبحثون عن حلول للمشاكل المهم لديهم هو دفع المواطنين لتأييدهم مستغلين الثقوب السوداء التي تبتلع الدولة كل يوم.

القوى المدنية كرديف لحماية الدولة

ولحماية مستقبلنا على القوى المدنية أن تقاتل بالقيم المدنية وأن تبني تحالفات واسعة لمقاومة نقائض الدولة وفساد مسئوليها بآليات سلمية وأن يكون نضالها معزولاً عن صراعات الأحزاب وتناقض المصالح، وأن لا تتحول إلى أداة بيد مراكز النفوذ المتصارعة على القوة والسلطة في البلد، كما أن نضالها للدفاع عن أعضائها بحاجة إلى ذكاء، فالتهور والإسهام في تأجيج العداء مع مؤسسات الدولة أو من يديرها يعيق نيل الحقوق، والإصرار على الحق والنضال من أجل نيله بالسلم والحوار الهادئ مع المسئولين سيجعل من أدوات الدولة قوة فاعلة لتحقيق طموحات المجتمع المدني.

علينا أن ندرك ان مقتل الدكتور درهم القدسي هو قتل لكل القوى المدنية المناضلة وقتل للمجتمع وقيمه وتحد صارخ للدولة ولهيبتها وتعبير عن همجية متمنطقة بلغة الثأر بأقذر معانيه، لذلك فالجميع في مركب واحد وعلينا أن نتعاون جميعا لمواجهة القاتل وثقافته الثأرية المتخلفة، حماية لمستقبلنا.

إن الانتصار في هذه المعركة مهم جدا للدولة ومهم للمجتمع المدني حتى يدرك أعداؤهما ان قوة الحق والعدل أقوى من التخلف والجهل والفساد وأن الدولة بدستورها وقوانينها ونظامها ومؤسساتها هي سلاح القوى المدنية لتحقيق العدالة، والضغوط التي تمارس على الدولة هدفها تنقية السلبيات القاتلة لفاعلية الدولة من أجل تقويتها ومقاومة كل من يضعف هيبتها. وأخيرا أؤكد أن تسييس القضية وتفعيل وعي القبيلة باستفزاز أبناء المنطقة لتحريك ثقافة التعصب وأيضا استهداف المسئولين عن الأمن بالشائعات لا يخدم القضية، كما أن الإضراب الشامل للأطباء ومعاقبة المرضى مسألة خطيرة سوف تستغل من قبل البعض لتعبئة المجتمع ضد إحقاق الحق. وأشير هنا إلى مسألة مهمة أن الحملة الأمنية الحالية لملاحقة المجرمين واللصوص وممارسي الإرهاب قد تستغل من بعض الإطراف المتضررة للهجوم على وزارة الداخلية وتحويل قضية الشهيد القدسي إلى قميص عثمان، وجلسة مجلس النواب التي عقدت يوم السبت الماضي في تصوري لم تحقق النتائج المرجوة، وكادت أن تقود إلى نزاع وصراع لا يخدم القضية واللبيب بالإشارة يفهم.

مشكور اخي النويهي

ولكن ما دام اصحاب تعز يمشوا على المثل

اذا تضاربوا الرباح اشرح شعبتك

ما في فائدة

الله يعين
ولكن اين من يقول ملالنا الا علي
انا ما ادري هل علي نائم او صاحي
اعتقد انه ما عرق ايش الموضوع لان الاشياء هذه ما يبغاهاش تصل لعنده
لانه هو يبغى قضايا اخرى توصل مثل الكهرباء النووويه والقضاء على الراي الاخر وحريه الكلمه
تحياتي لكم

كل مايحدث يانويهي هو من أفرازات النظام القبلي القائم .. لقد اعطى القبيله سلطات أكبر من سلطات الدوله .. لو يعلم القاتل أن هناك شرع وقانون ينتظره لما أقجم على فعلته الشنعاء.. لكنه مدرك تماماً انه سيلجاء ألى قبيله ستحميه من بطش القانون وهذا ماحصل في قضية مقتل الدكتور درهم القدسي رحمة الله عليه... ألى متى ستظل القبيله فوق القانون.. رحمة الله على الشهيد ابراهيم الحمدي هو الرئيس اليمني الوحيد الذي كان يسير باتجاه بناء الدوله اليمنيه الحديثه بعيدا عن التخلف وأتباعه.. أيامه مشائخ القبائل فروا ألى صعده ووجدوا أنه لامكان لهم في دوله النظام والقانون التي كان يسعى لتأسيسها الشهيد رحمة الله عليه..النظام القائم قائم بالأساس على مشايخ القبائل وهم من يظمنوا له نجاحه بكل انتحابات وهذا مايجعله ممتن لهولاء المتخلفين فيرد الجميل بأفساح المجال لهم ليعيثوا في الأرض فساداً كأقل واجب يقوم به نحوهم .. فهاهم يغتالون خيرة أبناء الوطن في قلب العاصمه صنعاء .. لاسامح الله الجناه ولاسامح الله من كان السبب في كل هذه المأسي التي تطاردنا يوماً بعد يوم

