تتجدد الإثارة من جديد في (ديربي) جدة الكبير الذي سيجمع بين الجارين (الاتحاد والأهلي) في الجولة التاسعة عشرة لدوري المحترفين السعودي لكرة القدم التي جرى تقديمها إلى هذا الموعد نظراً لمشاركة الاتحاد في دوري المحترفين الآسيوي الذي سينطلق في شهر فبراير المقبل، ويخوض الاتحاد هذه المواجهة وهو لا يزال في مركز الصدارة بفضل الانتصار الأخير الذي حققه على النصر في جولة الدوري الماضية، والذي رفع رصيد نقاطه إلى (40) نقطة وجعله يوسع الفارق في النقاط بينه وبين أقرب منافسيه (الهلال) إلى ثلاث نقاط بعد أن كان الفارق نقطة واحدة إثر تعادل الأزرق سلبياً أمام ضيفه الوطني في جولة الدوري الماضية، ويأمل عشاق ومحبو النادي العميد أن تواصل كتيبة النمور تسجيل المزيد من الانتصارات على الجار الأهلي للمرة الخامسة على التوالي بعد أن كسب لقاءي الموسم الماضي 1428 ـ 1429هـ (ذهاباً وإياباً) وكسب ثلاث مواجهات بينهما في الموسم الحالي.
والاتحاد بمركز الصدارة يعتبر أفضل حال من الأهلي الذي يخوض هذه المواجهة، وهو في المركز الخامس بعد الانتصار الكبير الذي حققه خارج أرضه على الوطني برباعية من الأهداف وجعل رصيده يقفز إلى (22) نقطة وهذا الرصيد لا يتفق بطبيعة الحال مع قوة وسمعة الفريق الأهلاوي الذي يعتبر من أكثر الفرق استعداداً ودعماً لصفوفه الدفاعية والهجومية بعدد كبير من اللاعبين المحليين علاوة على فوزه بكأس دوري أبطال الخليج، وسيسعى نجوم الأهلي لتحسين صورة فريقهم وارضاء جماهيرهم في هذه المواجهة وتعويضهم عن الاخفاقات الثلاثة الماضية التي طالت فريقهم أمام الاتحاد عندما خسر ثلاث مواجهات متتالية في الموسم الحالي، والعمل على تحاشي الخسارة (الرابعة) والخروج بالتعادل على أقل تقدير.
وتؤكد لغة الأرقام أن الاتحاد والأهلي يتبادلان التفوق في النواحي الهجومية والدفاعية، فالعميد يتفوق (هجومياً) على (القلعة) بعد أن استطاع لاعبوه أن يسجلوا (40) هدفاً في جولات الدوري الماضية مقابل (19) هدفاً سجلها لاعبو الأهلي في مرمى المنافسين، وفي الجانب الآخر يتفوق الأهلي (دفاعياً)، فشباكه لم تستقبل سوى (11) هدفاً فقط، فيما احتضنت شباك الاتحاد (16) هدفاً.. وبنظرة سريعة لخطوط الفريقين نجد أن هناك تقارب في حراسة المرمى بوجود حارسين خبيرين كمبروك زايد وياسر المسيليم، ويستمر هذا التشابه إلى حد كبير في خطي الدفاع مع تفوق عناصر الدفاع الاتحادي في عامل الخبرة بوجود المنتشري وتكر والمولد والصقري مقارنة بخبرة الرباعي الأهلاوي عبدربه ومعيزة والهزازي والحربي، ولكن الدفاع الأهلاوي يتميز بالتنظيم الجيد وهو ما يفتقده دفاع الاتحاد.
كما يتفوق الاتحاد في خط الوسط على الأهلي بوجود رباعي قوي ومؤثر في أداء ونتائج الفريق يقوده قائد النمور محمد نور الذي يجمع بين صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، وهناك تقارب بين الفريقين في خط الهجوم بوجود الثنائي العربي عماد متعب وهشام بوشروان ونايف هزازي في الاتحاد ومالك معاذ وحسن الراهب وبدر الخراشي في الأهلي على الرغم من قوة الاتحاد التهديفية فالثلاثي الاتحادي سجل (22) هدفاً، فيما سجل الثلاثي الأهلاوي (10) أهداف فقط، وبغض النظر عن لغة الأرقام وعناصر التفوق الآنفة الذكر فلقاءات الأهلي والاتحاد لا تخضع للمقاييس الفنية في ظل حساسية المواجهة التي تجمع بينهما والتي ربما تؤثر على الأداء الفني للاعبين وتجعل الأقل قوة هو الرابح، والمرشح للفوز هو الخاسر.
وكل المعطيات والمؤشرات التي شاهدناها على أرض الواقع في جولات الدوري الماضية تؤكد أن الاتحاد سيكون هو الأقرب للفوز عطفاً على قوة وتكامل وانسجام صفوفه مقارنة بالأهلي، ولكن ربما يكون لفريق (القلعة) كلمة قوية في مواجهة الليلة إذ نجح دفاعه في إغلاق جميع المنافذ أمام هجوم الاتحاد وحال دون وصول نور وبقية (النمور) لمرمى الحارس ياسر المسيليم ويعطي بالتالي الضوء الأخضر لخط الهجوم الذي يقوده مالك والراهب في الوصول لمرمى مبروك عن طريق الهجمات المرتدة السريعة، فهل يفعلها الأهلي ويوقف مسيرة الانتصارات الاتحادية، أم يواصل قطار العميد مشواره ويحصد من الأهلي ثلاث نقاط أخرى ويرفع رصيده إلى (43) نقطة؟