كثير ما نسمع عن المس الشيطاني ... فهل هو حقيقة ام خيال ... طبعاً من خلال بحثي و اطلاعي و جدت ان اذ ا مل لمس او تلبس بالانسان فإنه يسبب الامراض خاصة الامراض النفسية و العقلية أو العصبية و الحقيقة ان الامراض جميعها كانت تنسب للجن و الشعوذات قبل اكتشاف العلاج فتقدم الطب و اكتشاف الجراثيم ادت الى سهولة الفهم عند الناس بان الامراض العضوية سببها الجاثيم و الميكوبات و لم نعد نسمع ان احد مثلا عنده اسهال او الم في حلقة او ملاريا سببها الجن و كان سايد هذا قديما بسبب الجهل بالاسباب و لتاخر الطب النفسي نوعا ما و عدم وجود علاج لكثير من الحالت النفسيية ادي الى التاويل الغيبي و هو المس الشيطاني او الجن مما ادي الى استغلال المشعوذيين و انتشارهم في الفترة الاخيرة عندنا بالذات . لم يثبت ان الامراض النفسية و الصرع و الشلل و غيرها من الاعراض هو سببها الجن او دخول الجن الى جسم الانسان يودي الى هذه الاعرض و لا يستند اي دليل الى القران و السنة المؤكدة دخول الجن جسم الانسان . و من يؤيدون الاعتقاد بالمس و دخول الجن جسم الانسان فكل ما لديهم من القران هو :
"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 275) و الشاهد هنا كما يتخبطه الشيطان من المس وهنا تكمن المشكلة فالتخبط هنا قد يكون تخبطا بالمعنى الفيزيقي أي تخبط الجسد بالأرض مثلا، فيكون المقصود أن آكل الربا لا يقوم يوم القيامة من قبره إلا كالمصاب بنوبة الصرع، وهذا تفسير ابن كثير.
وقد يكون التخبط تخبطا بالمعنى النفسي ويقصد به المعاناة والتيه، وقد لا يكون المقصود أكثر من تشبيه أراد به المولى -عز وجل- أن ينفر العباد من أكل الربا والتعامل به، وهذا رأيي المتواضع.
وأما الدليل الثاني فهو قوله تعالى: "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ*وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ*حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنـك بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ" (الزخرف: 36-38)، وأظنه واضحًـا كل الوضوح هنا أن الحديث القرآني في وادٍ وشيوخنا في وادٍ آخر؛ فالقرآن الكريم يتحدث عن موضوع غواية الشيطان لمن يتغافل عن ذكر الله -عز وجل- وليس عن أعراض نفسية أو عصبية تحدث بسبب اقتران الشيطان بالإنسان! ومن شاء فليرجع إلى أيٍّ من تفاسير القرآن.
وأما الثالث فقوله -عز وجل-: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ" (ص: 41)، وحسب تفسير ابن كثير فإن النُّصْب في البدن والعذاب في المال والولد، ولم يأتِ ذكر للأمراض النفسية هنا، وإن كان مشهوراً أن مرض سيدنا أيوب كان مرضا جلديًّا.. فهل كان المرض الجلديُّ أيضًـا من صنع الشيطان؟ بالطبع ليس هنالك من يقول بذلك، ثم إن النص القرآني في قصة سيدنا أيوب -عليه السلام- في موضع آخرَ كانَ "وأيوبَ إذ نادى ربه أني مَسَّـنِيَ الضُّـرُّ وأنتَ أرحم الراحمين" (الأنبياء: 83) فهنا كان المس من الضر وليس من الشيطان.
و غيرها من الادلة التى لا تؤكد دخول الجن لجسم الانسان .
فما رياكم