اشكركم على هذا
الا طراء الجميل للموضوع

دمتم بود

شوف يامروان الحميدي
يعني بالمفتوح ان الرئيس ابراهيم الحمدي
كان يبني دولة مؤسسات يعني اذا جاء وزير او رئيس او مدير يتبع الخطوات والاهداف التي سار عليها الاول وهكذا حتى تاتي الثمره
ولكن الان في دولة صالح دوله كل يوم جديد والاول يرمى عرض الحائط اذا جاء وزير جديد قال انا بمشيها من الصفر حتى القمه ويبدى بمسح كل عمل الوزير الاول ويبدى هو بعمله حتى اذا جاءت نهايته بالتغير جاء الذي بعده ومشى على نفس النهج حتى بقينا في الصفر
تحياتي

يا جماعة هذا هو التخلف و العنجهية التى تعتبر من سمات الدولة اليمنية البارزة ..... هذا هو الاجرام الحقيقي تقتل شخص بري يؤدي خدمة لهذا المجتمع ... اين النظام اين منع حمل السلاح اين القضاء على هذا التخلف و الرقي بناء الى مستوى يتناسب مع من حولنا ... العالم الان مشغولون بالفضاء و التكنولوجيا و نحن مشغولين الجنبية و المسدس وووووو الى المدفع
قاتلهم الله و الرحمة و الفاتحة على شهيدنا الفقيد القدسي

الله يكون بعو ن الجميع
وبعون المغتربيين المشرديين هههههههه

نناشد الجهات المختصه والوالد رئيس الجمهوريه بسرعه محاكمة المتهمين وتقديمهم للعداله لكي ينالو جزائهم الرادع

لكي يكونو عبره للاخرين ولكل من تسول له نفسه المساس بحرمة الاخرين
والدكتور القدسي قتل وهو يؤدي مهنته الشريفه ولكن القتله ويقدم خدمه للمجتمع
فرحم الله الدكتور درهم وكان الله بعون ابناء الحجريه جميعا

رحم الله الشهيد

الدكتور/درهم القدسي

الذي ذهب ضحية
الجهل والتخلف..

ضحية الإنفلات الأمني
والصلف القبلي..

ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه مظلوما فلا يسرف في القتل

الاخ عبدالغني حفظك الله ارجو فصل الموضوع الى قسمين 1_القبيله والدوله -2_الى قتلة الدكتور . الاول في موضوع مستقل ؛؛؛ لطرح المداخلات والردود على موضوع القبيلة والدوله

اذا لم ناخذ نحن ابناء تعز بحق الدماء الذي سفكت بحق القدسى فستهون كرامتنا تحت بيادة العسكر وسنبقي كما نحن اوليك المهمشون لابد ان نوجه اقلامنا الى المسولين وان نرفع اصواتناء بوجه وزير الداخليه ونوجه لهو انذار اول وانذار ثاني فاءذ لم يسلم القتله الى القظاء فستكون تعز مقبرة لهم

في كلمه مشهوره قالها العمري رد على عصيان عملوها اهل تعز فنطق العمري عل اهل تعز إنهم نسوان يبول من الطاقه فكلمت الطاقه مشهو ره بصنعاء ام الكتور القدسي رحمه الله

» عدة أطقم عسكرية ومدرعتين تقتحم الرياشية وتنسف منزل المتهم بقتل الدكتور القدسي
» الدكتور الشهيد درهم القدسي
» دم الدكتور درهم القدسي أمانة في اعناقنا
» الجزائيه تبدا محاكمة 7متهمين بمقتل الدكتور درهم القدسي
» عاجل وفاة الدكتور القدسي بعد اعتداء مسلح وقع عليه أثناء تأديته مهامه