يناديهم الله بهذه الآية ليتداركوا أحوالهم و يقبلوا على الله الواحد القهار
أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله إنها النفس الظالمة إنها النفس الآثمة التي لم تترك بابا من الذنوب إلا قرعته ولا بابا من الإساءة إلا ولجته أن تقول هذه النفس
( يا حسرتى )
وما أعظم الحسرة إذا خسر أصحابها فخرجوا من الدنيا صفر اليدين من رحمة الله ما أعظمها من خسارة إذا طويت الصفحات باللعنات ما أعظمها من خسارة يوم لا تنفع المعذرة ولا تغني الدموع يوم يتقطع القلب من الألم يوم يعتصرالقلب من شديد الندم
أن تقول نفس!!! ومتى تقول؟؟؟؟؟؟؟
حين تضع آخر أقدامها من أعتاب هذه الدنيا وتستقبل الدار التي هي غريبة عليها يوم تنقطع المعاذير وتُغص السكرات في الحناجر ويصير العبد ذليلاً حقيراً لله الواحد القاهر أن تقول نفس
ياحسرتى
على طول السهر على ضياع الأعمار على الساعات و اللحظات على أصحاب لم ينفعوا على أحباب لا يشفعوا على عمر مضى و زمانٍ ولى وانقضى إذا كشف الديوان بخطيئة اللسان و زلات الجنان إذا عرض الشباب ومافيه من خطأ و صواب على 30 عاما أو 40 أو 50 ذهب الليل فما تمتعت عيني بالبكاء فيه من خشية الله ذهب الله وما تمتعت قدمي في الوقوف بين يدي الله
يا حسرتى
على يوم مضى ليله وطلعت شمسه ولم تنعم يدي في السجود بين يدي الله على صلاة أضعتها على زكاة منعتها على ايام أفطرتها على ذنوب فعلتها على خطايا تلبست بها
إذا كشف الديوان وعظُم الوقوف بين يدي الواحد الديان
وهل تغني الحسرات في ذلك اليوم!!!!؟؟؟؟
ياحسرتى يوم لم أشكر النعم يوم لم اشكر الله على دفع النمقم يوم لم يلهج لساني بذكره يوم لم يتلذذ لساني بشكره يوم فاز الفائزون وغنم الغانمون وجئت صفر اليدين من ما هم فيه يتنعمون
إياك و الإغترار بحلم الله وكرمه، فكم قد أستدرج من عاصي ، و قصم من جبار و ظالم، إذا همت النفس بالمعصية فذكرها بنظر الله، لا يكن الله أهون الناظرين إليك ،إذا خلوة يوماً بريبة و النفس داعية إلى العصياني، فقل لها أستحي من نظر الإله، فإن الذي خلق الظلام يراني
الله الله في الخلوات الله الله في البواطن الله الله في النيات
فإن عليكم من الله عيناً ناظرة
راقب العواقب تسلم لا تمل مع الهوى فتندم
إن كنت تعتقد أنه لا يراك فما أعظم كفرك وإن كنت تعصيه مع علمك بإطلاعه عليك فما أشد وقاحتك و ما أقل حياءك
إقبل الموعظة إعمل بالنصيحة لأنه من أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار