طفلة تدفع روحها ثمن جالون ماء
خوله أحمد محمد طفلة قطف الزمن من إكليل عمرها ثماني سنوات غادرت منزلهم في منطقة قمنة في مديرية العدين بمحافظة إب تحمل جالون ماء سارت به نحو المحطة، خوله من فئة مهمشة تماما في اليمن من ذوي البشرة السوداء قطعت المسافات وحين وصلت إلى المحطة لم تتمكن من كبح جموح رغبتها بشرب ماء بارد لطالما حرمت منه واتجهت نحو ثلاجة المحطة لملء الجالون والشرب عوضا عن أنبوب الماء المخصص لها ولأبناء فئتها، حارس المحطة رأى خولة، جن جنونه حين وجدها تملأ الجالون من الثلاجة واندفع يصرخ خادمة وتشرب من ماء المدير وأخذ جالون الماء، خولة توسلت له كثيرا وحين لم تجد منه أي رحمة أمسكت بالجالون، خولة كانت خائفة أن يصادر الجالون الحارس المغوار اشتط غضبا عندما أمسكت به فأطبق بقبضته على عنقها ولم يرسل يده حتى شاهد خولة جثة هامدة وعندها حاول إسعافها إلى مستوصف قريب من المحطة ولكن دون جدوى الطفلة كانت قد فارقت الحياة أثناء الحادث، كان هناك طفل منعته سنوات عمره الثمان من إنقاذ خولة ولكنها لم تمنعه من الذهاب إلى إدارة الأمن في المنطقة والشهادة على الحارس الذي احتجز بعد ذلك لدى إدارة الأمن.
وداعا خولة وداعا زنبقة الربيع البريئة يا من كشفت للعالم برمته عن فئة مهمشة في بلاد يحمل فيها البعض قلوبا كقلب قاتلك يا من دفعت روحك ثمن جالون ماء ومسئولو الوطن يستحم الواحد منهم بمياه معدنية تاركا العطش لك ولأمثالك من ذوي البشرة السوداء التي أجزم أنها أنصع بياضا إذا ما قورنت بقلوب البعض من مسئولي هذا الوطن.
منقول