قال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك الاخ سلطان حزام العتواني أن مظاهر أزمة النظام السياسي وتداعياته تتمثل بغياب الدولة الوطنية المؤسسية وإلغاء الشراكة الوطنية , وإضعاف الراوبط الوطنية وتدمير النسيج الاجتماعي .
واضاف العتواني في الحلقة النقاشية التي نضمتها لجنة التشاور الوطني اليوم تحت عنوان " أزمة النظام السياسي في اليمن .. قراءة في الاسباب والتداعيات" أن ألازمة في اليمن أصبحت تهدد كيان الدولة والنسيج الاجتماعي ولازال بأيدي اليمنيين مجال لأن تتكاتف جهودهم للخروج من الأزمة بما يضع الدولة والمجتمع أمام مرحلة جديدة وعصر جديد.
وأضاف العتواني أن السلطة باقية في الحكم بالأمر الواقع وبقوة السلاح والجيش والأمن والتزوير والمال العام ,وليس بأصوات الشعب والناخبين . مؤكدا أن على المشترك أن ينتقل من أطار الممارسة والعمل السياسي وفق القواعد الدستورية والقانونية في حدها الأدنى إلى وضع آخر وتحديات جديدة تقتضي الدفاع عن النظام السياسي من ناحية والدفاع عن وسائل التغيير السلمي من ناحية آخرى .
وأوضح أن كل جهود تكتل المشترك لإلزام السلطة بمسئولياتها تجاه الدفاع عن النظام السياسي التعددي يقابلها إصرار على مواصلة تدمير وظائف النظام السياسي ومكوناته.
وقال العتواني وهو الامين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن الأخطر في الأمر أن الطرف المنتج لازمة النظام السياسي ينكر الازمة بسلوكه المقامر وسيكولوجيته التي يمكن أن تؤدي في الأخير إلى أنتحار المقامر نفسه .
وأصاف أن أزمة النظام السياسي تتمثل بكونه انتقل من حالة التعددية المقرة في دستور دولة الوحدوة إلى نظام تسلطي بعد حرب صيف 94م ثم إلى نظام شخصي تتمركز كل تفاصيلة حول توجيهات الرئيس وقرارته .
وأعتبر أن عجز أي نظام تسلطي عن إدراك المتغيرات والحلول تكون النتيجة انهيار النظام والدولة معا .
وحسب العتواني فأن نظام التسلط والاحادية السياسية أنتج مجموعة من المظاهر المفزعة على الصعيد الوطني وفي مقدمتها استهلاك التجربة الديمقراطية والسعي بها نحو تحويلها إلى خيار مستحيل , ناهيك عن عجزه في خلق شروط وادوات مناسبة من شأنها أن تحمي البلاد من التفكك السياسي والعرقي وأن توفر الامن والتنمية للمواطنين.
وإشار إلى ان انشغال نظام التسلط بما ليس سياسيا يسلم البلاد تدريجيا إلى ايدي قلة من المنتفعين والمحسوبين الذين يقومون بتبديد ثروات البلاد وبصورة تنتج صعوبة البحث عن الحلول وتضع جدران عالية أمامها . وقال البرلماني حميد عبد الله بن حسين الأحمر – رئيس لجنة التشاور الوطني - إن اللجنة العليا للتشاور الوطني قد أدركت أن مهمتها الأساسية في هذه المرحلة هي أيجاد نوع من التقارب بين المشترك وبين قادة الرأي اليمني بشكل جمعي ودون استثناء.
وأكد الأحمر أن الحوار ليس تهمة توجه لأحد وإنما هو دعوة مفتوحة للجميع للتعاون لما فيه الخير للجميع، وسيكون بشكل منفتح وقادر على صياغة جميع الهموم.
وأضاف : نجتمع اليوم لنحاول أن نخرج من وضع إلى وضع أفضل ونتطلع أن يتوصل الحوار الوطني على طريق التشاور الوطني لآليات يستطيع من خلالها الخروج بالوطن من أزماته.
وفي الحلقة النقاشية قال الامين العام لحزتالتجمع الوحدوي الدكتور عبد الله عوبل أن مظاهر الأزمة السياسية الراهنة تتمثل بهشاشة البنية التحتية للدولة ووجود خلل في وظائف النظام .
