الساعة في الجدار تشير الى العاشرة والنصف ليلا ، وبعد نصف ساعة تصبح الحادية عشر ة ليلا ، ثم بعد ساعة تصبح الثانية عشرة ليلا ، وبعد اربع وعشرين ساعة يكون يوم قد مضى ، وهكذا ...
اعمارنا تمضي ...
وهكذا ...
هي الساعة في الجدار تسير نحو نهاية حياتنا .
والغريب ...
كلما توقفت انزعجنا ، وغيرنا البطارية ، او دفعنا النقود لنشتري غيرها ، وننسى ...
اننا نشتري _ اي ندفع النقود _ مايذكر بسيرنا نحو النهاية . والاغرب ...
اننا نهتم بشكل الساعة ، و ماركتها ، وحجمها ، وموضتها ، وتناسبها مع الجدار ولونه .
وننسى انها في لحظة ما ...
ستعلن ان وقت الرحل قد اتى ، وان وقت الوداع قد حان .والمثير للضحك اننا نشعر احيانا بان الوقت يمر ببطئ ، ونستعجل هذه الساعة ، ونتمنى ان لو نستطيع تحريك عقاربها ، وننسى انها كلما تحركت خطوة ، قل الباقي من العمر ، وقرب وقت الرحيل . ولكن ما باليد حيلة ، فنحن لانستطيع ان نوقف ذلك الدوران ، فهذه سنة الحياة وهذا هو قدرنا .
ولكن ...
بطبع الانسان المريد تحقيق مايريد ...نعم نحن لانستطيع ايقاف ذلك الدوران المستمر .
ولكن ... نستطيع ان نجعل الثانية ساعة والساعة يوم ، باستغلال صحيح لكل خطوة تخطوها عقارب تلك الساعة ، وبذلك سوف لايكون مهما بالنسبة لنا ان تحركت تلك العقارب ببطئ او بسرعة ، او حتى ان توقفت .
وعندما يكون وقت الرحيل قد حان _ نعم لن يكون هنالك مفر من ذلك _ ولكن سيكون هنالك اختلاف كبير، بين من استغل تلك الساعة ومن استسلم وتقاعس . بين من اهتم بحركات العقارب الدوارة فيها ، وبين من اهتم باختيار ساعة الالماس والذهب ، والماركات العالمية .نعم ..... اختلاف كبير وفرق شاسع ستشعرون به بالتاكيد ، لان ذلك امر يهم البشر جميعهم .
وفي عصرنا ، اصبح الفقير والغني يهتم بالوقت ، ولافرق بين فلاح ومدير ، لان الجميع يسير نحو الحقيقة المحققة التي لامفر منها ، الا وهي الموت