واضاف ان اي خلل في الوظائف لأي نظام اجتماعي يعود لطبيعة البناء الاجتماعي لهذا النظام , مشيرا إلى سوء إدارة الموارد المادية والبشرية وما تمخض عن ذلك من ازمة
واوضح عوبل أن الفشل في التنمية يؤدي إلى حواف خطيرة , وشعور الناس بالظلم , وتراجع في الولاءات للدولة إلى الولاءات لما قبل الدولة
وتحدث عوبل حول سوء استخدام السلطة وتوزيعها وسوء توزيع الثروة , واحتكار الحكم بالقوة في ايادي قلة من المجتمع . مشيرا إلى أن العقل الانساني وصل إلى حل لهذه الاشكاليات من خلال إيجاد الدولة الحديثة والمركبة.
من جانبه قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري أن الازمة في اليمن اعمق من ازمة نظام سياسي فهي أزمة مركبة على مستوى النظام الحزبي والنظام السياسي والمجتمع والدولة.
وأوضح الظاهري ان اليمن تعيش ازمة مركبة ومعقدة تبدأمن ضعف الدولة ,انتقالا إلى ضعف المجتمع والنظام السياسي وبالتي ضعف الحاكم الذي اختزل الدولة والنظام السياسي .
وقال أن في اليمن نخبة حاكمة مشبعة بثقافة الغرور السياسي , ترى في نفسها قادة حرب وليست صانعة قرار . فيما الاحزاب اليمنية وجدت في بيئة طاردة للعمل الحزبي.
وقال ان المعارضة اليمنية انتقلت من حالة قبول الوضع الراهن إلى محاولة تغييره مطالبا اياها بالتحول من الاداء السياسي واختزال وظائفه في الانتخابات إلى تفعيل وظائفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
وتحدث في الحلقة النقاشية الدكتور أحمد غالب الفقية حول أزمة الاستحقاق الانتخابي والاصلاح السياسي.
والقيت العديد من المداخلات حيث طالب الدكتور علي الفقية المشترك أن يفعل وظائفه الاجتماعية والخروج إلى الناس .
وانتقد المهندس عبد الله صعتر اداء السلطة القضائية غير المستقل وتفكيك السلطة للقوى السياسية وابتزازها للداخل والخارج بالورقة الامنية .
وقال صعتر انه عند نزول المشترك إلى الميدان تقف امامه سلطة كبرى ترى ان كل شيئ ملكها وأنك عميل ومتأمر.
أما نصر اللهبي فيرى أن المرض الرئيسي يتمثل باننا لا نعرف بأي نظام اسمم وان الغرب وامريكا وراء الازمات التي نعيشها . فيما الدطتور فؤاد الصلاحي بتوسيع الاصطفاف الاجتماعي .
ورأى الكاتب الصحافي عبد الرحيم محسن أنه لا توجد ديمقراطية في اليمن . معتبرا أن تجربة اللقاء المشترك تعد ظاهرة حديثة ومتقدمة لا يوجد مثيل لها في المنطقة .
أما الشاعر نصر غالب فقال انه لا يوجد نظام سياسي في الاصل , وأنما شخص واحد وعليكم الذهاب إلى علي محسن الاخمر ليتوسط لكم وسيحل ازمتكم .
وطالب النائب فؤاد دحابة باعتماد الوثيقة التي تقدم بها الاخ سلطان العتواني من ضمن وثائق التشاور الوطني.
وتطرق الاخ يحي الشامي إلى بروز شريحة خطيرة داخل نظام الحكم يسمونها الفساد وهي في الاصل البرجوازية الطفيلية التي هي على استعداد لتدمير المجتمع من اجل مصالحها .
وطالب النائب السابق حسين مطهر العنسي المشترك بإيجاد وسائل إعلام مرئية ومسموعة لتوصيل رسالته ومفاهيمه للناس لخلق وعي سياسي واجتماعي.
اما القيادي الاشتراكي احمد غالب احمد ققال أن الاخطبوط الذي حكم الشمال وقتل وشرد مد اذرعه إلى الجنوب واخذ كل شيئ.
وأضاف أن وحدة 22 مايو 90م ذبحت واليمن ممزقة نفسيا وعلى المشترك إعادتها .
اما سالم صالح هارون قال ان الازمة موجودة منذ اليوم الاول للوحدة بسبب اختلاف النظاميين السياسيين.
وأضاف هارون ان امام الازمة خيارين اما ايجاد دولة نظام وقانون والالتزام بالوحدة والدستور وحرية الرأي أة تقرير المصير وإعادة تحقيق الوحدة " خطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام".